خلافًا لما يقال عبر الإعلام، يعاني سكان قطاع غزة من شح غاز الطهي، الأمر الذي يضاعف من التحديات اليومية التي يواجهها المواطنون في القطاع المحاصر، فليس من السهل أن تقضي يومًأ بالشتاء دون غاز في بيتك، وليس من السهل أيضًا أن تنتظر أيامًا حتى تحصل على نصف أنبوبة.
في 19 يناير الماضي، ومع بدء الأزمة، أصدرت المالية في غزة بيانًا بشأن ما بدأ رواد التواصل تداوله بشأن نقص كميات غاز الطهي في القطاع، وطمأنت المواطنين، ودعتهم إلى عدم القلق.
وقالت المالية في بيانها:" تابعت وزارة المالية ما يُثار من أخبار متعلقة بنقص في غاز الطهي، وعليه نطمئن المواطنين الكرام بأن الكميات المتوفرة من الغاز في غزة تكفي احتياجات القطاع، ولا داعي للقلق، ولا يوجد أي أزمة بخصوص غاز الطهي".
وأكدت المالية، أن الأمر متعلق فقط بانخفاض محدود في الكميات؛ بسبب المنخفض الجوي الذي تأثرت به المنطقة في الأيام الماضية؛ إذ تجري المتابعة الحثيثة من قبل الإدارة العامة للبترول لكافة محطات توزيع وتعبئة الغاز؛ منعاً لأي احتكار أو استغلال.
واليوم الاثنين، نفى رئيس جمعية أصحاب شركات البترول في قطاع غزة أحمد الحلو، وجود أي أزمة في غاز الطهي بقطاع غزة، داعياً المواطنين إلى عدم القلق.
وقال الحلو في تصريح لإذاعة "صوت الأقصى"، إن "توافد المواطنين على المحطات، والبرد الشديد كانا السبب بحدوث الأزمة خلال موجات البرد والمنخفضات".
وأكد أن كميات الغاز التي تدخل لقطاع غزة هي أفضل من كل مرة، وكافية لاحتياجات السكان.
معاناة مستمرة
يعاني المواطن أحمد محمد من نقص الغاز في منزله، وبعد محاولات استمرت لأيام تمكن من الحصول على 6 كيلو غاز، أي نصف الكمية التي يتم تعبئتها للأنابيب بالوقت الطبيعي.
وقال محمد لـ"شمس نيوز" إن الموزع قام بتعبئة 6 كيلو غاز له بعد أيام من الانتظار، وقال لي الموزع: إنه لا يمكن تعبئة أكثر من ذلك".
أما المواطن عبد الرحمن مصطفى، فيؤكد ما يقوله محمد؛ إذ يعاني من شح الغاز لديه ، قائلاً: "ما زالت أسطوانة الغاز التي تسد حاجة منزلي منذ 6 أيام في محطة التعبئة، ولم تصل حتى اللحظة حيث يقوم بالاتصال على الموزع للاستفسار عن سبب التأخير، فلا يجد إجابة ".
لا زالت قائمة
من ناحيته، أكد أحد موزعي الغاز وليد الشياح، أن الموزعين يعانون من شح الكمية اللازمة من غاز الطهي، وأنها تمر بأزمة حقيقية، ولا زالت قائمة؛ بسبب تقليل الحكومة الكميات اللازمة، ولم يوفروا الكميات المطلوبة لسد احتياجات المواطن، مشيراً إلى أنهم منعوا المحطات من تخزين الغاز؛ بسبب خطورته.
وقال الشياح لـ "شمس نيوز": إنه "يجب على الحكومة أن تنبه المحطات بوجود أزمة لتفادي الوقوع بها"، مضيفاً أنهم كانوا قبل الأزمة يعيدون تعبئة الأسطوانات الفارغة بنفس اليوم للمواطنين، ولكن اليوم نعيدها للمواطن بعد أسبوع.
وتابع: "كانت الكميات التي تدخل للمحطات قبل الأزمة الحالية، كل أسبوع أو 3 أيام، بمقدار (35-40) شاحنة، والآن هناك نقص كبير وواضح في كميات الغاز التي تدخل؛ حيث تقدر بـ (8-15) شاحنة.
وأشار الشياح إلى أنهم لا يستطيعون أن يتجولوا كالمعتاد بين المنازل لأخذ الأسطوانات الفارغة من المواطنين، وإعادة تعبئتها من جديد، بسبب النقص في الكميات الموجودة لدى المحطات.
ولفت إلى أنهم يتلقون بشكل يومي الكثير من الاتصالات للاستفسار من المواطنين عن أسطواناتهم الفارغة التي يحتاجونها لحاجاتهم المنزلية؛ إذ لا نستطيع الإجابة عليهم؛ ما سبّب فقدان الثقة بين الموزع والزبون.
تذهب للمركبات
ويقول الشياح: إن أصحاب المحطات يظلمون الموزعين، ولا يعطوهم نسبتهم الكاملة، مرجعًا إلى أنهم يبيعون الغاز لأصحاب السيارات التي تعمل بنظام الغاز بدلا من الوقود.
وقال الشياح لـ"شمس نيوز": هذا له دور كبير في شح الكميات التي نأخذها، ونأمل أن تعيد المحطات إعطاء الموزعين كمياتهم السابقة التي تستطيع سد حاجة المواطنين؛ للعمل على حل أزمة الغاز التي أثقلت عاتقهم".
وتعمل آلاف المركبات في قطاع غزة على غاز الطهي؛ إذ يتم تحويل المركبات للعمل على الغاز بدلًا من البنزين، وذلك كونه أقل تكلفة على الساقين.
وكانت الجهات الحكومية تمنع السائقين من تحويل مركباتهم على الغاز، إلا أنها وخلال هذه الأزمة لا تقوم بأي حملات لضبط مركبات الغاز؛ ما يخفف استهلاك الكميات ومنع احتكارها.