غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

القدس تشبهنا وتؤكد هويتها الاصيلة

خالد صادق.jfif
بقلم/ خالد صادق

مع كل محاولات التهويد والاسرلة التي تشهدها مدينة القدس المحتلة, ومع كل محاولات الاحتلال لمحو هويتها العربية والإسلامية, ومع محاولات تغيير معالمها الاثرية, ومع محاولات السطو الصهيونية على التاريخ والواقع, ومع قرار الاحتلال الصهيوني باعتبار القدس عاصمة موحدة لكيانه الغاصب, الا ان القدس لا يمكن ان تتخلى عن اصالتها وانتمائها وجذورها, فما ان دعت القوى الوطنية والإسلامية اضراب شامل في القدس حدادًا على روح الشهيدين كريم القواسمي ويامن جفال، اللذان استشهدا اول من امس برصاص الاحتلال الصهيوني داعية للنفير العام والمواجهة المباشرة مع الاحتلال رداً على جرائمه, وكان الطفل يامن نافز جفال (16 عاما) استشهد متأثراً بإصابته إثر إطلاق الاحتلال النار عليه في بلدة أبو ديس بالقدس المحتلة. وأصيب جفال خلال مواجهات اندلعت في بلدة أبو ديس جنوب شرق القدس المحتلة. وأفادت مصادر محلية، بأن جنود الاحتلال اقتحموا البلدة؛ ما أدى لاندلاع مواجهات أصيب خلالها طفل بالرصاص، قبل أن يتم اعتقاله، ومن ثم تم اغتياله على يد الجيش النازي الصهيوني المجرم، فيما استشهد، الشاب كريم القواسمي من بلدة الطور بالقدس المحتلة، و ارتقى شهيدًا، أثناء تنفيذه عملية طعن بطولية لشرطيين صهيونيين قرب باب الأسباط بالقدس المحتلة, وبالأمس أغلقت القدس أبوابها وأعلنت الاضراب الشامل, واكتست البلدة القديمة بلون الحداد, لتؤكد القدس للاحتلال انها مدينة فلسطينية عربية اسلامية, لا تغيب ملامحها ولا يختفي وجهها الأصيل مهما حاول الاحتلال ان يغير معالمها, لتبقى القدس دائما باهلها وطبيعتها وتاريخها وتراثها ومجدها التليد فلسطينية الميلاد والموت.

القوى الوطنية والاسلامية دعت للنفير العام والمواجهة المباشرة مع الاحتلال رداً على جرائمه, وهذه الدعوة لها تداعياتها على أهلنا في القدس, فهي تؤكد على وحدة الموقف الفلسطيني ووحدة القرار تجاه القدس التي تمثل للفلسطينيين المحور الذي يتجمع حوله الكل الفلسطيني, كما ان محاولات الاحتلال التقسيم الجغرافي وفصل القدس عن الضفة وغزة لا يمكن ان تنجح, ففلسطين وحدة جغرافية واحدة وشعبها واحد ومصيرها واحد, كما ان الفصائل الفلسطينية اكدت مرارا وتكرارا على عدم تخليها عن القدس, وانه في الوقت الذي يتغول فيه الاحتلال على أهلنا المقدسيين, فان المقاومة ستقوم بواجبها بالدفاع عنهم, وهى عندما تدعو للنفير العام, فهذا معناه انها في قلب المعركة, وانها تراقب كل خطوات الاحتلال ومن الممكن ان تتدخل في أي لحظة اذا ما استمر الاحتلال الصهيوني في ارتكاب جرائمه بحق الشعب الفلسطيني, والذي يدافع عن ارضه ومقدساته دون ان يرده قمع الاحتلال ولا دمويته ولا جرائمه التي يعجز اللسان عن وصفها, فبالأمس فقط كان جنود الاحتلال الصهيوني ينكلون بطفلين صغيرين ظهرا في مقطع فيديو تم بثه على مواقع التواصل الاجتماعي حيث كان أحدهما يستنجد بوالدته وينادي عليها وهو يبكي ويتساءل عن مصيرهما وما الذي سيفعله الاحتلال بهما بعدما اعتقلهما من بلدة العيساوية شمالي شرق القدس المحتلة, حيث كان الطفلان خائفين مرتجفين يبكيان بشدة ويسألان من كان حولهما “عمي شو بدهم يعملولنا الجنود.. والله ما عملنا اشي“. وبعد وقت قصير، اعتقلت عناصر تابعة للاحتلال باللباس المدني طفلين آخرين، ليصبح عدد المعتقلين أربعة أطفال حيث تم اقتيادهم لمراكز التحقيق في القدس.

حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين أدانت الجريمة البشعة والإرهابية التي ارتكبتها قوات الاحتلال بحق الفتى يامن نافذ جفال «وأنها دليل على الإجرام الصهيوني الذي يستهدف كل أبناء شعبنا»، فالسبيل الوحيد لردع الاحتلال بتصعيد عمليات المقاومة، كما حدث في عملية الطعن البطولية في البلدة القديمة فجر الأحد، والتي نفذها الشاب كريم جمال القواسمي بعد تنفيذه عملية طعن، قرب باب حطة- أحد أبواب المسجد الأقصى، أسفرت عن إصابة شرطيين صهيونيين. وهذا يؤكد أن المعركة مع الاحتلال الصهيوني ستبقى مستمرة في مواجهة اعتداءاته وممارساته ضد المسجد الأقصى المبارك والمقدسيين، وقد دعت حركة الجهاد الإسلامي ال «وحدة شعبنا وقواه الحية لإعادة الاعتبار لنهج المقاومة بأشكالها كافة، وخاصة المسلحة، لردع المحتل وقطعان المستوطنين عن استباحة دمنا في مدن ومخيمات الضفة والقدس». واعتبرت الصمت الإقليمي والدولي على هذه الجريمة النكراء، بمثابة جريمة وغطاء لهذا الإرهاب الأرعن الذي يمعن في قتل أبنائنا وشبابنا بدم بارد، أمام أعين العالم الظالم، والمؤسسات الحقوقية والقانونية المنافقة», فالعالم بانت اليوم فواحشه بشكل فاضح, ومعاييره تتغير وفق مصالحة واطماعه, وهو يمارس كل اشكال العنصرية بأبشع صورها, فيفرق بين دم يراق على أساس العرق واللون والجنس, ولم يبق امام الفلسطينيين وهم يواجهون ابشع احتلال عرفته البشرية الا الاستمرار في المقاومة كسبيل وحيد لانتزاع الحقوق, فلا سلام ولا تسوية ولا مفاوضات يمكن ان تحقق اية مكاسب لنا, ولا يمكن ان يضيع حقنا في فلسطين, لان القدس بملامحها الاصيلة تشبهنا ونحن نشبهها, وتنتمي الينا ونحن ننتمي اليها.

"جميع المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي "شمس نيوز".