منذ بدء عملية جيش الاحتلال في جنين واستهداف المخيم بشكل اساسي تتوارد الاخبار تباعا حول نية جيش الاحتلال اقتحام المخيم كما حدث في عملية السور الوقي ... فلماذا لا يقتحم جيش الاحتلال مخيم جنين ؟ وهل فعلا يخشى الاحتلال تواجد المسلحين في المخيم وبالتالي يخشى اقتحام المخيم بشكل مباشر؟
في عام ٢٠٠٢ كان تواجد المقاومين في مخيم جنين بكثافة اكبر من الوضع الحالي وكان السلاح بأيديهم اكثر كما ونوعا وتحديدا المتفجرات والعبوات الناسفة التي كانت فعالة في الحد من فعالية قوات الاحتلال البرية ...
قوات الاحتلال منذ بدء موجة التصعيد الحالية تعمل في عدة محاور ليلا نهارا بدون توقف ... وتعمل ليس على صعيد مخيم جنين فقط ... بل تعمل على منطقة جغرافية اوسع فهي تستهدف قرى جنين بشكل كامل بالاضافة الى مناطق مختلفة في طولكرم ونابلس وفي كل اماكن تواجد المقاومين في شمال الضفة الغربية ... وتعمل بشكل حذر ومدروس ومنظم على استهداف المقاومة الفلسطينية في شمال الضفة الغربية من خلال اعتقال عشرات الشبان الناشطين في مواجهة الاحتلال والذين بدورهم كما يعتقد الاحتلال يرسمون خارطة كاملة لتحركات جيش الاحتلال في الضفة الغربية وحتى اصبحت المركبات التي تستخدمها القوات الخاصة في جيش الاحتلال متابعة من قبل الناشطين ويتم نشرها أولا بأول على وسائل التواصل والتي بدورها تكون وصلت الى المقاومين في مخيم جنين لحظة بلحظة ...
جيش الاحتلال يقوم الان بعملية تمشيط منطقة شمال الضفة الغربية واعتقال كل من يشك انه يعمل على توصيل اي معلومات للمقاومين والذين يعتبرهم الاحتلال شبكة حماية لهم ... وبالتالي لا بد له من التخلص من هذه الشبكة ليسهل عليه مباغتة المقاومين في المخيم.
ان كل الاقتحامات التي ينفذها الاحتلال في مدينة ومخيم جنين لا تتجاوز حتى الان اطراف وحدود المخيم والمدينة وهو غير معني بدخول مخيم جنين ضمن المعطيات الحالية خوفا من وجود مفاجآت تقلب المعادلة وتكون النتيجة مؤلمة له لذلك يسعى الى التعتيم على تحركاته من خلال استهداف كل من يشك انه يرسل معلومات عن تحركاته للمقاومين في المخيم.
بعد الانتهاء من الحملة الحالية فإن جيش الاحتلال سيضع اقتحام مخيم جنين حيز التنفيذ بشكل فعلي وسيدرس نتائجه وتبعاته عليه ومدى المخاطر التي قد يتعرض لها بسبب اقتحام المخيم ان حدث ذلك.
الان لدينا محاذير لدى المؤسسة الامنية والسياسية في كيان الاحتلال تتمثل بنقطتين اساسيتين:
اولهما : كيف سيكون رد الجهاد الاسلامي من خارج الضفة الغربية ان اقدم جيش الاحتلال على اقتحام المخيم والذي بالتالي لن يقتصر على الجهاد بل ستدخل فصائل المقاومة الاخرى في ميدان المواجهة.
ثانيهما: الاوضاع في القدس والتي تنذر باشعال فتيل المواجهة العسكرية مع قطاع غزة في ظل هشاشة حكومة الاحتلال والترجيحات بسقوطها وتأهب نتنياهو للقصاص من نفتالي بينت رئيس وزراء كيان الاحتلال بعد ان غدر به قبل عام ...
توحد المقاومة في الضفة الغربية وازدياد قوتها وتواجد معاقل مهمة لها ووجود حاضنة شعبية تحميها اضافة الى قوة الردع لفصائل المقاومة في قطاع غزة ستجعل القرار السياسي والعسكري في كيان الاحتلال مهمة صعبة وستكون النتائج على عكس ما يتمناه قادة الاحتلال .
في ظل هذه المعطيات فإن مخيم جنين ليس هدفا سهلا كما اعتقد بينت بداية التصعيد واكتشف انه يسير في حقل الغام ... تجاوزه لربما يفقده الكثير سياسيا وعسكريا.