في الوقت الذي يخبرك فيه طبيبك أنك حامل للمرة الأولى، سيتغلب القلق على حماسك، وتبدئين التفكير بالطفل الذي ينمو بداخلك.
خذي نفساً عميقاً وانتظري السؤال الأول للطبيب: "أنت تتناولين حمض الفوليك، أليس كذلك؟" عن أهمية حمض الفوليك للمرأة الحامل، ومتى تبدئين بتناوله، وهل يفترض عليك إيقافه، إجابات يضيئها الأطباء والمتخصصون.
لسنوات طويلة تم البحث في أهمية تناول الفيتامينات، وحمض الفوليك لمجرد التفكير في الحمل؛ ذلك أنه، مرتبط منذ فترة طويلة بالتكوين السليم للعمود الفقري لدى الأجنة؛ النساء الحوامل اللواتي ليس لديهن ما يكفي من حمض الفوليك معرضات لخطر إنجاب طفل مصاب بالسنسنة المشقوقة، أو تشوهات أخرى في الأنبوب العصبي.
متى يتكون الأنبوب العصبي؟
يتكون الأنبوب العصبي في الأسابيع الأربعة إلى الستة الأولى من الحمل، ويمكن أن يحدث تشوه فيه عند تراجع نموه عند الطفل، ويمكن أن يسبب هذا مجموعة من الإعاقات بما في ذلك فقدان السيطرة على المثانة والأمعاء، وشلل في الساقين. وفي بعض الحالات تكون الآثار أكثر حدة.
ما هي السنسنة المشقوقة؟
السنسنة المشقوقة هي تشوه خلقي في الأنبوب العصبي يحدث عندما لا يتشكل العمود الفقري والحبل الشوكي للطفل بشكل صحيح.
ليس من الواضح ما الذي يسبب السنسنة المشقوقة، ولكن يمكن ربطها بمجموعة من عوامل جينية وبيئية خطرة، على سبيل المثال تاريخ عائلي من تشوهات الأنبوب العصبي ونقص حمض الفوليك، وتختلف علامات وأعراض السنسنة المشقوقة من طفل لآخر. ويتم الكشف عن معظم حالات السنسنة المشقوقة من خلال الفحص بالموجات فوق الصوتية في حوالي 18 أسبوعاً من الحمل.
التشكيك بتناول حمض الفوليك
منذ سنوات -وبشكل خطير- تم انتقاد عادة تناول حمض الفوليك لدى الحوامل، في دراسة قدمت في مؤتمر للتوحد، أثارت عناوينها الرئيسية الذعر، وهي تحذر من أن الأمهات الحوامل اللائي يتناولن مكملات حمض الفوليك بأنه قد يؤذي أطفالهن الذين لم يولدوا بعد من خلال تعريضهم لخطر التوحد.
وأثيرت التساؤلات عالمياً حول ما إذا كان يجب التخلي عن فيتامينات ما قبل الولادة تماماً، والتي وصفت بأنها غير آمنة. لكن العكس هو الصحيح، كما يقول داني فالين، رئيس قسم الصحة النفسية بجامعة جونز هوبكنز في بالتيمور: "لا ينبغي أن تقلق الأمهات حول العالم بشأن هذا الأمر، ولا يجب عليهن التوقف عن تناول مكملات حمض الفوليك. فهي خاصة في أشهر الحمل الأولى، تحمي من التوحد، والنساء اللائي يتناولن المكملات الغذائية لديهن مخاطر أقل لإصابة أطفالهن بالتوحد".
خطورة ارتفاع نسبة حمض الفوليك
قد يكون هناك قلق إذا تجاوزت الحد المطلوب، فقد كشف الأطباء أن المستويات العالية جداً من حمض الفوليك وفيتامين ب12 في دماء النساء الحوامل كان أطفالهن جميعاً أكثر عرضة للإصابة بالتوحد، لم يحدد الأطباء سبب ارتفاع مستويات حمض الفوليك، لكن كان لديهم تفسيرات محتملة بوجود المكملات الغذائية في الأطعمة المدعمة، (يُضاف حمض الفوليك وB12 إلى العديد من الأطعمة المصنعة، بما في ذلك الخبز والحبوب)، وهنا يأتي دور الاختلافات الجينية التي قد تمنع أجسام بعض الحوامل من تكسير الفيتامينات أو امتصاصها.
لم يعط الأطباء في الدراسة، نتائج نهائية، وهم في طور الكثير من البحوث، للكشف عن سبب ارتفاع مستويات حمض الفوليك وB12 لتكون النتائج أكيدة. .
في عالم التوحد، هناك الكثير من التفسيرات التي تطالب بها الأسر التي وُلد لها طفل متوحد، والإجابات تتطلب مراقبة هذه الأنواع من مستويات [الفيتامينات] بشكل أفضل أثناء الحمل؛ حتى يتمكن أطباء التوليد من التأكد من عدم وصول الحوامل إلى مستويات مرتفعة أو منخفضة جداً من حمض الفوليك.
ما هي كمية حمض الفوليك التي يجب أن أتناولها؟
يجب أن تأخذي مكملاً يحتوي على 400 ميكروغرام من حمض الفوليك يومياً بدءاً من 12 أسبوعاً قبل الحمل وحتى أول 12 أسبوعاً من الحمل. مكملات حمض الفوليك متاحة بدون وصفة طبية من الصيدليات بجرعات مختلفة. ابحثي عن المكملات التي تحتوي على 400 ميكروغرام على الأقل من حمض الفوليك. تحتوي مكملات الفيتامينات المتعددة عموماً على كمية أقل.
ومن المهم أيضاً تناول الأطعمة الصحية التي تحتوي على حمض الفوليك بما في ذلك الخضار الورقية الخضراء والبروكلي والبرتقال والأفوكادو أو الخبز والحبوب المدعمة. يمكنك قراءة المزيد عن الأطعمة التي يجب تناولها أثناء الحمل هنا.