يستعد المسلمون لاستقبال شهر رمضان الذي تكثر فيه العبادات، ويتقرب فيه العباد إلى الله -عز وجل- بالطاعات، ففيه تتضاعف الأجور، وتصفد مردة الشياطين، وتفتح أبواب الجنان، وتغلق أبواب النيران، فهنيئًا لمن أحسن استثماره.
ينبغي للمسلم ألّا يفرط في مواسم الطاعات، وأن يكون من السّباقين لفعل الطاعات والعبادات حيث قال الله تعالى: {وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ}، وللأسف كثير من المسلمين يأتي ويذهب رمضان ولا يستغلونه الاستغلال الأمثل وكما يجب.
وسخر الله لأمتنا علماء مشهود لهم؛ ليُذكروا الناس بالطاعات وعبادة الله -عز وجل-.الداعية الإسلامي المعروف الشيخ "عمر فورة" رئيس ملتقى دعاة فلسطين، والذي وضع جدولاً إيمانياً للاستثمار الأمثل لشهر رمضان.
يقول الداعية عمر فورة لـ "شمس نيوز": "شهر رمضان المبارك، شهر خير، ورحمة، وتوبة، وقوة للمسلم، وعلى جميع المسلمين أن يحرصوا أشد الحرص أن يستغلوا كل ثانية منه في ما يرضي الله -عز وجل- فهو بمثابة محطة لتزويد الروح بالإيمانيّات".
وأوضح الداعية فورة، أن أول خطوة على المسلم أن يقدمها خلال شهر رمضان المبارك هي التوبة الصَّادقة من جميع الذّنوب والخطايا والآثام والسيِّئات، والإقلاع عن الآفات التي من بينها الكذب، قائلًا: "لا يُعقل أن يكون الواحد منا صائم قائم ويكذب، ورسولنا الكريم يقول: « رُبَّ صَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ صِيَامِهِ إِلا الْجُوعُ , وَرُبَّ قَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ قِيَامِهِ إِلا السَّهَرُ ».
وأوصى الداعية فورة بضرورة الصدق بالأقوال والأفعال في كل حركة وسكون، والتصالح مع الذات، ورد الحقوق والأمانات إلى أهلها، ونبذ التباغض والعنف والعصبية بأنواعها، وضرورة العودة إلى كتاب الله واتخاذه منهج حياة، وتعميق معاني الأخوة؛ امتثالاً لقوله تعالى: « إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ ».
وأضاف: على المسلم في رمضان وبقية الأوقات ضرورة التحلي بالأخلاق الحميدة التي حثَّ عليها ديننا الحنيف، فأهم مقاصد الإسلام العظيمة هو نشر الأخلاق الحميدة في المعاملات بين البشر، ورسولنا الكريم يقول إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق.
ولفت إلى أن الهدف من الصيام هو امتحان وابتلاء المسلمين، والوصول إلى تقوى الله -عز وجل- كما عرفها علي بن أبي طالب رضي الله عنه: (التقوى هي الخوف من الجليل، والعمل بالتنزيل، والقناعة بالقليل، والاستعداد ليوم الرحيل).
ونصح الداعية فورة المسلمين إلى الالتزام بصلاة النوافل والتهجد قبل السحور، مشيراً إلى أن تلك اللحظات من أروع الأوقات لأسبابٍ عدة، أبرزها الهدوء والسكنية بعيداً عن ضوضاء النهار.
كما نصح المسلمين لقراءة ورد من القرآن الكريم بشكل يومي، وضرورة تعلم وفهم مفردات القرآن، وإن كانت صفحة واحدة، أو سورة صغيرة، مؤكدًا أن فهم معاني الآيات الكريمة لها أجر أعظم من تلاوة القرآن دون فهم أو وعي.
وفي السياق نصح المسلمين عامة، وأهالي قطاع غزة خاصة، بالحرص على تأدية صلاة الرحم، وعدم ربطها بالأوضاع الاقتصادية الصعبة، مشيراً أن التحصّل على أجر صلة الرحم لا يكون عبر الهدايا فقط، وإنما قد يكون بمساعدة الأخ والإحسان إلى الأخت، والوقوف إلى جانبهم، ومداعبة أطفالهم، وبالكلمة الحسنة للكبار منهم.