إنهم الشهداء، فوارس فلسطين، يولدون في أجمل الأزمنة والأمكنة، يعطرون البلاد بروحهم وريحانهم، ويسيرون في صفوف الجهاد، قافلة من العاشقين لا تنتهي، ويرتقون شهداء على طريق القدس.

ميلاد فارس:

كانت طولكرم على موعد مع فارسها مراد إبراهيم باشا، في 2 ديسمبر 1983م، لعائلة مؤمنة بدينها ووطنها، وترتيبه السادس في أسرته.

تلقى تعليمه في مدارس قرية ذنابة قضاء طولكرم إلى أن بلغ الفصل الثاني الإعدادي، وغادر مقاعد الدراسة متجهاً إلى العمل في المجال الزراعي لمساعدة ذويه.

روح وريحان:

عرف أنه مثال رفيع في الأدب والأخلاق، ويميل إلى التألف الاجتماعي مع الآخرين، وتمتع بعلاقات واسعة مع الوسط المحيط به من أقارب وجيران وأصدقاء.

كما كان يهوى ركوب الخيل انطلاقاً من القول المأثور: "علموا أولادكم السباحة والرماية وركوب الخيل"، واتصف بالشجاعة والقوة.

في صفوف الجهاد:

انضم الفارس مراد إلى صوف حركة الجهاد الإسلامي مطلع انتفاضة الأقصى 2000م، وكان من الناشطين في المجال الدعوي، وانتقل فيما بعد إلى سرايا القدس.

قام بالعديد من العمليات العسكرية، وتعرض للمطاردة من قوات الاحتلال، لا سيما بعد أن تمكن من قتل ثلاثة جنود صهاينة عام 2005م، وتعرف عليه الشهيد القائد لؤي السعدي.

شهيداً على طريق القدس:

في 21 يناير 2008م، قامت قوات الاحتلال بمحاصرة منزله الساعة الثانية فجراً، ونادوا عليه للاستسلام، لكنه رفض ودار اشتباك عنيف حتى الساعة الثامنة صباحاً، وتمكن شهيدنا مراد من إصابة أحد الجنود إصابة مباشرة. ثم قاموا بإدخال رجل آلي لإطلاق النار عليه ما أدى إلى استشهاده، وقام الاحتلال بقصف البيت فوق جثته الطاهرة.