ما ان نستفيق من جريمة تصفية، وقتل حتى نصحو على جريمة أخرى أكثر بشاعة من سابقتها، فالاحتلال دائما ما يمضي بسياسة القتل والاعدام بحق الفلسطينيين، وهو يمعن في جرائمه عندما يشعر ان هذه الجرائم التي يرتكبها تمر مرور الكرام، ولا يحاسبه عليها احد، وان الشهداء باتوا مجرد ارقام يحصيهم الفلسطينيين للتدليل على سياسة القتل التي يرتكبها الاحتلال، وهذا لا يزعج الاحتلال كثيرا لان المجتمع الدولي لا يشكل أي عامل ضغط عليه, والمؤسسات الحقوقية الدولية لا تملك الا الكلمات, ويبقى كل هم الاحتلال تحييد سلاح المقاومة في الرد على مثل هذه الجرائم, لان أي رد من الفصائل المقاومة في قطاع غزة يعني مواجهة عسكرية على غرار ملحمة سيف القدس البطولية وسابقاتها, وهذه ليست محل مغامرة يمكن للمقاومة استخدامها في أي وقت, لان هناك شعب يخضع للحصار والتجويع منذ نحو 15 عاما, وهناك اربع حروب خاضها الاحتلال على قطاع غزة (2008م- 2012-2014-2021) ولا زالت اثار الدمار حاضرة بقوة في الشارع الفلسطيني نتيجة هذه الحروب المدمرة, لذلك فالمقاومة لديها حساباتها الخاصة, وتقييمها للأوضاع, وهى لا تملك رفاهية الرد على كل جريمة يرتكبها الاحتلال, لان الاحتلال لا تكاد تتوقف جرائمه ضد شعبنا الفلسطيني, لذلك فان الرد يكون محسوبا وبحسب هذا الجرم الذي يرتكبه الاحتلال, والمقاومة تملك تحديد الوقت والزمان المناسبين للرد على جرائم الاحتلال, وهنا يأتي الدور على الشعب الفلسطيني الذي يجب ان يدافع عن نفسه, وعن وجوده, وعن ارضه وذلك بتفجير انتفاضاته عارمة في وجه الاحتلال فالشعب يملك القوة الأكثر تأثيرا على الاحتلال, ويفضح جرائمه امام العالم.
جريمة الاحتلال الصهيوني الثلاثاء بإعدام الفتي محمد رزق شحادة (14 عاما) حيث أصيب برصاص قوات الاحتلال الصهيوني في بلدة الخضر جنوبي بيت لحم, ومنعت قوات الاحتلال سيارات الإسعاف من الوصول للشهيد ونقله للمشفى, وبقى ينزف حتى فارق الحياة, وهذا الفعل الاجرامي الذي يرتكبه الجيش النازي الصهيوني بمنع سيارات الإسعاف من الوصول للجريح ينم عن عقلية هذا الاحتلال المجرم وسياساته الدموية وهو في لا انساني غير مسبوق, ومجرم وفق المواثيق الدولية, فما بالكم ان كان هذا الفعل الاجرامي بحق طفل لم يبلغ ال 14 عاما من عمره, ما الذي يمكن ان يشكله هذا الطفل من اخطار على الجيش الصهيوني, وهو لا يملك الا ارادته في مواجهة هذا الجيش النازي الذي وصفوه انه لا يقهر, لكن "إسرائيل" تقتات من دما ء الأبرياء وتنمو وتكبر وتترعرع على الامهم ومعاناتهم, فهذه العقلية الصهيونية مقنعة "لإسرائيل" تماما لان الخطاب الرسمي الفلسطيني على جريمة القتل للفتي محمد لا يعلو سقفها عن الإدانة والاستنكار, فوزارة الخارجية الفلسطينية ادانت جريمة إعدام الطفل شحادة معتبرة أن هذه الجريمة الجديدة التي ارتكبتها قوات الاحتلال بحق الطفل هي جزء لا يتجزأ من مسلسل القتل اليومي للفلسطينيين بغطاء وموافقة المستوى السياسي الإسرائيلي. وشددت على أن هذه الجريمة تعبر “عن مستوى الانحطاط الأخلاقي لدى جيش الاحتلال الإسرائيلي”. وحمّلت الخارجية الحكومة الإسرائيلية برئاسة نفتالي بينيت المسؤولية الكاملة والمباشرة عن هذه الجريمة، هذا هو سقف الخطاب المسموح به للسلطة في الرد على جرائم الاحتلال ولا يمكنها ان تلوح باي تهديد اخر لأنها لا تملك حق التهديد.
حالة الغضب الشعبي بدت واضحة في بلدة الخضر بمحافظة بيت لحم مسقط رأس الشهيد محمد شحادة, اثناء تشييع جثمانه الطاهر, وعم الحداد ارجاء المحافظة, وهتف المشيعون للرد على هذه الجريمة, وامام بشاعة هذه الجريمة النكراء يجب ان تنتفض الضفة في وجه الاحتلال, لان القتل سياسة ممنهجة يمارسها الاحتلال, ولن تتوقف الا بثورة الجماهير, لذلك فقد أكدت حركة الجهاد الاسلامي في تصريح صحفي على ضرورة وحدة شعبنا وقواه المقاومة والوطنية، لتفعيل الجهود والتصدي وإعادة الاعتبار للمقاومة بكافة أشكالها، وخاصة المسلحة لردع المحتل وقطعان المستوطنين عن قتلنا واستباحة دمنا في مدن ومخيمات الضفة والقدس. وحملت الجهاد الاحتلال الصهيوني المسؤولية كاملةً عن تداعيات هذه الجريمة، التي لن يصمت أمام بشاعتها ثوار شعبنا وأبطاله المستمرون في مواجهة الاحتلال حتى دحره عن أرضنا ومقدساتنا. وقالت حركة الجهاد الإسلامي: "إن الصمت على هذه الجريمة النكراء، يعتبر وصمة عار في جبين الهيئات والمؤسسات التي تدعي حقوق الإنسان، فهذا الصمت هو بمثابة غطاء وتشجيع للإرهاب الصهيوني الذي يمعن في القتل والإعدام", ان الكل الفلسطيني مطالب ان يتحمل مسؤولياته تجاه حماية شعبنا من بطش الاحتلال, فسياسة القتل الممنهج يجب ان تتوقف فورا, ولن يوقفها الا الفعل المقاوم, الاحتلال الذي يزعم انه حاول اسعاف الشهيد الفتي محمد شحادة, هو نفسه الذي منع سيارات الإسعاف الفلسطينية من الوصول للشهيد ونقله للمشفى, انه استخفاف بنا يمارسه الاحتلال بعقلية الطاغية المتجبر, وآن له ان يتوقف, فالقتل السهل لأبناء شعبنا في الضفة يجب ان يدفع ثمنه الاحتلال لأنه يتمدد.