مقتطفات من حوار خاص مع المعارض البحريني د. إبراهيم المدهون
زيارة بيني غانتس للمنامة تأتي خارج إطار الشرعية الشعبية واستفزازًا لمشاعر الشعب البحريني
نصرة الشعب الفلسطيني واجبة ومقدسة، وشعب البحرين لم ولن يتخلى عن فلسطين وشعبها
الأنظمة العربية ومشايخ الخليج هم صناعة الاستعمار البريطاني في المنطقة
التعاون الأمني بين الكيان الصهيوني والمنامة والأنظمة العربية عامة، لم يكن وليد اللحظة
الثورة الإسلامية في ايران رفعت راية فلسطين ضد أهداف ومخططات أمريكيا وأدواتها في المنطقة
الوهم بجعل إيران عدوًا رئيسًا للأمة؛ يهدف لقمع الشعوب، وحرف بوصلة الأمة ونسيان قضية فلسطين
استباحة الطيران الصهيوني لأجواء المملكة دليل على رضى السعودية للتطبيع الاماراتي البحريني مع الكيان
كل من يقف ضد الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة يتعرى
أَكدَّ المعارض السياسي في البحرين، وعضو شورى جمعية الوفاق الوطني الإسلامية سابقاً الشيخ إبراهيم المدهون، أن زيارة وزير الحرب الصهيوني بيني غانتس إلى البحرين تأتي خارج إطار الشرعية الشعبية، وتمثل استفزازاً لمشاعر الشعب البحريني المتمسك بقضية فلسطين عقائدياً، وإنسانياً، وقانونياً.
وشدد المدهون في حوار خاص لوكالة "شمس نيوز" على أن نصرة الشعب الفلسطيني واجبة ومقدسة، وشعب البحرين لم ولن يتخلى عن فلسطين وشعبها في كل نضالاته منذ نكبة 1948 حتى الآن "فرابطوا، وقاتلوا عدو الأمة العربية والإسلامية، ونحن خلفكم نمدكم بكل ما يعزز صمودكم وجهادكم".
وهاجم المعارض البحريني أسرة آل خليفة المتنفذة في نظام مملكة البحرين، مشيرًا إلى أن الأنظمة العربية ومشايخ الخليج هم صناعة الاستعمار البريطاني في المنطقة العربية والإسلامية؛ لخدمة أهداف المشروع الاستعماري، الذي تمثل في احتلال فلسطين، وفرض الهيمنة على الحرمين الشريفين.
وقال المدهون: "إن زيارة وزير الحرب الصهيوني للبحرين تأتي تتويجًا للاستعمار البريطاني، الذي قسم البلدان العربية والإسلامية إلى دويلات صغيرة؛ للسيطرة على مقدرات الأمة"، مشدداً أن الزيارة خارج إطار القانون الشعبي في البحرين، واستفزاز لمشاعر شعبنا الذي يقف إلى جانب الشعب الفلسطيني في قضيته العادلة.
ولم يستبعد المدهون وجود أجندات خارجية للاستعمار البريطاني والإمبريالي الأمريكي في المنطقة العربية والإسلامية قائلًا: "استعمار البلدان العربية والإسلامية تتمثل في ثلاث نقاط: السياسي تديره أمريكا، والاقتصادي تقتسمه أمريكا مع دول الاستعمار وشيوخ القبائل التي سيطرت على النظام العربي، والأمني يُسلم مباشرة إلى الكيان الصهيوني"، مشددًا على أن الأنظمة العربية تعمل ضد شعوبها وضد قضاياها.
وفيما يتعلق بالتعاون الأمني مع الكيان الصهيوني، أشار المدهون إلى أن التعاون الأمني بين الكيان الصهيوني والمنامة والأنظمة العربية عامة، لم يكن وليد اللحظة؛ بل كان منذ إنشاء الأنظمة العربية التي لعبت دورًا أساسيًا في إجهاض كل أشكال المقاومة في البلاد العربية والإسلامية ضد الكيان الصهيوني أثناء احتلاله للأراضي الفلسطينية.
واستذكر المعارض البحريني منع الأنظمة العربية تأييد ثورة عبد الناصر الذي كان أقرب نظام لفلسطين آنذاك، قائلًا: "في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي تم اعتقالنا وحبسنا في السجون؛ بسبب تأييدنا لعبد الناصر الذي تمتع بحسه القومي نصرة لقضية فلسطين".
وبعد إجهاض التأييد الشعبي لعبد الناصر، وسقوط نظامه في مصر، اتجهت الشعوب العربية والإسلامية وفقًا للمعارض البحريني المدهون إلى إيران؛ حيث انتصار الثورة الإسلامية التي رفعت راية فلسطين ضد أهداف ومخططات أمريكيا وأدواتها في المنطقة.
ولفت إلى أن الاستعمار البريطاني والأمريكي أوهم الأنظمة العربية بأن إيران هي العدو الأول للأمة، قائلًا: "الوهم بجعل إيران عدوًا رئيسًا للأمة؛ يهدف لقمع الشعوب، وحرف بوصلة الأمتين العربية والإسلامية، وتشويه مفهوم الشعوب للقضية الفلسطينية".
وعن استباحة طائرات الكيان الصهيوني لأجواء السعودية، يرى المعارض السياسي البحريني أن اجتياز طائرات الكيان الصهيوني لأجواء شبه الجزيرة العربية ليس أمرًا جديدًا؛ لكنه دلالة قطعية بأن التطبيع البحريني والإماراتي مع الكيان تم بموافقة ورضى سعودي.
ويعتقد المدهون أن الاستعمار الأمريكي والبريطاني يريدان منح السعودية دورًا أكبر في المنطقة العربية والإسلامية؛ لتكون بديلًا عن الأزهر الشريف، وذلك بابتداع مذهب ديني جديد يتوافق مع المخططات الاستعمارية لاحتلال فلسطين.
ويسعى الاستعمار والكيان الصهيوني -وفقًا للمعارض المدهون-لتخدير شعوب الأمتين العربية والإسلامية؛ لنسيان القضية المركزية للأمة وهي قضية فلسطين والأقصى، داعيًا الشعب الفلسطيني لأن يميز بين صديقه وعدوه من خلال قربه من فلسطين وبعده عنها، حتى وإن اختلفنا دينيًا أو أيديولوجيًا وعرقيا؛ "فمن يقف معك هو صديقك، ومن يناصر عدوك هو عدوك"
وفيما يتعلق باستغلال تقارير المنظمات الدولية التي تنصف القضية الفلسطينية، يرى المدهون أن المنظمات الدولية تعمل وفق أجندات الممول، سواء كان السي أي أي، أو الأنظمة العربية، أو أنظمة دولية وأوروبية.
ودعا المدهون للانتباه والحذر للتعامل مع المنظمات الحقوقية الدولية، ويقول "نشكر هذه المؤسسات، ونقبل شهادتها التي تساندنا وتوضح مظلومية الشعب الفلسطيني"، متسائلًا: "هل تؤثر شهادات تلك المنظمات الحقوقية على مجلس الأمن أو مجلس حقوق الإنسان؟" أعتقد أن تلك التقارير لن تساوي الحبر الذي كُتِبت فيه؛ لأن الاستعمار لا يقف إلا مع الجهات القوية التي تفرض نفسها.
وبين أن التقارير الدولية تكون نافعة فعلًا لقضية فلسطين عندما نصبح أقوياء، ونفرض كلمتنا؛ فعندما تملك القوة تحصل على حقوقك كاملة.
وفي ختام الحوار مع المعارض السياسي في البحرين، وعضو شورى جمعية الوفاق الوطني الاسلامية سابقاً الشيخ إبراهيم المدهون، أكد أن شعب البحرين لن يترك شعب فلسطين وحده يقاتل الكيان الصهيوني.
وأشار إلى أن شعب البحرين لن يكون كـ "بني إسرائيل" الذين قالوا لموسى عليه السلام "اذهب أنت وربك فقاتلا" بل سنقول لكم اذهبوا أنتم وربكم فقاتلوا ونحن معكم مقاتلون مرابطون".
وشدد على أن قضية فلسطين هي قضية كل إنسان شريف وحر، فهي قضية دينية وعقائدية وقانونية وإنسانية، لم ولن يتخلى شعب البحرين عنها مطلقًا.
ولفت إلى أن كل من يقف ضد الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة يتعرى؛ فالأنظمة تزول، والشعوب تبقى، وهذا ما يؤكده الشعب الفلسطيني الذي يقف كالجبل الأشم ضد الكيان الصهيوني الزائل حتمًا، لن نخذلكم وسنبقى نقف إلى جانبكم.