غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

جيوش العرب في سكرتهم يعمهون

خبر المرابطات.. حصن الأقصى المنيع في وجه المستوطنين

شمس نيوز/ عبدالله عبيد

تقطع نساء الأقصى مئات الكيلومترات وصولاً إلى القدس، متحديات سياسة الاحتلال الإسرائيلي في تهويدها وعزلها عن بقية الأراضي الفلسطينية بالضفة الغربية وقطاع غزة، حيث تعلو أصواتهن بالتكبير والتوحيد (الله أكبر، ولا إله إلا الله)، كلما مرت أفواج وجماعات المستوطنين لتدنيسه.

 ويكون رد الاحتلال على إصرار النساء بالاعتداء والضرب، وأحياناً كثيرة الإقصاء بذريعة العمر، لكن ذلك لا يثنيهن عن مواصلة الطريق الذي بدأنه وتحقيق هدفهن في صون الأقصى ومقدساته ومرابطيه من بطش الاحتلال.

يتعرضن للضرب والشتم

الحاجة أم محمد الشويخي (50 عاما) من حي السلوان بمدينة القدس، تذهب كل يوم للصلاة في المسجد الأقصى، وفي الآونة الأخيرة ومع تزايد الاقتحامات الإسرائيلية تم منعها كما المئات من الفلسطينيات والفلسطينيين من الدخول إلى الأقصى والصلاة فيه.

وتقول "أم محمد"، وهي والدة لثلاثة أسرى في سجون الاحتلال، وإحدى المرابطات داخل المسجد الأقصى، لـ"شمس نيوز": يومياً نتواجد في المسجد من ساعات الفجر المبكرة، أجلس أنا وأخواتي المرابطات لقراءة القرآن الكريم والصلاة والذكر"، مشيرة إلى أن المرابطات هن الحصن المنيع الذي يحمي الأقصى في حال دخول المستوطنين إليه.

ولفتت الحاجة الخمسينية إلى أن النساء المرابطات في المسجد الأقصى يتعرضن للضرب والشتم والاعتقال لساعات، وأحيانا يمنعن من دخول المسجد لمدة أشهر بقرار عسكري، مضيفة: "لا أحد يتحرك نحو القدس والأقصى، فالعالم العربي ما زال نائما، لذلك علينا أن نخلع شوكنا بأيدينا ونقاتل المستوطنين والمغتصبين".

وبيّنت الشويخي أنها تدافع عن الأقصى من خلال الرباط والصلاة فيه والدعاء له، مستدركة بالقول: لكن أتمنى أن أفدي الأقصى بدمي، وكل يوم أخرج فيه للأقصى أنطق الشهادتين، لأنني أتوقع الشهادة في أي لحظة من اللحظات".

تكبيرات المرابطات

أما أم معاذ (33 عاماً) إحدى المرابطات داخل المسجد الأقصى، فأشارت إلى أنها لم تدخل المسجد منذ حوالي شهر ونصف، وذلك لمنعها من قبل شرطة الاحتلال الإسرائيلي.

وقالت أم معاذ لمراسل "شمس نيوز": بالطبع جيش الاحتلال الإسرائيلي لم يفرق بين امرأة وبين رجل ولا طفل ولا حتى شيخ، فيومياً هناك نساء يتعرضن للضرب من قبل المستوطنين داخل المسجد الأقصى"، مشددة على أن تكبيرات النساء الفلسطينيات المرابطات في الأقصى تخيف المستوطنين وتزرع الرعب في قلوبهم وتجبرهم على الفرار.

وأضافت: أذهب كل أسبوع إلى المسجد الأقصى، ولكن سلطة الاحتلال تمنعني من الدخول، وأبقى أمام البوابات عدة ساعات أنظر إليه وأدعو، لأن فراقه صعب علينا، فنحن تعودنا على الصلاة فيه كل يوم"، داعية الله أن يفك أسره من دنس اليهود.

وتتعرض النساء كغيرهن من المرابطين الرجال لشتى أنواع التنكيل على بوابات القدس، فأحيانا تقوم سلطات الاحتلال بمنعهن من دخول المسجد الأقصى، وأحيانا يقوم جنود الاحتلال بضربهن واعتقالهن، وذلك لتأمين اقتحامات المستوطنين للمسجد.

خنساوات فلسطين

بدوره، أكد رئيس الهيئة الإسلامية العليا وخطيب المسجد الأقصى، عكرمة صبري أن النساء المرابطات في رحاب المسجد الأقصى المبارك هن خنساوات فلسطين، مشيراً إلى أنهن يقفن سداً منيعاً في حماية المسجد من الاقتحامات العدوانية التي يقوم بها اليهود.

وأوضح صبري خلال حديثه لـ"شمس نيوز" أن فكرة الرباط هي فكرة تعبدية تنطلق من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، مشدداً على أن المرابطين والمرابطات يؤدون عبادة من العبادات في دفاعهم عن المسجد الأقصى المبارك، وإحباط جميع المحاولات التي تمس حرمته من قبل اليهود المعتدين.

وتابع بالقول: حينما نقول الرباط عبادة، فإن فيه مشقة وتضحية، لأن المرأة التي تخرج من بيتها تكون قد ضحت بوقتها وتركت منزلها، وتعرضت للضرب من قبل شرطة الاحتلال المتوحشة".

ونوه صبري إلى أن عددا من هؤلاء النسوة منعن من الدخول للأقصى، وتعرضن للاعتقالات "فهؤلاء المرابطات هن مثال يحتذى في الدفاع عن الأقصى"، على حد تعبيره.

رباط أسطوري

د. ناجح بكيرات، رئيس دائرة المخطوطات بالمسجد الأقصى المبارك، وصف رباط النساء في المسجد الأقصى بـ"الأسطوري"، مشيراً إلى أن الدور النسائي لم يظهر منذ عام 1917 بهذا الشكل الذي يتجلى هذه الأيام.

وقال بكيرات لـ"شمس نيوز": هذا دور الحركة النسائية المقدسية، حركة جادة ورائعة بحيث أن كل أطياف المجتمع المقدسي تتواجد في المسجد الأقصى للدفاع عنه".

وأضاف: الحركة النسائية صغارها وكبارها، فتيات وأمهات، وحتى كبيرات السن، يقفن سدا منيعا في وجه الاحتلال لأول مرة في تاريخ النضال الفلسطيني، حيث تقدم المرأة روحها وأولادها لكي ترابط في المسجد الأقصى وتقف وتهتف".

ولفت إلى حدوث التحامات ومناوشات كثيرة بين الشرطة الإسرائيلية والمرابطات في الأقصى، مبيّناً أن هذا موقف متطور وإيجابي ويسجل للحركة النسائية المقدسية في التاريخ.

وبيّن بكيرات أن هناك حصار وضرب واعتقال ونفي ونقل للسجون وإبعاد، و"بالتالي أعتقد أن هذه الحركة يراد لها أن تنتهي"، مستدركاُ في حديثه : ولكن رغم ذلك، ما زالت عشرات النساء المبعدات يرابطن على بوابات المسجد الأقصى، وهذا يدلل على إصرارهن ويبشر بخير".