غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

 هشام أبو هواش يجدد مسيرة انتصار الأسرى

هشام أبو هواش
شمس نيوز -إعلام الضفة 

تستقبل جماهير شعبنا بطل معركة الأمعاء الخاوية الأسير المجاهد هشام إسماعيل أبو هواش (40 عاماً) من بلدة دورا بمحافظة الخليل، بعد اعتقال دام (16 شهراً) في سجون الاحتلال، خاض خلالها إضراباً مفتوحاً عن الطعام استمر لـ (141 يوماً) على التوالي رفضاً لاعتقاله الإداري.

وتمكَّن المحرر هشام بإرادته وايمانه بعدالة قضيته، وتضامن أبناء الشعب الفلسطيني وموقف مقاومته الباسلة من انتزاع حريته، في صمود أسطوري بلغ معه حافة الموت.

هشام إسماعيل أبو هواش.. بطاقة تعريفية

من مواليد قرية الطبقة في بلدة دورا قضاء الخليل، في 14 أغسطس 1981م، في عائلة مجاهدة من عوائل فلسطين. درس هشام المرحلة الابتدائية والإعدادية والثانوية في مدراس بلدته، وأتمَّ دراسة الثانوية العامة داخل الأسر بسبب اعتقال قوات الاحتلال له.

اعتقل المجاهد هشام للاعتقال 5 مرات، كان أولها عام 2003م، واَخرها عام 2020 بين أحكام واعتقال إداري، فيما أمضى ما مجموعة (9) سنوات في سجون الاحتلال، منها (68) شهراً رهن الاعتقال الإداري.

من الإضراب حتى الانتصار

تعرَّض المحرر هشام أبو هواش بتاريخ 18/10/2020م، للاعتقال على يد قوات الاحتلال بعد حملة مداهمة واعتقال في مدينة الخليل، وحول للاعتقال الإداري لمرتين متتاليتين، دون أن توجه له لائحة اتهام، ليقرر خوض إضراب مفتوح عن الطعام، رفضاً لاعتقاله الإداري.

بدأ خوض معركة الإضراب بتاريخ 17/8/2021م، متنقلاً ما بين الزنزانة ومستشفى السجن، وبعد (132 يوماً) تم نقله إلى مستشفى "أساف هروفيه" الصهيوني، إثر تدهور خطير في صحته.

بعد (141 يوماً) من الإضراب، أعلن هشام انتصاره في معركة الأمعاء الخاوية بتاريخ 4/1/2022م، بعد التوصل إلى اتفاق يقضي بالإفراج عنه في 26 فبراير2022م.

وعقب إعلان الأسير المحرر هشام أبو هواش انتصاره على السجان، عمَّت البهجة والاحتفالات، فرحاً ونصراً قرب منزله في قرية الطبقة بالخليل، وفي مختلف محافظات الوطن، وهتفت الجماهير بأهازيج الفرح والنصر والهتاف للمقاومة ومجاهديها.

تهديد أمين المقاومة

الأمين العام لحركة الجهاد الاسلامي القائد زياد النخالة، يعلن في رسالة تهديد شديدة اللهجة إلى الاحتلال الصهيوني، قائلاً فيها: "إذا استشهد الأسير هشام أبو هواش، فإننا سنعتبر ذلك عملية اغتيال قام بها العدو مع سبق الإصرار، وسنتعامل مع الأمر وفقاً لمقتضيات التزامنا بالرد على أي عملية اغتيال" وأعلنت سرايا القدس حالة النفير العام استجابة لهذا القرار.

وكان لهذه الرسالة صدى واسع، حيث لاقت تأييداً جماهيرياً واسعا، تزامناً مع تواصل الفعاليات الشعبية والتضامنية مع الأسير، وكانت تشير التوقعات إلى تدهور خطير في صحته، ولم تفلح كل محاولات الاحتلال في ثني الأسير عن مواصلة إضرابه، رغم حالته الحرجة.

وكان لحركة الجهاد الإسلامي دور بارز في تنظيم الفعاليات الإسنادية والداعمة للأسير المحرر هشام أبو هواش، حيث قاد كوادر ومحرري الحركة، الفعاليات في مختلف محافظات الضفة الغربية حتى لحظة الانتصار.

عوامل الانتصار

رغم تعنت سلطات الاحتلال وإصرارها على كسر إرادة الأسرى، وخصوصاً المضربين عن الطعام، إلا أنهم يصرون بصمودهم وإرادتهم القوية على كسر جبروت الاحتلال وانتزاع حريتهم من أنيابه.

يرجع انتصار المحرر أبو هواش إلى عدة عوامل، منها: ارادة الاسير وتوكله على الله وصموده بشكل أسطوري حتى وصل رقماً قياسياً (141 يوماً)، وتهديدات المقاومة الفلسطينية بمختلف قواها وفي مقدمتهم سرايا القدس، والتضامن الشعبي والجماهيري في كل مكان، حيث أصبحت قضية إعلامية متصاعدة، مع وجود تحركات على نقاط المواجهة مع الاحتلال، إضافة إلى دور أهالي الداخل المحتل، بالاعتصام داخل المستشفى الذي يمكث فيه أبو هواش، والتضامن الشعبي مع قضيته إقليمياً ودولياً بما جعله رمزاً للحركة الأسيرة.

معركة الأسرى مستمرة

تمارس إدارة السجون الصهيوني، سياسة الاعتقال الإداري ضمن سياستها الهادفة لكسر إرادة الأسرى، حيث تقوم سلطات الاحتلال بتغييب الأسرى داخل السجون دون أي تهمة، وذلك بالاعتماد على ما يسمى بالملف السري الوهمي، والذي يحظر على الأسير ومحاميه الاطلاع عليه.

حيث يقبع المئات من المعتقلين الإداريين في الأسر، ويشرعن الاحتلال سياسة الاعتقال الإداري من خلال ما يسمى "محاكم التثبيت والاستئناف" العسكرية، وهي محاكم صورية وهمية.

في المقابل، يواصل الأسرى الأبطال والأسيرات الماجدات معركتهم بكل عزيمة واقتدار، بالاحتجاجات والإضراب عن الطعام لكسر سياسة الاعتقال الإداري، والمطالبة بحقوقهم المشروعة والعادلة، خاصة بعد قيام إدارة السجون بقمع الأسرى ونقل الأقسام عقب عملية "نفق الحرية".

الأسرى الأبطال على موعد مع النصر والحرية، كما انتصر هشام أبو هواش، ومن قبله قافلة من المجاهدين الأحرار الذين واجهوا عنجهية السجان وظلمه، بصمودهم وصبرهم وأمعائهم الخاوية.