غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

الشهيد عدنان بستان صفحات جهاد مشرقة.. وشهادة في سبيل الله مباركة

الشهيد القائد عدنان بستان.jpg
شمس نيوز -غزة

"الجهاد الآن.. ولا وقت للتأجيل" هكذا قال الشهيد الدكتور فتحي الشقاقي رحمه الله منذ بدأ طريقه، ففلسطين قضيتنا المركزية، ولا بد للإسلام أن يضَّلع بدوره الريادي والطليعي دوماً تجاه كل قضايا الأمة، ولا بد للحركة الإسلامية أن تكون في المقدمة، ففلسطين هي قلب العالم الإسلامي ورأس الحربة في مواجهة المشروع الغربي الاستعماري ضد أمتنا.

فمنذ أن تبدأ خطواتك الأولى مع الجهاد الإسلامي، فأنت تعرف أنك اخترت طريق الشهادة.. قد تبطئ نحوك.. لكنها تنتظرك، فأبناء الجهاد الإسلامي مجاهدون في كل المراحل.. صامدون كالجبال رغم الأعاصير.. هم الطليعة كانوا وسيبقون.

طوالبة.. صوالحة.. السعدي.. الدبش.. حميد.. جودة.. مهنا.. الدحدوح.. والشيخ خليل.. وأبو مرشد.. واليوم عدنان بستان "أبا جندل".. أسودٌ في المواجهات.. أساطير في التحدي والتصدي والصمود.. ضد الحصار والركوع.. لا يعرفون الاستسلام.. ولا يعرفون الهزيمة.. في جنين.. في غزة.. في نابلس.. في طولكرم.. في كل مدننا وقرانا.

هم صوت الشقاقي.. منذ بدأ، "لقد نهضنا لقتال العدو".. "وإنه لجهادٌ.. جهاد.. نصرٌ أو استشهاد" "فوحدهم الشهداء يشهدون نهاية الحرب".. وما دام هناك شهداء فالحرب لم تنته بعد.. وما دام هناك احتلال فالمقاومة أبداً ستستمر.

تطل علينا اليوم (5-2) ذكرى استشهاد القائد "عدنان بستان" أحد أبرز قادة سرايا القدس في مدينة غزة، الذي سطر بجهاده المبارك صفحات من المجد والفخار وبقي مجاهداً في الميدان حتى الشهادة.

الميلاد والنشأة


ولد شهيدنا المجاهد "عدنان محمد بستان" "أبا جندل" في مخيم الشاطئ بمدينة غزة في العام 1978م.

تربى الشهيد "عدنان " في أسرة كريمة تعرف واجبها نحو وطنها كما تعرف واجبها نحو دينها، تلك الأسرة التي هُجرت كباقي الأسر الفلسطينية من بلدتها الأصلية "يافا".

تتكون أسرة شهيدنا الفارس "عدنان بستان" من والديه وخمسة من الأبناء، وأختين، وكان شهيدنا "أبا جندل" يحتل الترتيب الخامس بين أخوته.

درس الشهيد "عدنان" في مدرسة "غزة الجديدة" فحصل على الابتدائية، وأكمل دراسته الإعدادية في مدرسة صلاح الدين، بعدها ترك الدراسة ليساعد أسرته في ظل الظروف المعيشية الصعبة، فعمل مع أخوته في مهنة الرخام والمزايكو.

عاش شهيدنا المجاهد "عدنان" مع عائلته بين أزقة مخيم الشاطئ منذ مولده، وفي عام 1999م انتقل مع عائلته للسكن في حي الشيخ رضوان.

صفاته وعلاقاته بالآخرين
ارتبط الشهيد بعلاقات ممتازة مع أسرته، فكان محباً للجميع، ومحبوباً من الجميع. كان شهيدنا "أبا جندل" إنساناً عظيماً طيب النفس، محباً للأطفال ومُحباً لأصدقائه، بسيطاً ومتسامحاً.

كان الشهيد "عدنان بستان" دائم التفقد لإخوانه المجاهدين ويشعر تجاههم بالمحبة والأخوة الصادقة.

مشواره الجهادي


منذ أن تفتحت عيناه على الحياة رأى الاحتلال الصهيوني جاثم على صدر شعبه وأمته فانخرط في العمل الوطني، وشارك بفاعلية في الانتفاضة الأولى عام 1987م، حيث أصيب خمسة مرات بجراح، لكن ذلك لم يضعف من عزيمته، وواصل مقاومته للاحتلال الصهيوني بشتى السُبل.

في العام 1994م تعلق قلب الشهيد "عدنان بستان" بحركة الجهاد الإسلامي، فأحب الشهداء "هاني عابد ومحمود الخواجا" أحد مؤسسي الجهاز العسكري لحركة الجهاد الإسلامي (قسم)، وزاد حبه واقتناعه بالحركة عندما قرأ كتاب الأعمال الكاملة للشهيد الدكتور "فتحي الشقاقي" الأمين العام المؤسس لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين.

ومع اندلاع انتفاضة الأقصى المباركة كانت أمنية شهيدنا "عدنان" الالتحاق بالجهاز العسكري لحركة الجهاد الإسلامي فتعرف على الشهداء القادة (مقلد حميد ومحمود جودة وشادي مهنا) وبدأ عمله معهم في "سرايا القدس".

ونظراً لنشاطه المميز في العمل العسكري، كُلف من قِبل الشهيد القائد "محمود جودة" بقيادة المهام الصعبة، وقد نجح شهيدنا القائد "عدنان بستان" في ذلك، الأمر الذي أهله لأن يصبح قائداً ميدانياً لسرايا القدس في مدينة غزة. عُرف الشهيد " عدنان بستان " بإقدامه وشجاعته الباسلة وتصديه المتواصل للقوات الصهيونية لدى اجتياحها لمدننا وقرانا الفلسطينية، وتشهد له بذلك أراضي بلدة "بيت حانون" والشجاعية، حيث كان الشهيد دوماً يخوض معارك باسلة ضد الجنود الصهاينة.

تدرب الشهيد القائد " عدنان بستان " على تصنيع وتجهيز الصواريخ والعبوات الناسفة على يد المهندس القائد " محمود الزطمة " أبرز قادة الجهاز العسكري والمهندس الأول للعمليات الاستشهادية في فلسطين، ومن ثم أصبح "أبا جندل" مهندساً بارعاً في صناعة وتجهيز الصواريخ الأمر الذي جعله يقود وحدة التصنيع والتطوير التابعة لسرايا القدس.

استطاع شهيدنا القائد "أبو جندل" خلال سنوات انتفاضة الأقصى تدريب جيل كبير من أبناء سرايا القدس على شتى أنواع الأسلحة وتجهيز العبوات والصواريخ.

استطاع الشهيد القائد "عدنان بستان" مع الشهيدين القائدين محمود جودة وشادي مهنا تطوير قذائف الهاون من عيار (60 و80 ملم) وتجريبها بنجاح على المستوطنات التي كانت تحيط بقطاع غزة، ومن ثم طوروا صواريخ القدس والتي أثبتت نجاحها في إصابة أهدافها بدقة، وقبل اغتياله كان يطور صاروخاً يصل مداه إلى عشرين كيلومتر.

أشرف القائد "عدنان بستان" على سلسلة من الأعمال الجهادية ونفَّذ بعضها مما أغاظ حكومة الاحتلال فوضعت اسمه على قائمة المطلوبين لديها لتصفيته، فتعرض لعدة محاولات اغتيال كانت على النحو التالي:

المحاولة الأولى كانت عند قصف منزل كان يوجد فيه في منطقة حي النصر حيث كان يستخدمه الشهيد مع عدد من إخوانه للإعداد لعملية بحرية نوعية تستهدف زورقا بحرياً صهيونياً، وأدت تلك المحاولة حينها إلى استشهاد المجاهدين (ناصر ياسين وحسني السرفيتي) من مجاهدي سرايا القدس.

المحاولة الثانية كانت حين استهدفته طائرة استطلاع صهيونية بصاروخ لمنصة صواريخ في منطقة تل الزعتر قبل نحو عام حيث كان يجهزها الشهيدين "عدنان بستان وشادي مهنا" للإطلاق باتجاه مغتصبة سديروت الصهيونية.

وجاءت المحاولة الثالثة قبل نحو ستة أشهر عندما كان برفقة الشهيد شادي مهنا يُجهز لإطلاق صواريخ باتجاه مستوطنة سديروت الصهيونية، فاستهدفتهم طائرة استطلاع صهيونية إلا أنهما تمكنا وقتها من النجاة بفضل الله.

وفي المحاولة الرابعة لاغتياله أقدم عملاء لقوات الاحتلال الصهيوني على زرع عبوة ناسفة أمام بيت الشهيد القائد "عدنان بستان" في حي الشيخ رضوان، إلا أن العبوة انفجرت قبل وصوله بدقائق.

استشهاده


في مساء يوم الأحد 7 محرم 1427هـ ، الموافق 5/2/2006م، أقدمت قوات الاحتلال الصهيونية على عملية اغتيال جبانة للمهندس الشهيد عدنان محمد بستان " أبا جندل " القيادي البارز في سرايا القدس ومهندس صواريخ القدس.

حيث قامت طائرات العدو الغاشم بقصف الشهيدين القائدين "عدنان بستان، وجهاد السوافيري" أثناء توقفهم بالقرب من عمارة " دولة " في حي الزيتون بمدينة غزة، فارتقى على إثر ذلك الشهيدين المجاهدين إلى علياء السماء، تاركين خلفهم فاجعة كبرى أحلت بمحبي الشهيدين وبحركة الجهاد الإسلامي وقطاع غزة بأكمله إذ فقدت الحركة أبرز مهندسي الصواريخ في قطاع غزة، نقلاً عن الإعلام الحربي لسرايا القدس