غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

"الديك لهيطة"

كاريكاتير هزلي.jpg
بقلم/ عصام الشافعي

كانت المرة الأولى التي سمعت فيها بالديك لهيطة قبل عشرات الأعوام في فيلم كوميدي مصري حيث أن العم مدبولي صاحب الديك لهيطة قد أطعمه حبات ذرة من أرض تعرضت لإشعاعات ذرية مما أدى إلى نمو الديك نموا غير طبيعي .. حتى تضخم حجمه .. وتعاظم جسمه .. وتمدد عظمه .. وازداد لحمه .. و تتضاعف شحمه.. فأصبح أكبر من صاحبه .. فلم تسعه الدار ..!! وخاف منه الجار .. !! ولم يستطع العم مدبولي أن يوفر للديك لهيطة ما يلهطه على مدار اليوم .. فأصبح يخشى على نفسه حتى من النوم .. فكان لابد من التخلص من هذا الديك البائس .. قبل أن يلهط الاخضر واليابس ...!!

ذلك الفيلم كان مجرد خيال ..لا يمت للحقيقة بحال .. وهنا يبرز هذا السؤال : هل يوجد في الواقع مثل الديك لهيطة ؟؟ بالطبع ' ما أكثر اللاهطين ..!! وخلف المصالح لاهثين ..!! وبأسرع الطرق واصلين ... !!

وها هم قد انتفخت كروشهم ..!! وتعالت عروشهم ..!! وازدادت قروشهم ..!! واستشرست وحوشهم ..!! وغادروا الأزقة والمخيمات والحواري ..!! ليسكنوا القصور ذات السواري ..!! وأرسلوا أبنائهم  للخارج .. ليتعلموا فن المداخل والمخارج ..!! وليعلموهم من  الأسفار .. ويبعدوهم عن الدواهي والأخطار .. !!

وهم يختلفون عن الديك لهيطة في طريقة الوصول السريع ..!! إلى هذا الواقع المريع ..!! فالديك لهيطة وصل بحبات الذرة المشعة بغير قصد .. أما لهطاء البشر فوصلوا بكل عمد ..!! ووصولهم كان بطرق عديدة ..!! ومسالك فريدة ..!! منهم من وصل عبر الاستعانة بصديق ..!!!

والصديق للصديق .. خصوصا عند الضيق ..!! ولولا الصديق .. لضلوا الطريق .. ولظلوا في أماكنهم كما الأباريق ...!!!

ومنهم من وصل بطريقة الأعور ملك العميان ...!!

فهو يعيش مسيطرا على مجموعة من البسطاء .. والأقارب والفقراء .. والأصدقاء .. والضعفاء ..!! الذين رباهم على يديه ..

فلا يرون إلا بعينيه .. !!

ولا يسمعون إلا بأذنيه ..!!

إن قال صدقوه ..!!

وإن فعل شجعوه ..!!

وإن احتاجهم ساندوه ..!!

ثم حملوه حتى أوصلوه ....!!!  وهذا وصل بالنفخ والتسمين..!!

وذلك لا يكون الا بمدد المتنفذين .. ودعم المهيمنين ..

ليس لسواد عينيه ..

ولا صدقة عليه ..

وإنما لأنه يستطيع تنفيذ أخطر الخدمات..

وأثقل الواجبات ..

التي لايستطيعونها .. ولايجيدونها ..!!

.. فهو لهم كالقفازات ..!!

التي تخفي البصمات ..!!!

وآخر وصل بطريقة لعبة الغميضة..!!

والتي تعني غمض عني بغمض عنك ..!!

وهذا يكون من الذين استفادوا من عمله في  المهمات السرية..!! 

والأعمال الرسمية .. !!

فهو من يمتلك الملفات ..!! ومباركة السلطات ...!!!

ويبقى أن نقول :

يا من نجحتم في الوصول ...

 نعم أنتم وصلتم ..!! وفرحتم ..!!ثم اكلتم ..!! وشربتم .. !!

ولكن من منكم سيفتح الأبواب ؟؟

ويتنازل عن الألقاب ؟؟

ويذكر يوم الحساب؟؟

فقط بأعمالكم يتضح الجواب...!!!

"جميع المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي "شمس نيوز".