تساءل موقع "ناشونال إنترست" الأميركي المتخصص في الشؤون العسكرية والاستراتيجية عما إذا كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتن قد يلجأ إلى استخدام السلاح النووي في حربه بأوكرانيا.
وكان الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، حذر في وقت سابق من أبريل الجاري من احتمال أن يستخدم بوتن أسلحة نووية تكتيكية في حربه على أوكرانيا.
لكن روسيا نفت على لسان وزير خارجيتها، سيرغي لافروف، نيتها اللجوء إلى مثل هذا السلاح، مؤكدا "في هذه المرحلة ندرس خيار الأسلحة التقليدية فحسب".
وبدوره، يرى موقع "ناشونال إنترست" أن لدى بوتن خيارات لاستعمال السلاح النووي، كما أنها تهديداته السابقة باستخدامه ليست مطمئنة.
وناقش خبراء غربيون احتمال اندلاع الحرب العالمية الثالثة نتيجة الحرب في أوكرانيا، وتطرقوا إلى احتمال استخدام سلاح النووي مصغر، نظرا لمخزون روسيا الكبير من الأسلحة النووية التكتيكية ذات القوة المنخفضة نسبيا، بحيث يستطيع على سبيل المثال تدمير مدينة أو أجزاء منها، بخلاف الأسلحة النووية الاستراتيجية التي بوسعها تدمير دول بأكملها.
واعتبروا أن حيازة روسيا لكمية كبيرة من الأسلحة النووية التكتيكية يزيد من احتمال استخدامها في أوكرانيا.
وولّد هذا الاحتمال نقاشا بين الخبراء بشأن استراتيجية الولايات المتحدة المثلى لردع روسيا عن تنفيذ هجمات بهذه الأسلحة، فهل هو التهديد بالرد النووي الهائل والكارثي في حال استخدام أسلحة نووية؟ وهل لهذا التهديد مصداقية في حال استخدام الأسلحة النووية التكتيكية من جانب موسكو؟
أم على الولايات المتحدة وضع ترسانتها من الأسلحة النووية البالستية في حالة تأهب لضمان رد متناسب مع ما سيفعله الروس؟ وهل ستزيد التهديدات النووية الأميركية من جرأة بوتن في هذا المجال؟ وما هي حدود المخاطرة التي سيقدم عليها؟
لا توجد إجابة واضحة على هذه الأسئلة، فحالة الغموض الذي يجب على صانعي القرار في موسكو وواشنطن التعايش معها تجعل التحكم في التصعيد أمرا صعبا.
ومع ذلك، فإن احتمال استخدام السلاح النووي في أوكرانيا يثير احتمال إمكانية اندلاع حرب نووية "مصغرة"، وهي فكرة يرفضها محللو الأسلحة النووية، ففي الواقع يبدو صعبا تصور أي سيناريو يمكن أن يكون فيه منتصر في حرب نووية "مصغرة"، دون حدوث تصعيد من الطرف الآخر.
وعندما سئل وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، لدى سفره إلى ألمانيا للمشاركة في مؤتمر دعم أوكرانيا، الأسبوع الماضي، عن احتمال اندلاع حرب نووية، فأجاب: "لا أحد يريد أن يرى حربا نووية تحدث".
وتقول "ناشونال إنترست" إنه لحسن الحظ في الوقت الحالي، لا يزال كلا البلدين مهتمين بتجنب المواجهة المباشرة أو الحرب النووية، ولكن إلى متى يمكن لهذا الوضع الهش يمكن أن يستمر، فذاك سؤال آخر.