في الوقت الذي تتصاعد فيه عمليات الطعن ضد جنود الاحتلال الصهيوني في الضفة والقدس, وامام حالة الغليان وبركان الغضب الذي يجتاح الشارع الفلسطيني نتيجة سياسة الاحتلال القمعية والتعسفية والدموية تجاه الفلسطينيين, ومع ظهور بوادر انتفاضة عارمة في الضفة والقدس يفجرها شعبنا الفلسطيني, استدعيت السلطة الفلسطينية من قبل الاحتلال الصهيوني لملأ الفراغ, والقيام بدورها في كبح جماح الفلسطينيين واخماد ثوراتهم قبل اندلاعها, بعد ان ايقن الاحتلال ان كل ممارساته القمعية بحق الفلسطينيين لن تخمد الشارع الفلسطيني بل ستزيده اشتعالا, فقرر استخدام ادواته لأجل الوصول لأهدافه, فقد ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية أن لقاءً مفاجئاً عقد في رام الله في تاريخ 7/3 بين وزير الشؤون المدنية حسين الشيخ وبين رئيس مكتب وزير الحرب الصهيوني معيان يسرائيلي، بهدف تنسيق المواقف واستخدام السلطة لأدواتها وعناصرها لاخماد ثورة الطعن التي اندلعت مؤخرا في الضفة والقدس, وذلك وفق الدور الوظيفي المنوط بها, بعد سلسلة العمليات الأخيرة في الضفة الغربية والتي بدأت الأربعاء الماضي بطعن مستوطن في حزما، ثم في اليوم التالي تم طعن آخر في حزما, ثم طعن جندي في البلدة القديمة في القدس، تلتها عملية للشهيد عبد الرحمن علي والذي قام بطعن جنديين صهيونيين في البلدة القديمة ، وأصيب جنديان في عملية طعنٍ نفّذها شابٌّ فلسطينيٌّ في منطقة سوق القطانين قرب المسجد الأقصى المبارك بالقدس المحتلة وهذه العملية هي الرابعة من نوعها في مدينة القدس خلال أسبوع، حيث تم تنفيذ اثنتين في حزما وثالثة في البلدة القديمة ارتقى على إثرها الشهيد كريم القواسمي.
المهمة التي أوكلت لحسين الشيخ هي اخماد ثورة الشارع الفلسطيني في الضفة, وزيادة وتيرة التنسيق الأمني والتعاون بين السلطة والاحتلال لملاحقة المقاومين, وتسيير الدوريات المشتركة بينهما بشكل مكثف, دون ان يطلب حسين الشيخ من الإسرائيليين ان يوقفوا مسلسل القتل والتصفية بحق الفلسطينيين الذي يمارسه الاحتلال بشكل ممنهج, لأنه لا يملك أي خيار سوى الاستماع فقط لأوامر الاحتلال وتنفيذها دون نقاش, فهل يمكن لهذا اللقاء بين حسين الشيخ ومعيان يسرائيلي ان ينجح في كبح موجة العمليات التي يتوقع الاحتلال الصهيوني ارتفاع وتيرتها في الضفة الغربية في ظل حالة التغول والقمع والقتل التي يمارسها الجيش الصهيوني وقطعان مستوطنيه بحق الفلسطينيين, حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، التي نعت امس الأربعاء الشهيد البطل أحمد حكمت سيف (23 عاماً)، من قرية برقة شمال غرب نابلس بالضفة المحتلة الذي قضى نحبه شهيداً، متأثراً بإصابته برصاص الاحتلال الغادر في الأسبوع الماضي, أكدت أن الاحتلال مستمر في استهداف أبناء شعبنا ضمن مسلسل ممنهج للنيل من عزيمتهم وإرادتهم الحرة, وحذرت الاحتلال من تداعيات هذه الجرائم المتواصلة، التي لن يسمح ثوار شعبنا ومجاهدوه أن تمر دون رادع يليق بحجمها وبشاعتها, ودعت إلى الالتفاف حول المقاومة وخيارها الوحيد القادر على استرداد الحق المسلوب وتطهير الأرض المباركة من دنس المحتلين، وإلى تصعيد الفعل المقاوم على كل نقاط التماس والاشتباك, وهذا الموقف تتبناه كل فصائل المقاومة الفلسطينية, التي دعت الشعب الفلسطيني في الضفة والقدس لتفعيل خيار الجهاد والمقاومة في وجه الاحتلال حتى يرتدع تماما.
لقاء حسين الشيخ ومعيان يسرائيلي بكل ما يحمل من عبوات تفجير في وجه الفلسطينيين، لا يمكن ان ينجح في اخماد ثورتهم، لان ما يحدث أكبر منهما بكثير، صحيفة “هآرتس” العبرية أكدت أن الشرطة "الإسرائيلية" وكذلك جهاز الأمن العام “الشاباك” يستعدان لاحتمال تصاعد الأحداث في الأراضي الفلسطينية خلال الأشهر الثلاثة المقبلة، خاصةً مع قرب شهر رمضان والأعياد الإسلامية واليهودية، وفي ظل حالة التوتر القائمة نسبيًا في القدس حاليًا. وبحسب الصحيفة، فإن الشرطة والشاباك يعتبران أن هذه الفترة هي أكثر الفترات لإمكانية تفجر الأوضاع حتى في أوساط فلسطينيي الداخل، مشيرةً إلى تقديرات أمنية بأنه في حال اندلعت مواجهات بالقدس والداخل فإنها ستبقى محدودة ولن تؤدي إلى تصعيد أمني واسع كما جرى مع غزة في مايو/ أيار الماضي، ولكن كجزء من الدروس المستفادة والتقييمات الاستخباراتية الخاطئة العام الماضي فإن المناقشات الداخلية لا تستبعد احتمال انضمام غزة للتصعيد، وهو ما يعني ان "إسرائيل" تقدر ان التصعيد سيشمل كل الأراضي الفلسطينية. واعتبرت أن كل هذه المناسبات قد تؤدي إلى تفجر الأوضاع في ظل الاحتكاكات المباشرة ولا سيما في القدس واللد وعكا كمدن مختلطة، خاصةً وأنه في العاشر من مايو سيحيي الفلسطينيون ذكرى إطلاق صواريخ على القدس وبدء عملية “حارس الأسوار”، واستشهاد موسى حسونة من اللد، إلى جانب إحياء ذكرى النكبة في الخامس عشر من مايو هكذا تقدر "إسرائيل" الاحداث في المرحلة القادمة، المهم كيف يكون استعدادنا نحن الفلسطينيين في التعامل مع هذه المرحلة الصعبة, وكيف يمكن ان نوحد مواقفنا في مواجهة الاحتلال وردعه؟!.