يترقب الفلسطينيون بحذرٍ شديد الأحداث المتوقعة في المسجد الأقصى، اليوم الأربعاء وغدًا الخميس، تزامنًا مع تسيير مسيرات استفزازية للمستوطنين المتطرفين، وإقامة "طقوس تلمودية" بصوت مرتفع، وإدخال البوق، والأدوات، والملابس التنكرية، والرقص، والغناء، على أبوابه، بحماية قوات جيش الاحتلال، في محاولة لفرض واقع جديد.
محللان سياسيان يتوقعان بأن حكومة الاحتلال تستغل أحداث الحرب العالمية الروسية الأوكرانية؛ لفرض واقع جديد؛ إذ تحاول تقسيم الأقصى زمانيًا ومكانيًا، مؤكدين أن الأحداث المرتقبة قد تكون صاعق لتفجير المواجهات مع جيش الاحتلال.
ويرى المحللان في تصريحات لـ "شمس نيوز" أن الجرائم، والاستفزازات، والانتهاكات الإسرائيلية المستمرة، ستدفع الفلسطينيين لمواجهة جديدة، تشبه تمامًا المواجهات التي تصاعدت قبل معركة "سيف القدس" العام الماضي.
وأشار المحللان إلى، أن الفعل المقاوم في الضفة المحتلة يتصاعد ويتنامى بشكل واضح، سواء بتنفيذ عمليات فردية، أو أخرى تشبه العمل المنظم، إذ يقولان: "أمام تصاعد الفعل المقاوم، وتصاعد الجرائم الإسرائيلية، نحن مقبلون على مواجهة جديدة قد تتحول لمعركة "سيف القدس 2" في رمضان المقبل".
تصاعد الحالة الكفاحية
الكاتب والباحث السياسي المقدسي ساري عرابي يتوقع، أن يشهد شهر رمضان المقبل حالة اشتباك ومواجهة أكبر بين المقدسيين وقوات الاحتلال الإسرائيلي؛ لأسباب متعددة، أبرزها ارتفاع روح المقاومة في قلوب الفلسطينيين عقب معركة "سيف القدس" الماضية.
وأوضح الكاتب السياسي عرابي لـ "شمس نيوز" أن تصاعد الحالة الكفاحية في القدس والضفة موجودة منذ عام 2014، رغم محاولات الاحتلال لاستئصال المقاومة من أبناء شعبنا عبر الاعتقالات، والاغتيالات، والإجراءات التعسفية من فرض غرامات، وهدم البيوت، والاستيطان، والتهجير القسري، وغيره.
وقال: "حالة المقاومة في القدس والضفة تأخذ أشكالا متعددة للعمل المقاوم ما بين هبات شعبية، وعمليات فردية (طعن، أو دهس، أو إطلاق نار) أو عمليات ذات طابع منظم"، مشددًا على أن قوات الاحتلال حاولت كثيرًا إخماد المقاومة إلا أنها لم تستطع مطلقًا.
وأشار إلى أن تصاعد حالة المقاومة لدى الشباب الفلسطيني بعد معركة سيف القدس الماضية، والاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة ضد المقدسيين ينذر باحتمال كبير لاندلاع مواجهة وتصعيد أوسع من السابق؛ ليشمل كل فلسطين.
وذكر الكاتب السياسي أن الأعياد اليهودية والأعياد الإسلامية تتزامن خلال شهر ابريل المقبل وهذا مؤشر على امكانية اندلاع المواجهة والاشتباك المباشر مع جيش الاحتلال، مشيرًا إلى، أن الأجهزة الأمنية والعسكرية والسياسية للاحتلال الإسرائيلي تستعد لاحتمالات اندلاع المواجهة في أي وقت خاصة في شهر رمضان المقبل.
صاعق تفجير
من جهته يرى الخبير الأمني والمختص في الشأن العسكري رامي أبو زبيدة، أن الأوضاع في مدينة القدس تتصاعد بوتيرة كبيرة، وقد يتحول استفزاز المستوطنين للمسلمين في باحات الأقصى يوم الأربعاء (16 مارس)، لصاعق تفجير مواجهة أوسع مع الاحتلال الإسرائيلي.
وأوضح أبو زبيدة لـ "شمس نيوز" أن مستوى الفعل والإجرام الإسرائيلي على الأرض من نهب، وانتهاكات، وجرائم ترتكب يوميًا بحق الإنسان الفلسطيني، وترتفع بشكل واضح؛ ما يزيد من حدة المواجهة مع الاحتلال.
وأشار إلى أن المواجهة قد تتصاعد في باحات المسجد الأقصى في حال احتشد المقدسيون داخل باحات المسجد الأقصى، تزامنًا مع محاولات المستوطنين المتطرفين للاعتداء على حرمات المسجد المقدس.
وقال الخبير الأمني: "إن جميع المؤشرات الإسرائيلية تؤكد أن الأسابيع القادمة -تزامنًا مع شهر رمضان القادم- ذاهبة إلى حالة اشتباك؛ نظرًا لارتفاع وتيرة فعل الاعتداءات الإسرائيلية ضد المقدسيين، والأماكن المقدسة للمسلمين".
وأكد أن طبيعة الاعتداءات الإسرائيلية واستفزازات المستوطنين للمقدسيين، تحدد طبيعة المواجهة مع الاحتلال، لافتًا إلى أن الاستفزازات قد تزداد تدريجيًا؛ بسبب مصادفة الأعياد اليهودية مع الأعياد الإسلامية.
ويُشير الخبير الأمني أبو زبيدة إلى أن الفعل المقاوم لأبناء شعبنا تنامى كثيرًا في القدس والضفة المحتلة، قائلًا: "هذا التنامي للفعل المقاوم يُعطي زخمًا كبيرًا للأحداث القادمة، وأحد العوامل التي قد تُسرع عملية المواجهة مع الاحتلال؛ لأن لا خيار أمام شعبنا سوى المواجهة".
ويرى أبو زبيدة أن الاحتلال الإسرائيلي يستغل الأحداث العالمية؛ لتنفيذ سياساته على الأرض عبر الاستيطان، وتثبيت وقائع خطيرة في الأقصى، إلا أن شعبنا ووفقًا لقوله "لن يرضخ، وستكون الأحداث القادمة عاملا من عوامل إشعال فتيل المواجهة الأوسع مع العدو".
المقاومة لن تصمت
وفيما يتعلق بمحاولة الاحتلال سحب إنجازات معركة سيف القدس، يُشير أبو زبيدة إلى أن طبيعة العدو الإسرائيلي ناقض للعهود والاتفاقيات منذ أزل التاريخ، مستذكرًا بالقول:" ما قبل سيف القدس ليس كما بعده؛ فارتفاع منسوب المقاومة، وخاصة في الضفة، وتشكيل الخلايا المجاهدة في جنين ونابلس تزامنًا مع ارتفاع حالة الاشتباك مع الفلسطينيين في الداخل المحتل، وأيضًا ارتفاع المواجهات في النقب، كلها مؤشرات تدلل على أننا أمام علو المقاومة واستمرارها في التصدي للاعتداءات الإسرائيلية".
وحول المقاومة في قطاع غزة، يرى الخبير الأمني أن الاحتلال الإسرائيلي يدرك تمامًا قدرات ومستويات فعل المقاومة بغزة التي كثفت من قدرتها العسكرية واستعدادها لأي مواجهة قادمة، معتقدًا أن الاحتلال إذا أوغل في الدم ورفع مستوى الاعتداءات في القدس؛ فإن المقاومة لن تصمت، ولن تفوت الفرصة لخوض معركة "سيف القدس 2"