شمس نيوز / عبدالله عبيد
تعكس التعليقات الصحفية العبرية مؤخراً حالة الفشل المدوي الذي تلقته إسرائيل وجيشها في الحرب الأخيرة على قطاع غزة، لتزداد التعليقات من قبل المواطنين الإسرائيليين، يضاف إلى ذلك تصريحات قادة الجيش الإسرائيلي، حول هذا الأمر.
ومما لا شك فيه أن غزة أصبحت كابوسا يلاحق الإسرائيليين، خاصة أولئك الذين يعيشون فيما يسمى بمستوطنات غلاف غزة الذين تلقوا وجبات ساخنة من الصواريخ والقذائف خلال عدوان 2104 الأخير.
مستوطنو الغلاف هاجموا في أكثر من مناسبة رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو واتهموه بالاستمرار في خداعهم والضحك عليهم عبر الادعاء بأنه انتصر في الحرب مع حركة حماس، في حين بدا الواقع مغايراً.
صحيفة "يديعوت احرونوت" استطلعت آراء عدد من مستوطني بلدات غلاف غزة، والذين عبروا عن سخطهم من الدعاية التي يحاول نتنياهو تسويقها بأنه هزم حماس في المعركة الأخيرة (صيف 2014) قائلين: إنه لا يوجد شك بانتصار حماس في الحرب".
كما ونقلت الصحيفة عن "يفعات بن شوشان" التي تقطن كيبوتس "نتيف هعتسراه" شمالي القطاع استغرابها من ادعاءات نتنياهو بهذا الخصوص متسائلة: نتنياهو انتصر على حماس ؟ لا يمكن تسمية ذلك سوى ضحك وقح على الذقون".
وأضافت قائلة: إذا ما اعتقد نتنياهو أنه انتصر في الحرب فإنني أدعوه لقضاء ليلة واحدة في إحدى كيبوتسات غلاف غزة لكي يسمع كيف تستعيد حماس قوتها وتتعاظم، حماس لم تحن رأسها يوماً ولن تحنيه، لست أنا من أقول ذلك، بل على لسان ضباط الجيش الذين يتواصلون معنا".
يأتي ذلك رداً على كليب مصور نشره حزب الليكود مؤخراً وذلك في إطار حملته الانتخابية والذي يظهره بمظهر المنتصر على حماس خلال الحرب وسط تشبيه نجاحه في هزيمة حماس بنجاحه في إحداث تطوير في قطاع الموانئ وسلطة البث التلفزيوني وقطاع الاتصالات الأمر الذي أثار حفيظة وسخط معارضيه.
تشكيل عصابات
لن يقف الأمر عند هذا الحد فقط، بل إن هناك مجموعة من الجنود الإسرائيليين دعوا لتشكيل عصابات مسلحة لمواجهة قطاع غزة، وذلك على غرار عصابات "الهاغاناه والبالماخ" قبل 60 عاماً.
حيث جاء على لسان بعض هؤلاء الجنود الذين استضافتهم القناة العبرية الثانية الليلة قبل الماضية، أنهم محبطون من الواقع الأمني الذي يعيشه سكان بلدات غلاف غزة، وكذلك من فشل العمليات العسكرية ضد القطاع.
واعترف أحد جنود الاحتياط بتأسيس دولة الكيان على "عصابات إرهابية" وأنه بالإمكان العودة لهذه العصابات مستقبلاً .
الخبير بالشأن الإسرائيلي، د.وليد المدلل أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الإسلامية بمدينة غزة، أكد أن غزة أصبحت كابوسا كبيرا للإسرائيليين، لافتاً إلى أن مفاجئات المقاومة فيها بين الفينة والأخرى، كانت مبهرة حتى للمراقبين من أبناء غزة.
"حجم الإنجازات الكبيرة التي تم تحقيقها خلال الحرب الأخيرة والحروب السابقة، أفشلت أهداف الاحتلال الإسرائيلي في تحقيق مآربه بغزة" وبحسب ما قاله د.المدلل لـ"شمس نيوز"، ليضيف: قدرة الاحتمال وتحمل الكم الهائل من البطش والضرب والقصف والاستهداف والحصار المشدد على غزة، أثّر بشكل على نفسية الصهاينة وقادتهم".
وتابع بالقول: هذا القدر من التحمل الذي أبدته غزة في وجه الصواريخ والقنابل، لو تعرضت له دول لانهارت"، مشدداً في الوقت ذاته على أن غزة ومقاومتها تزداد صموداً أكثر يوماً بعد يوم.
تضليل الجمهور
وفي إطلالة جديدة له عبر القناة العبرية الثانية، عاود رئيس جهاز الموساد الإسرائيلي الأسبق "مائير داغان، اتهامه لنتنياهو بالفشل في إخضاع حماس خلال العدوان الأخير على القطاع صيف العام الماضي.
وقال داغان: إنه كان يتوجب على نتنياهو مواصلة الضربات الجوية واستهداف حكم حماس من جذوره لضمان عودة الرئيس الفلسطيني محمود عباس لحكم القطاع، متهماً الكابينت بتضليل الجمهور عندما ربطوا إنهاء حكم حماس باجتياح القطاع.
وبحسب داغان، فإن الهدف من تضليل الحكومة الإسرائيلية لجمهورها والادعاء بهزيمة المقامة في غزة سيما حركة حماس، هو إخافة الجمهور الإسرائيلي من الدخول للقطاع وتبرير الخروج من المعركة دون تحقيق أي هدف من أهدافها.
وهذا ما أكده الدكتور وليد المدلل، بأن إسرائيل لم تحقق أياً من أهدافها في الحرب الأخيرة على القطاع، مشدداً على أن غزة صمدت وأفشلت مخططات إسرائيل، "فهي خرجت من الحرب ولم تستطع أن تحقق أهدافها".
وأضاف: بكل المقاييس لم تنتصر إسرائيل في غزة، وبالتالي فإن صمود المقاومة وأهل القطاع له نتائج واضحة على فشل إسرائيل في الحرب".
وشنت إسرائيل حربا جوية وبرية وبحرية على قطاع غزة صيف العام 2014، أسفرت عن آلاف الشهداء والجرحى، وأدت لتدمير مساحات واسعة من الأراضي والأبنية الرسمية والأهلية والمدنية.