شمس نيوز/رام الله
جددت الولايات المتحدة الأمريكية، على لسان أكثر من مسئول فيها، التهديدات بتجميد المساعدات المالية للفلسطينيين حال تشكلت حكومة توافق فلسطينية تضم وزراء من حركة حماس.
وقرعت واشنطن طبول التهديد بـ"تجويع السلطة الفلسطينية" منذ توقيع اتفاق المصالحة بين حركتي حماس وفتح في غزة
الأربعاء الماضي، والذي تضمنت بنوده تشكيل حكومة وحدة وطنية.
ويعتقد مراقبون أن التهديدات بعقوبات اقتصادية على الفلسطينيين ناتجة عن نجاح الضغوط الإسرائيلية الخارجية في إفشال التوجه الفلسطيني لتشكيل حكومة توافق وطني وإعادة ربط الضفة بالقطاع، وهو ما لا ترغب فيه إسرائيل.
وأدرجت الولايات المتحدة حركة حماس على لائحة المنظمات (الإرهابية) منذ العام 1993.
وكان مندوب (إسرائيل) الدائم لدى الأمم المتحدة رون بروس-أور، قد حذر الليلة الماضية الدول المانحة للسلطة الفلسطينية من أن الأموال التي تحوِّلها ستصل إلى حماس في حالة تشكيل حكومة مصالحة وطنية، مؤكداً ان (إسرائيل) لن تتفاوض مع حكومة فلسطينية بمشاركة حماس.
وقال النائب في الكونغرس الأمريكي، تيد دويتش، في جلسة مناقشة مخصصات الميزانية للشرق الأوسط وشمال أفريقيا: لن تتلقى أي حكومة فلسطينية تضم أعضاء (إرهابيين) من حماس تمويلا أمريكيا". بحسب وصفه.
بينما أكدت "آن باترسون"، مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى خلال جلسة استماع في مجلس النواب الأمريكي الليلة الماضية أن الولايات المتحدة لن تقدم أموالا الى حكومة فلسطينية تكون حماس جزءً منها.
وقالت باترسون: دعوني أكن واضحة للغاية حول سياستنا تجاه حماس، لن تذهب أية أموال من الحكومة الأميركية إلى أي حكومة تضم حماس، إلا إذا قبلت حماس بشروط الرباعية، وهي نبذ العنف والاعتراف بالاتفاقيات السابقة، والأهم الاعتراف بحق إسرائيل في الوجود".
وأضافت باترسون: رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وقيادة حماس "يتبادلان الكراهية"، وتدور فكرة تقول إن إحدى الطرق للتخلص من حماس هي إجراء انتخابات، لأن هذه هي الطريقة التي دخلت بها العملية السياسية، وعلى أبو مازن التخلص منهم"، مشيرة إلى أن محاولات المصالحة السابقة فشلت، وأن السلطة الفلسطينية تحتاج دعم الولايات المتحدة.
وفي ذات السياق، صرحت المندوبة الأمريكية الدائمة لدى الأمم المتحدة "سامنثا باورس" بأنه رغم تعثر مفاوضات السلام الإسرائيلية الفلسطينية فإن الولايات المتحدة تتعهد باستمرار الجهود من أجل هذه المسيرة.
وجاءت أقوال السفيرة الأمريكية هذه خلال اجتماع عقده مجلس الأمن الدولي حول الشرق الأوسط الليلة الماضية.
وبدوره عبر جيرار أرو، المندوب الدائم لفرنسا، عن قلقه من توقف المفاوضات. وقال إن بلاده ترى أن الوحدة الفلسطينية تخدم عملية السلام لأنها تضمن التزام تنفيذ ما سيتم الاتفاق عليه بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني.
واستغل مبعوثون إسرائيليون وفلسطينيون اجتماعا لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بشأن الشرق الأوسط يوم الثلاثاء ليلقي بعضهم على بعض اللوم علانية في أحدث انهيار لمفاوضات السلام الهشة مع انقضاء المهلة المقررة للتوصل إلى اتفاق أمس الثلاثاء.
وقال روبرت سري، المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط لمجلس الأمن المؤلف من 15 دولة، إنه يجب على الزعماء الإسرائيليين والفلسطينيين "إقناع بعضهم بعضا من جديد بأنهم شركاء من أجل السلام."
وعبّر سفير (اسرائيل) لدى الأمم المتحدة رون بروسور والمراقب الفلسطيني في الأمم المتحدة رياض منصور كلاهما عن الالتزام بالسلام، ولكنهما اتهما بعضهما بعضا بتقويض أحدث محاولة للتوصل إلى اتفاق في المفاوضات التي جرت بوساطة أمريكية.
وقال منصور للمجلس: استمرت (إسرائيل) في موقفها الرافض ودأبت على انتهاكاتها الخطيرة لتعيد التأكيد دائما على دورها كقوة احتلال واضطهاد لا كصانع سلام، ومرة أخرى أحبطت (إسرائيل) جهود السلام"، وبالمقابل ألقى مبعوث (إسرائيل) اللوم في إيقاف مفاوضات السلام على الفلسطينيين.
وقال بروسور للمجلس: الفلسطينيون يتعهدون بالحوار وفي الوقت ذاته يبثون الكراهية، وهم يعدون بالتسامح لكنهم يحتفلون (بالإرهابيين) وهم يقطعون التعهدات ولا يلبثون أن ينكصوا عنها"، واتهم بروسور الرئيس الفلسطيني عباس المدعوم من الغرب بالتخلي عن فرصة "رقص التانجو مع (إسرائيل) من أجل أن يرقصوا بغير إذن مع حماس". على حد قوله
وكانت الولايات المتحدة أطلقت قبل تسعة أشهر مضت جولة جديدة من المفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين لإنهاء صراع عمره عقود والمساعدة على إنشاء دولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة المحتلين.
وانهارت المفاوضات الأسبوع الماضي وألقت واشنطن اللوم على الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي في العجز عن الوصول الى حل وسط قبل انقضاء المهلة المحددة للتوصل الى اتفاق في 29 من أبريل نيسان.