نعى رئيس الدائرة الإعلامية لحركة الجهاد الإسلامي د. أنور أبو طه، اليوم الخميس، المفكر الاسلامي الكبير جودت سعيد.
وكتب د. أبو طه على حسابه في "فيس بوك": "الشيخ جودت سعيد في ذمّة الله.. أثار فيَّ عاصفة من الأسئلة منذ وقَعت على كتبه، ببساطه لأنه مختلف، ومختلف بعلم وسمو ورحابة صدر".
وأضاف "منذ وطأَت قدماي دمشق-شامة الدنيا- سعيت أبحث عنه طلباً لسقيا من علم، فوجدته نبعاً صافيًا، عذباً محباً، لم تكدّره جغرافيا النزاعات ولا صراعات المذاهب والطوائف والأحزاب، أحد وجوه فطرة الله كأجلّ وأجمل ما تكون سلاماً وعشقاً وطمأنينة".
وأشار د. أبو طه إلى أنه دار حوار كبير بينه وبين المفكر سعيد في دارته الدمشقية أعلى جبل قاسيون، في الشريعة والسياسة والأخلاق والجهاد واللاعنف والتغيير وفلسطين وغير ذلك.
وبيَّن أنه كان حوارًا جادًا، وحوارًا رقيقًا بابتسامته التي تنبع من داخله، فتكسر حدّة اعتراضك على بعض الأفكار لتخرج من حضرته محباً وان اختلفت معه.
وتابع د. أبو طه "تكررت اللقاءات في أكثر من محفل ومؤتمر، وهو الوحيد الذي عرفته ولم ينادني إلا باسم عائلتي كلما التقيته مبتسماً مرحباً".
وذكر أنه كان منحازاً لفلسطين والقدس أكثر قضايا المسلمين والعالم عدالة، متألماً للدم المسفوح فيها، وللظلم الواقع على أهلها.
وختم د. أبو طه: "رحمه الله رحمة واسعة، وأسكنه فسيح جناته.. وللأولياء وجوه شتى".
وتوفي المفكر الإسلامي البارز جودت سعيد، المعروف بلقب "غاندي العرب"، عن عمر ناهز الـ 91 عاماً في مدينة إسطنبول التركية.
ولد المفكر جودت سعيد عام 1931 في محافظة القنيطرة جنوبي سوريا، لعائلة من أصول شركسية، ودرس في جامعة الأزهر. ويعد من أبرز المفكرين الإسلاميين المعاصرين. وتشكل أفكاره امتدادا لمدرسة الإسلام الإصلاحي لمالك بن نبي ومحمد إقبال.
وللمفكر الراحل العديد من المؤلفات مثل "مذهب ابن آدم الأول"، الذي دعا من خلاله إلى مبدأ "اللاعنف" و رؤيته لفكرة نبذ العنف في الإسلام، بالإضافة إلى مؤلفات أخرى مثل "حتى يغيروا ما بأنفسهم" و "فقدان التوازن الاجتماعي".
