مشكلات الأطفال الكثيرة والمتنوعة تظهر في اضطرابات سلوكهم، وهي البوصلة التي تصل من خلالها الأم لما يدور برأس طفلها، وما يقوم به من أفعال خارج البيت مع زملاء الدراسة أو الأصحاب بالنادي، لهذا على الآباء الانتباه والتيقظ لكل ما يقوم به الطفل حتى يُمكن تعديل سلوكه قبل أن ينمو ويشب عليه، والمعروف أن علاقة الطفل بأبويه من أهم العلاقات التي تشكّل حياته، لذلك يجب أن تكون صحيحة وقائمة على مبادئ توجيهية سليمة تقوم على الحب والاحترام والاهتمام، أمام مواجهة السلوكيات الخاطئة لأبنائهم على أن يتحلوا بالصبر والهدوء، وعدم حصر التوجيه والتربية في استخدام العقاب لكل طفل مدخله الخاص، ولتعديل سلوك الطفل بعض الطرق. اللقاء والدكتورة فاطمة الشناوي استشارية العلاقات الأسرية للشرح والتوضيح.
أنواع اضطرابات سلوك الطفل
فرط الحركة سلوك يحتاج لتعديل
المشكلات السلوكية والنفسية للطفل منها ما هو متعلق بالنمو أو بالتخلف الدراسي وصعوبات التعلم، وأخرى متعلقة بالإفراط الحركي، العنف، والتخريب، والكذب.
إضافة لمشكلات القلق مثل؛ تحاشي وتجنب الاحتكاك بالآخرين، والعدوان واضطرابات التفكير، وأي مشكلة تمنع الطفل من التفاعل الإيجابي مع المحيطين به.
وهناك اضطرابات مرتبطة بسلوكيات الطعام : مثل السمنة، أو النحافة المرضية.
أو اضطرابات الحركة: مثل قضم الأصابع.. التبول اللاإرادي.. اضطرابات الكلام كالتهتهة والبكم.
قواعد تعديل سلوك للطفل
الابتعاد عن الضرب، وتحديد السلوك غير المرغوب المراد علاجه، ويعتبر السلوك المحوري الذي يتفق عليه الأم والأب والمعالج، وذلك لتحقيق النتائج المطلوبة.
الترتيب الدقيق للظروف المحيطة بالطفل وتحديد السابق منها واللاحق؛ أي تحديد متى بدأ الطفل بفعل هذا السلوك غير المرغوب...وموقف الآباء الأول منه.
تصميم خطة لتجنب سلوك الطفل غير المرغوب، ثم وضع التدعيمات التي سوف تُستخدم لتقوية السلوك البديل الذي سوف نعلمه للطفل.
البدء بالحديث مع الطفل بشأن هذا السلوك غير المرغوب، وعلى الأم لفت نظر الطفل عند تكرار الطفل لهذا السلوك، ثم توجيه الطفل للسلوك السليم المتوقع منه.
عدم التوقف عن تعديل السلوك
على الأم تنفيذ العقاب على الطفل فور صدور منه السلوك الخاطئ على الفور، بحيث يربط الطفل بين السلوك الخاطئ الذي يفعله وبين العقاب الذي حصل عليه.
العقاب مثل: توبيخ الطفل وحرمانه من أي شيء يحبه ؛مثل مشاهدة أفلام الكرتون، أو الحصول على هدية بسيطة كان ينتظرها.
استخدام المدح للطفل حالة أن يفعل السلوك الصحيح، ومواصلة التعديل بدون ملل أو إحباط، حتى وان استمرت الأم بتعديل هذا السلوك لفترة طويلة.
الأم إذا توقفت عن تعديل السلوك سوف يصبح سلوك طفلها أسوأ مما كان عليه من قبل، وعليها تعليم الطفل تصحيح أخطائه بنفسه حتى يعتاد على هذا .
طرق تعديل سلوك الأطفال
لابد من الإجماع على أن سلوك الطفل غير مقبول لكل من يتعامل معه، سواء في المنزل أو الحضانة أو المدرسة، حتى يستطيع المعالج التركيز عليه وعلى أسبابه، وتتمكن الأم- مثلاً- من تغييره.
قد يمارس الطفل مجموعة من السلوكيات غير المرغوبة في الوقت ذاته، لذلك يجب أن نختار السلوك الأكثر ضررًا أولًا، وأن نبدأ بالسلوك الذي سيحقق تعديله فائدة مباشرة للطفل نفسه.
وربما ينعكس بدوره على تعديل سلوك آخر خاطئ يمارسه الطفل، مع مراعاة أن يكون تعديله يتناسب وعمر الطفل واستجابته.
عندما يرتكب الطفل خطأ ما، يجب ألا ننهال عليه بالزجر والشتائم وربما بالضرب، هذا سيؤدي إلى تحطيم شخصيته وخفض معنوياته وثقته في نفسه..ما يدفعه للعند والتشبث بما يفعله من خطأ.
التصرف الصحيح هو أن نعاتبه ونشعره بالذنب بالكلام الطيب، وأن نوضح الخطأ الذي صدر عنه وننعت الفعل بالسوء وليس الطفل نفسه، وبهذا نصحح السلوك الخاطئ ونحتفظ بمعنويات مرتفعة للطفل وقدر من الثقة في النفس.
تقديم الطفل للآخرين بصفاته الجميلة
يتدرج العقاب حسب شخصية الطفل؛ فمن الممكن أن يكون العقاب مجرد نظرة، أو بعدم التحدث معه لمدة معينة، مع الثبات والاستمرارية عند تعديل السلوك، و عدم الشعور بالضجر أو الإحباط من البداية، فتعديل السلوك يحتاج إلى الصبر وسعة الصدر، خاصة في البدايات.
التعزيز الإيجابي للسلوك الصحيح: إذا تصرف الطفل تصرفًا صحيحًا، فعلينا أن نعززه تعزيزًا إيجابيًا بالتعبير عن الامتنان والشكر له، وعدم تأجيل هذا، لأن تأخير رد الفعل قد يؤدي إلى تلاشي هذا السلوك المرغوب فيه مرة أخرى، بل ثبت أن طريقة الاستمرار في مدح السلوك تجدي نفعاً كبيراً مع الطفل.
من الجميل والمفيد معاً..أن يحدد الآباء الصفة التي يطلبونها من الطفل، وتقديم الطفل للآخرين بها لمدة من ثلاثة أسابيع إلى ثلاثة أشهر، وانتظروا النتيجة؛ ستصبح علاقة الطفل بأبويه من أهم العلاقات التي تشكّل حياته، بسبب المبادئ التوجيهية السليمة المليئة بالحب والاحترام والاهتمام.