غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

محللون: ما يحدث في الأقصى مؤامرة كبيرة مخطط لها مسبقاً والاحتلال يحاول تقزيم الحدث

أحداث الأقصى (1).jpeg
شمس نيوز - محمد الخطيب

تواصل قوات الاحتلال وقطعان المستوطنين اقتحاماتهم وممارساتهم العنصرية داخل المسجد الأقصى، والتي أصيب واعتقل على إثرها العشرات، مدافعين عن أقصاهم ومسراهم من دنس الاحتلال.

ويحاول المستوطنون اقتحام المسجد بشكل يومي، عبر دعوات من جماعات استيطانية متطرفة لاقتحامه؛ لاستفزاز مشاعر المسلمين، وللاحتفال بما يسمى "يوم الاستقلال".

وجهان لعملة واحدة

الكاتب والمحلل السياسي وجية أبو ظريفة، يرى أنه لا يوجد فرق بين حكومة الاحتلال والمستوطنين، الذين يقومون باقتحام المسجد الأقصى، ويمارسون أعمال العنف والتخريب في الضفة الغربية، مبيناً أن حكومة الاحتلال هي راعية للعنف، والاستيطان، والتهويد.

وأضاف أبو ظريفة لـ "شمس نيوز" أن الحديث دائماً يدور حول المستوطنين وأنهم الجهة المتسلطة والوحيدة من "إسرائيل" التي تقوم بهذه الأفعال، والحقيقة أن حكومة الاحتلال تمارس التضليل والكذب؛ لتبعد النظر عنها وعن جرائمها بحق الفلسطينيين ومقدساتهم.

وأوضح أن من قام باتخاذ قرار اقتحام الأقصى والسماح للمستوطنين بممارسة هذه الاعتداءات، هي حكومة الاحتلال، وبتوجيه من رئيس الحكومة نفتالي بينت، مبيناً أن ما يحدث هو جزء من مؤامرة كبيرة مخطط لها مسبقاً، والتي تستهدف المقدسات الإسلامية والمسيحية.

وأشار أبو ظريفة، إلى أن دولة الاحتلال تريد فرض التقسيم الزماني والمكاني على الأقصى، وأن تجعل لهم موطئ قدم، وأن يصبح وجود المستوطنين والمتطرفين في باحات الأقصى أمراً طبيعياً، وليس مجرد اقتحامات.

وبيّن أن هذه الأحداث هي عملية كبرى ومتراكمة يواجهها الشعب الفلسطيني في الرباط بالأقصى، والمساندة الدائمة في الضفة، والاشتباك على مواقع التماس والحواجز العسكرية، وتواجهها المقاومة في غزة، بتوفير الحماية للمواطنين المقدسيين في الأقصى بالطرق التي تجدها مناسبة.

طعنة في خاصرة فلسطين

وعن موقف الدول العربية والإسلامية من الجرائم في التي يرتكبها الاحتلال، عبر أبو ظريفة عن أسفه من الصمت العربي والعالمي، أمام الجرائم التي تحدث، الأمر الذي يعطيها الضوء الأخضر لممارسة سياساتها العنصرية، لافتاً إلى أن الاحتلال يتمادى بعدوانه طالما لم يجد ظهيراً عربياً للمقاومة والقدس والأقصى.

وذكر أن الاحتلال لا يحترم قرارات الشرعية الدولية التي تعتبر القدس مدينة محتلة؛ الأمر الذي يساعده على القيام بكل مخططاته وممارساته ضد الفلسطينيين ومقدساتهم.

وحول الدول المطبعة، أكد الكاتب والمحلل السياسي، أنها شكلت طعنة في خاصرة فلسطين، وأن أعمال التواصل مع دولة الاحتلال والتعاون معها، يضعف عملياً من قدرة الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال.

وبيّن أنه لا فرق بين ما يقوم به الاحتلال من جرائم في القدس، وبين من يقف صامتا أمامها، متابعاً: أن "القدس والأقصى ليست قضية فلسطينية بحتة، وإنما قضية عربية، إسلامية، وإنسانية في المقام الأول، ويجب على الجميع أن يكون على نفس الموقف وهو رفض الممارسات الإسرائيلية والوقوف في وجه الاحتلال، وعدم الصمت والسكوت عما يجري في الأقصى".

ورجح أبو ظريفة، أن الاحتلال سيستمر بممارسة مخططاته ضد الفلسطينيين، ولكنه سيلاقي مواجهة شرسة وقوية من الشعب الفلسطيني، وليس من الضروري أن تنجح هذه المحاولات خاصة مع صمود شعبنا في الضفة وغزة والقدس، والذي يعتبر خط الدفاع الأول عن المقدسات.

وتمنّى أبو ظريفة، أن يكون هناك قوة داعمة ومساندة وحليفة للشعب الفلسطيني، تقوم بالضغط على الاحتلال وتعمل على إفشال مخططاته، لافتاً إلى أن شعبنا لديه قدرات كبيرة يجب أن يستغلها وأن يطور قدرته عليها، وأولها ترجع لوحدة الموقف الفلسطيني، وتشكيل جبهة موحدة ضد الاحتلال.

مخططات عملية

من جهته، يرى الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل، أن مخططات الاحتلال التوسعية على كل الأرض الفلسطينية مخططات واضحة عملياً، وليست مجرد مخططات نظرية وتمارس يوميا، وبالتالي "إسرائيل" تركز على القدس والمسجد الأقصى والبعد الديني وحرية العبادات؛ لتضليل العالم والشعوب حول حقيقة ما يجري.

وأوضح عوكل لـ "شمس نيوز"، أن "إسرائيل" تحاول فرض تقسيم زماني ومكاني في الأقصى، على غرار المسجد الإبراهيمي، ومن المهم التصدي لذلك؛ لمنع تحقيق أهداف الاحتلال.

وقال: "إن هناك محاولات من قبل قادة الاحتلال مثل، بينت وغانتس بتصوير المسألة من الجانبين على أن ما يحدث هو بضعة مشاغبين فلسطينيين، ومتطرفين يهود، يتنازعون داخل الأقصى، واستغلال ما يحدث باتهام الفلسطينيين بالإرهاب".

وأضاف عوكل "أن هذا الأمر لن يمر على المجتمع الدولي ولا الفلسطينيين، والصورة أصبحت واضحة بالنسبة للجميع، والمشهد العام في العلاقة بين الفلسطيني و"إسرائيل" هو مشهد صراع وتوتر دائم".

وأشار إلى أن الصراعات في القدس لا تتوقف، وهي أصبحت واحدة من مؤشرات دولة عنصرية إرهابية، لا تعترف بالفلسطينيين وحقوقهم؛ لذلك يجب أن تبقى هذه المواجهة والصراع محتدم والشعب الفلسطيني مستعد دائما للمقاومة والمواجهة.

لا يحك جلدك إلا ظفرك

وحول الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي، رجح عوكل أنه طويل، وأن الفلسطينيين سيبقون في حالة تحدٍ، وسينجحون دائماً بمنع المستوطنين من ممارسة مخططاتهم العنصرية بحق الشعب الفلسطيني.

وأكد أن الفلسطينيين هم خط المواجهة الأول، وأنه على الدول العربية والإسلامية ألا تكتفي ببيانات الشجب والاستنكار.

واعتقد أنه لا يجب علينا أن نتوقع إسناداً وموقفاً عادلاً من الدول المطبعة، التي تستقبل المستوطنين وقادة الاحتلال، ويقدمون لهم التسهيلات في الدول العربية، متابعا: "لا نستطيع أن نتجاهل الأمة العربية والإسلامية، وعلينا دائماً أن نناشدهم لنصرة أقصانا ومسرانا".