لا أعرف من أين أبدأ وبماذا أبدأ، أقف حائرا لا أجد ما يمكن أن نصف تلك المرأة والأم والأخت والمجاهدة والقائدة والحنونة والعنيدة والطيبة والشجاعة الثابتة.. إنها أخت الأبطال والرجال الذين عرفتهم أقبية السجون والمعتقلات وساحات العطاء والالتزام والوعي إنها البطلة والحرة وليست الأسيرة الحجة كما يطلق عليها، منى قعدان "أم النور" التي التحقت وآمنت والتزمت بفكر وخط الجهاد والمقاومة وبنهج الشهيد المؤسس المفكر الإنسان فتحي الشقاقي الذي آمن بالمرأة ودورها ومكانتها وإشراكها في العمل الدعوى والجهادي والحركي والسياسي.
أم النور التي لم تترك فرصة إلا كانت حاضرة وفعالة في العمل النسائي والاجتماعي والتضامن مع الأسرى بزيارات العوائل للشهداء والأسرى والغلابة، أم النور الاسم الأبرز بعد الأخت المجاهدة عطاف عليان فهما توأم وأيقونة الجهاد الإسلامي بالضفة بالإضافة لكل الأخوات اللواتي لم يتركن ولم يحدنها عن طريق الواجب، فلهن منا كل حب وعرفان واحترام لكل من عانت وضحت لو بساعة من عمرها لأجل أعدل قضية اسمها فلسطين
أم النور التي شهدت لها أقبية التحقيق وكراسي الشبح الساعات المطولة من العذاب والسباب والشتائم من قبل محققي وأفاعي جهاز الشاباك المتوحشين معها ولكنها كانت قوية متماسكة لا تلين لا تستسلم يقف المحققون أمام إرادتها وصلابتها
أم النور من لا يعرف من لا تخونه الذاكرة كانت الأولى هي وعطاف عليان اللتان فتحتا معركة الأمعاء الخاوية الإضراب عن الطعام. وكذلك الأخت المجاهد أخت الأبطال نور جابر الهشلمون
أم النور هي أخت وأم وموجهة ومعلمة ومربية للأسرى، على يدها تخرجت الكثيرات من لينا الجربوني، وياسمين شعبان، وأمل طقاطقة، وهيام البايض والأم نوال السعدي َوالعديد من الماجدات من كل الفصائل
أم النور هي أختنا الكبيرة التي تنصح وتسدد الرأي والمشورة، القريبة من هموم عوائلنا وأطفالنا.
الأم المكافحة المتعلمة الأكاديمية رغم كل الاعتقالات والملاحقات المتكررة والمستمرة والاستهداف المتعمد والمقصود بحقها إلا أنها أكملت دراستها ورسالة الماستر وتفوقت وأبدعت كما هي دوما مبدعة ومتقدمة.
أم النور التي حاول المحتل كسرها وتحطيم معنوياتها بعد تحررها في صفقة ووفاء الاحرار ما بين المقاومة والكيان الصهيوني
أم النور هي أم وأخت لنورهان عواد، وقد ربتها على يدها بعد أن دخلت السجن طفلة جريحة فضمدت ام النور جراحها ودعمتها وساندتها واحتضنتها وكذلك الحال مع شروق دويات بنت القدس الأبية ومع غيرهن
أم النور التي قادت الاضرابات والاحتجاجات ضد السجان في أكثر من اعتقال هي وعطاف عليان شقائق الروح وتم عزلهن والتضيق عليهن ولكنهن يخرجن أكثر تحدي وعنفونا وآباء وشموخ
أم النور التي وقفت مع أخيها القيادي الرائع والصلب والمشتعل دوما الشيخ طارق قعدان الذي اضرب عن الطعام أكثر من مرة ومرددا شعاره الخالد (لن أتراجع ولن انظر للخلف حتى لو سقط كتفي)
أم النور الحجة منى قعدان مدرسة في الوفاء والتضحية مدرسة في الأخوة لا تعرف المهادنة والمجاملة في القضايا العامة تحب الناس تتقرب لكل مخلص وملتزم
ام النور اليوم وهي تدفع ضريبة العزة والانتماء والانحياز للدرب الشهداء أنور حمران واياد الحردان وائل عساف وبلقيس العارضة واسعد دقه وكل الذين عشقوا هذه الفكرة التي نضجت واثمرت بالدم المسفوح وتضحيات وصمود الاسيرات والاسرى الذين هم اخوان ورفاق درب الشهداء والشهيدات
أم النور التي اليوم في السجون شامخة واقفة مدافعة، تنوب عنا وعن كل النساء، وتقول إن المرأة هي أخت، وأم الشهيد، والأسير، والمجاهد، والمقاومة، والاستشهادية.
أم النور، لك السلام عليك وانت الحر الابية
الحرية لكل ولكل رفيقات الدرب والأسر
