الدّفاع عن الوطن هو شيء طبيعي ويولد مع الإنسان بالفطرة بغض النظر عن الدّين والاعتقاد، لكن نحن كمسلمين كرامةً لنا قال الله عز وجل في كتابه العزيز: "إنّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ"، أي أن هناك أجر من الله لكل من يقاتل في سبيل الله، ويبقى القتال عن الأرض هو طبيعي بالفطرة سواء كان بأجر أو بدون أجر، تماما كما يُطعم الرجل أهل بيته، فإنه من البديهي عند كل البشر هو إطعام أهل البيت، لكن الله عز وجل أعطى للمسلم أجراً على إطعامه لأهل بيته، تماما كما أعطى المسلم المقاتل المدافع عن وطنه أجرا كبيرا مقابل دفاعه، وهنا تبرز عظمة الإسلام والدّين.
إذن الدفاع عن الأرض والبيت والوطن شيء طبيعي، وأنت أيها الفلسطيني تقاتل وتدافع عن حرّيتك، وفي حال عدم القتال والدفاع عن الأرض هنا تحدث الاستكانة والمهانة والذل، والفلسطيني لا يقبل ذلك أبداً ومستحيل أن يقبل ذلك حتى أنه لا يليق به أن يقبل بذلك، إذن القيمة الأساسية التي نحن نقاتل وندافع عنها هي حريتنا وديننا وأرضنا.
شهداء الأول من رمضان: أبو لبدة، عباهرة وطوالبة وكما كل المقاتلين من أجل الحرية هم جسّدوا تلك القيمة وباعوا أنفسهم لله، هم رجالٌ آمنوا بربهم ولبوا نداء الوطن مدافعين عنه فحملوا السلاح ولاقوا العدو، فكانوا نِعمَ الرجال الذين صدقوا الله ما عاهدوا عليه، لذلك أكرمهم الله ونالوا وسام الشهادة وهم صائمين مقبلين غير مدبرين، وما أعظمه من لقاء وما أعظمه من أجر، فطوبى وألف طوبى للشهداء.
رحم الله الشهداء وأسكنهم الفردوس الأعلى
