غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

لن ندخر أي جهد لحماية القدس

د. الهندي: المعركة مفتوحة للدفاع عن الأقصى ووعود الكيان للوسطاء وهم وسراب

رئيس الدائرة السياسية في حركةِ الجهاد الإسلامي د. محمد الهندي
شمس نيوز - بيروت

أكد رئيس الدائرة السياسية في حركةِ الجهاد الإسلامي د. محمد الهندي أن شعبنا الفلسطيني يخوض "معركةً مفتوحةً" مع الكيان للدفاع عن الأقصى، وسيبذل لأجل حماية القدس ومسجدها المبارك الغالي والنفيس.

وأوضح د. الهندي خلال حديث في برنامج "المسائية" عبر فضائية "الميادين" أنَّ شعبنا الفلسطيني موحد خلف فكرة ونهج المقاومة، قائلاً: شعبنا في المدن المحتلة عام 1948م وفي الضفة والقدس المحتلتين، وقطاع غزة، ومناطق اللجوء والشتات، يهتف خلف المقاومة التي تتصدى للعدوان الإسرائيلي المتواصل".

وبشأن أحداث المسجد الأقصى الأخيرة، بيَّن أن الوعود التي قطعتها حكومة الاحتلال الإسرائيلي للوسطاء لا تعدو كونها عبارة عن (سراب ووهم)، قائلاً: "هذه حكومة يمينية متطرفة، وبينت ابن المؤسسة اليمينية المتطرفة، ويعمل على إرضاء القاعدة الانتخابية؛ لذلك كل الوعود للوسطاء ما هي إلا سراب ووهم، وشعبنا الفلسطيني يدرك جيداً طبيعة تلك الوعود".

الحذر ثم الحذر

ودعا الهندي الشعب الفلسطيني والأمتين العربية والإسلامية لضرورة الحذر والتنبه جيداً لأي خداع بشأن الوعود الإسرائيلية الزائفة، مستذكراً: "يجب أن نبقى حذرين؛ فعدونا مخادع، ولنا تجارب سابقة في عام ٢٠١٩ إبان عهد بنيامين نتنياهو، حينما اقتحم الاقصى -على حين غرة- في عيد الأضحى المبارك".

في السياق، أشار الدكتور الهندي إلى أنَّ العدو فقد القدرة على ردع الشعب الفلسطيني ومقاومته؛ قائلاً: "هذا العدو لم يعد قادراً على ردع أشبال فلسطين، ولا مصلي القدس، ولا مقاومة غزة، ولا يستطيع أن يمارس كي الوعي عليهم، بل إن المقاومة وشعبنا أحدثا في جبهته الداخلية كثيراً من التناقضات".

انجاز وراء انجاز

وأشار إلى أنَّ المقاومة تحقق الإنجاز تلو الإنجاز على الأرض، وتدفع الكيان خطوة تلو الخطوة إلى الوراء في المعركة المتواصل والممتدة والمحكومة بقوانين وسنن إلهية، مع إشارته إلى أنَّ كل منطقة من المناطق التي يقوم عليها شعبنا لها ظروفها التي تحكمها؛ لكن في الصورة العامة مقاومتنا باتت تحقق إنجازات مركبة ومهمة في إطار مواجهة ومقارعة العدو.

وذكر الهندي أن التحديات التي تواجه المسجد الأقصى ماتزال قائمة، لاسيما مع إعلانِ مؤسسات (جبل الهيكل) اليهودية نيتها اقتحام المسجد الأقصى من الأحد إلى لخميس من الأسبوع الحالي، مشددًا على ما وصفه بـ(الامتحان الكبير) بحاجة إلى تصدي فاعل من قبل الجماهير الفلسطينية، واسنادٍ من الامتين العربية والإسلامية.

وعزا فشل الهجمة الإسرائيلية الأخيرة على المسجد الأقصى للتصدي المقدسي الشجاع ومسانديهم من أهالي الضفة والمدن المحتلة عام 1948م، وإعلان غزة وقفتها الباسلة في وجه العدوان، قائلاً: "الجماهير الفلسطينية هي التي حمت المسجد الأقصى، ومنعت المتطرفين من القيام بذبائحهم في باحات المسجد الأقصى".

وفي السياق، أضاف: "نقول لأهلنا في الضفة أنتم من نجحتم وستنجحون في طرد الاحتلال والمستوطنين من الأقصى".

وأشار الدكتور الهندي إلى أنَّ العدو الخبيث يسوق للرأي العام العالمي أنَّ الفلسطينيين لا يمكنهم السيطرة على أعصابهم نتيجة الصيام، وهذا الصيام يدفعهم للقيام بأعمال يدعي أنها (إرهابية)، مستدركاً بتهكم: "من هو الإرهابي الذي أظهرته الصور؟!، هل هو الشيخ الذي يقرأ القرآن ويحمي نفسه بكرسي فوق رأسه؟!، أم الآخر المتكئ على يديه بينما يطلق الجندي الإسرائيلي قنابل الغاز على الشبان؟!".

ولفت إلى أن هذه الصور هي التي تعطي الواقع الحقيقي من هو الإرهابي، الذي ادعى أنه أعطى تسهيلات للفلسطينيين، بينما يمنع المصلين من عدد من المدن كجنين، ويحدد السن المسموح له بالدخول إلى الأقصى، ويقوم بالهجوم عليهم بكل عنجهية.

غزة المستعدة دوماً

وبشأن استعداد غزة اجتماعيًا ونفسيًا للدخول بمعركة جديدة من أجل حماية الأقصى ومدن الضفة المحتلة، قال: "على مدار المجازر والمذابح التي وقعت بحق الشعب الفلسطيني، منذ عام 1948 وما قبل، لم يكن الشعب الفلسطيني مستعدا، ولكنه صمد وحقق إنجازات".

وتساءل: "ماذا كان يمتلك الشعب الفلسطيني خلال تلك الفترات سوى إرادته وحريته، وإصراره على المواجهة؟ (..) هكذا كان شعبنا يحقق الإنجازات؛ لذلك المعركة بيننا وبين الاحتلال مفتوحة ومتواصلة، وهذه التفاصيل موجودة في كل وقت، واستطاعت غزة أن تحقق انتصارات مهمة رغم حصارها المستمر".

وأكد د. الهندي على أن النصر يكون لمن يمتلك الإرادة والإيمان، مبينًا أن إرادة الشعب الفلسطيني خاصة في غزة كلها مع المقاومة، وهو من يحميها ويحتضنها؛ لتكون مقاومة حرة لا تتبع لأي من الأنظمة التي لا تريد المواجهة مع العدو.

وأكمل حديثه "إسرائيل عبارة عن وحش أمام وزراء الخارجية العرب، هذا الوحش اعتبره محمود العارضة غبارا".

الشعب مع المقاومة

ويشير عضو المكتب السياسي للجهاد الإسلامي إلى أن "سلسلة العمليات الاستشهادية الأخيرة التي شهدتها مدن الداخل الفلسطيني المحتل، خاصة في (تل ابيب) وبئر السبع، تعد نموذجاً للشباب الفلسطيني الذي أبدى تأييده لهذ العمليات في كل الساحات والمناطق".

وقال: "جميعنا رأى كيف خرجت الجماهير وسط رام الله وفي مدن الداخل المحتل؛ لتأييد العمليات الاستشهادية التي نفذها أبو القيعان، وإغبارية، وحمارشة، ورعد حازم وغيرهم".

وفيما يتعلق بالانقسام الفلسطيني المتواصل، يذكر د. الهندي أن الانقسام الفلسطيني لم يبدأ في الآونة الأخيرة، مبينًا أنه بدأ منذ الحديث عن الحل المرحلي للقضية الفلسطينية، وما تبعها من مبادرة عربية لإنهاء ما وصفوه بالصراع الفلسطيني – الإسرائيلي.

ونبه د. الهندي إلى أن هذه الحلول والمحاولات التصفوية التي قدمتها الأنظمة العربية لم تكن في يوم من الأيام لترضي (إسرائيل)، التي أكدت وفي كل مرة أنها لن تتخلى عن الضفة الغربية المحتلة ولا القدس المحتلة، ولن تعطي العرب ولا الفلسطينيين أي شيء.

واستدرك: "ارتفاع وتيرة العمليات الاستشهادية وضع إسرائيل في مأزق وتناقضات داخلية عديدة، ولم ينفعها لا التطبيع، ولا الدعم العربي، ولا حتى الغربي، ولا سلاحها وترسانتها النووية أمام عملية طعن، أو شابٍ انتصر لقضيته، هذا يدفعها للتفكير بأن تتراجع عن السيطرة على الأراضي وتهجير الأهالي".

ورحّب د. الهندي بكل الإدانات التي أطلقت للجرائم الإسرائيلية في المسجد الأقصى، مبينًا أن هذه المواقف المناهضة للعدو تنسجم مع الشعوب العربية والإسلامية بعيدًا عن الأبواق المسمومة.

وبشأن الأنظمة التي هنأت إسرائيل بما يسمى بعيد الفصح، قال: "كل نظام يأتي ليهنئ إسرائيل نقول له: (مبروك عليك هذا الحليف)، ونقول في هذا الموقف (رب ضارة نافعة) لتظهر لنا من يهنئ العدو في الوقت الذي يقتل ويطرد فيه الفلسطينيين،  وفي ظل الاعتداء على الأقصى الذي يمثل مسرى النبي".

وأضاف: "طالما نقوم بنضالنا، نكتشف لغات النفاق، وحينها نعرف جيداً من هي الدول التي تقف مع العدو، ومن هي الدول التي تقف معنا ومع حقنا كفلسطينيين".
 

ماذا عن حلف القدس؟

وبشأن محور المقاومة والاتصالات مع هذا المحور، لفت د. الهندي إلى أن الاتصالات بين المقاومة الفلسطينية وقيادة المحور متواصلة ومستمرة ولم تنقطع، موضحًا أن العاصمة اللبنانية (بيروت) تشهد اتصالات مكثفة مع قادة المحور للاطلاع على كل ما يجري في القدس ومسجدها المبارك.

وعن الدول التي تعيب على فصائل المقاومة تلقي الدعم من طهران، قال: "واجبنا في الجهاد الإسلامي العمل على تحرير فلسطين، ومن يقف مع فلسطين سنفتح له الأبواب، أما من يظن أنه يعادي الفلسطينيين ليكسب الرضا الإسرائيلي نقول له: أنظر ماذا قدمت إسرائيل لمصر أو الأردن، وهم الذين طبعوا منذ أكثر من 40 عامًا، وأيضاً ماذا قدمت للسلطة الفلسطينية منذ اتفاقية أوسلو".

وتابع: "اسألوا الإمارات من المستفيد من هذا التطبيع، هل هي الإمارات من خلال خلق عدو وهمي لها، أم إسرائيل التي بدأت بالفعل بيع الأسلحة والتكنولوجيا بمليارات الدولارات لهذه الدول المطبعة".

وبشأن قرار محور المقاومة للدخول في أي معركة للمقاومة الفلسطينية مع العدو قال: "القرار من الحلفاء دعم الشعب الفلسطيني والمقاومة والشهداء والأسرى (..) مسألة الدخول في المعركة يدرس داخل الأطر، وهذه المعركة مفتوحة، والحرب مفتوحة".