على الرغم من الجهود الدبلوماسيّة والإعلاميّة الحثيثة التي تقوم بها "اسرائيل" في هذه الأيّام، التي تشهد توترًا أمنيًا وسياسيًا كبيرًا، وعلى نحوٍ خاصٍّ بسبب الأحداث في المسجد الأقصى، على الرغم من ذلك، أقرّت "تل أبيب" بفشل حملتها لتسويق الرواية الإسرائيليّة حول الأحداث الأخيرة في القدس المُحتلّة، واتهمت الفلسطينيين بالتحريض عليها في جميع إرجاء العالم، وفق ما نقله مُحلِّل الشؤون العربيّة في القناة الـ12 بالتلفزيون العبريّ، المُستشرِق إيعود يعاري، عن مصادر أمنيّةٍ وسياسيّةٍ رفيعةٍ في دولة الاحتلال.
المصادر عينها أكّدت، بحسب التلفزيون العبريّ، أنّ حكومة الاحتلال تتعرّض في هذه الأيّام لضغوطاتٍ دبلوماسيّةٍ كبيرةٍ، ليس في الوطن العربيّ فقط، بل في العالم قاطبةً، مُشيرةً في ذات الوقت إلى أنّ الموقف الأردنيّ فاجأ صُنّاع القرار في الكيان، وفق أقوالها، ولكن مع ذلك، أضافت، أنّ تل أبيب تُعوّل كثيرًا على تهدئة الأمور مع عمّان في الأيّام القريبة القادمة.
كما أنّ قيام الإمارات العربيّة المُتحدّة، أوضحت المصادر وفق التلفزيون العبريّ، باستدعاء السفير الإسرائيليّ في دبي، للاحتجاج على تصرّفات قوى أمن الاحتلال في الأقصى ضدّ المُصلّين الفلسطينيين، هو خطوة غيرُ متوقعةٍ من قبل حُكّام الدولة الخليجيّة، في ظلّ توثيق العلاقات بينهما بعد التوقيع على اتفاق التطبيع قبل سنة ونصف السنة، مُضيفةً أنّ الموقف الروسيّ من أحداث الأقصى كان أيضًا مفاجئًا جدًا بالنسبة لتل أبيب.
في السياق عينه، أكّدت المصادر أنّ الحديث الهاتفيّ الذي جرى مساء الثلاثاء بين الرئيس الإسرائيليّ، يتسحاق هرتسوغ، ونظيره التركيّ، رجب طيّب أردوغان، كان بناءً جدًا، ومثمرًا للغاية، مشيرةً إلى أنّ أردوغان، وخلافًا لتصريحاته في الماضي غير البعيد، عبّر فقط عن امتعاضه من تصرّفات القوى الإسرائيليّة المُتطرّفة، ولم يُوجّه أصابع اللوم والاتهّام لسياسة حكومة دولة الاحتلال التي يقودها نفتالي بينيت، مؤكّدةً في ذات الوقت أنّ الرئيس التركيّ أكّد مرّة أخرى إصراره على المضي قُدُمًا في التطبيع الكامل مع إسرائيل، وعمليًا، خلُصت المصادر إلى القول إنّ “أردوغان الجديد” يختلِف جوهريًا عن القديم، على حدّ وصفها.
إلى ذلك، ما زالت حكومة الاحتلال تتحسّب من اشتعال الأوضاع على الجبهة الجنوبيّة مع المقاومة الفلسطينيّة في قطاع غزّة، وتحديدًا مع حركة (حماس).