يساعد الصيام بشكل فعّال في تحسين الصحة النفسية، كما يمكن أن يساعد عدم تناول الطعام لفترات معينة في رفع مستويات الكيتونات في الجسم.
والكيتونات هي مواد كيميائية يصنّعها الكبد ويستخدمها جسمكِ كطاقة، وتكون عملية صنع الكيتونات في الكبد على النحو التالي: أثناء الصيام يستخدم الجسم مخزون الكبد من الجلوكوز (السكر- الوقود الرئيسي الذي تستخدمه الخلايا لإنتاج الطاقة)، مما يتسبب في إفراز الخلايا للدهون، وعندما تنتقل هذه الدهون إلى الكبد، فإنها تتحول إلى كيتونات يستخدمها جسمكِ للحصول على الطاقة. ولا تتوقف فوائد الصيام على حرق الجسم للدهون فقط، إذ توجد العديد من الفوائد العقلية والنفسية للصيام. في السطور التالية، نستعرض تأثير الصيام على الصحة النفسية:
تأثير الصيام على الصحة النفسية
1-تحسين الوظائف العقلية: عندما تصومين، فإنَّ جسمكِ يحتوي على مواد أقل سمية تتدفق عبر الدم والجهاز الليمفاوي، مما يسهل عليك التفكير، وأثناء الصيام، تتوفر الطاقة التي تستخدمينها عادة لهضم الطعام ليستخدمها الدماغ. ومن المحتمل أنكِ لن تلاحظي هذا التغيير العقلي حتى الأيام القليلة الأولى من الصيام، لأن جسمكِ يستغرق وقتاً للتكيف، فقد يكون لديكِ صداع أو نقاط ألم في الأيام الأولى للصيام، ولكن بعد أن ينظف جسمكِ نفسه من السموم، يستطيع عقلكِ الوصول إلى مجرى دم أنظف، مما يؤدي إلى أفكار أوضح وذاكرة أفضل وزيادة حدّة حواسكِ الأخرى.
2-زيادة قوة الإرادة: يتطلب اختيار الصيام، قوة ذهنية وقدرة على مقاومة الإشباع قصير المدى، لتحقيق أهداف طويلة المدى. فعندما تقررين الصيام، وتنجحين في الاستمرار لساعات طويلة بدون طعام أو شراب، فمن المحتمل أن تشعري بإرضاء هائل وإحساس متجدد بالإنجاز.
3-تجديد الخلايا: الصيام يضع جسدكِ في تجربة تجديد، حيث تذوب الخلايا المريضة، وتبقى الأنسجة السليمة فقط، وهناك أيضاً إعادة توزيع ملحوظة للعناصر الغذائية في الجسم، حيث يستفيد الجسم من، الفيتامينات والمعادن النفيسة أثناء معالجة الأنسجة القديمة، أو السموم، أو المواد غير المرغوب فيها والتخلص منها.
4-خفض مستويات التوتر: يساعد الصيام في الحفاظ على إنتاج هرمون الكورتيزول المرتبط باستجابة الجسم للإجهاد، حيث يمكن للصيام أن يثبّت هرمون الكورتيزول الذي تنتجه الغدد الكظرية، وهو ما يمكن أن يقلل من مستويات التوتر، كما أن إنتاج هرمون الكورتيزول الزائد ليس جيداً للجسم، لأنه يمكن أن يثبط جهاز المناعة.