غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

المزيرعة مش "إلعاد"

قرية المزيرعة.jpg
شمس نيوز -فلسطين المحتلة

قفز اسم قرية المزيرعة المهجر سكانها عام 1948 خلال الساعات الماضية إلى الواجهة، وذلك بعد العملية الفدائية التي نفذها مقاومَان فلسطينيان داخل مستوطنة "إلعاد" المقامة على أنقاض القرية المهجرة.

وشهدت مستوطنة "إلعاد" إلى الشرق من تل أبيب الليلة قبل الماضية عملية نفذها مقاومان فلسطينيان أسفرت عن مقتل 3 مستوطنين وإصابة 6 آخرين بجراح بعضها خطيرة، إلا أن اللافت في الأمر هو مكان العملية.

و"إلعاد" هي بؤرة استيطانية أنشأها الاحتلال الإسرائيلي على حساب قرية المزيرعة التي هجر الاحتلال أصحابها الأصليين عام 1948 والتي تقع إلى الشمال من مدينة اللد وإلى الجنوب من مجدل يابا (مجدل الصادق)، كما تقع على بعد 15 كم من مدينة الرملة وإلى الشمال الشرقي منها، وترتفع 110م عن سطح البحر، وجنوب شرق يافا.

ومستعمرة "إلعاد" أنشأت حديثا، حيث تم بنائها فوق أنقاض القرية المسلوبة عام 1998 بعد أن بقيت لسنوات دون أهلها الأصليين.

كانت القرية تنهض على تل من الصخر الكلسي عند مرتفعات رام الله المشرفة على السهل الساحلي، وكان وادي الساحوري يمر من تخومها الجنوبية فاصلاً بينها وبين قرية قولة.

وكانت المزيرعة على الجانب الشرقي من الطريق العام الممتد من الرملة إلى تل أبيب ويافا، عبر مجدل يابا، كما كانت تبعد نحو كيلومتر إلى الشرق من خط السكة الحديد الممتد بين الرملة وحيفا.

في سنة 1596، كانت المزيرعة قرية في ناحية جبال قُبال (لواء نابلس)، وعدد سكانها (539) نسمة، وكانت تؤدي الضرائب على عدد من الغلال كالقمح والشعير والزيتون، بالإضافة إلى عناصر أخرى من الإنتاج كالماعز وخلايا النحل.

ويبدو أن المزيرعة هجرها سكانها في القرن السابع عشر، لتعود فتؤهل في القرن الثامن عشر بقدوم آل الرميح إليها من موطنهم الأصلي دير غسانة - من قرى الضفة الغربية اليوم -.

اتخذت المزيرعة شكل نجمة، إذ راحت منازلها المبنية في معظمها بالطوب تمتد على جوانب شبكة الطرق التي تصلها بسواها من المواقع الريفية،

وكان سكانها في معظمهم من المسلمين، ولهم مسجد وسطها.

اعتمد سكان القرية على الزراعة كأهم نشاط اقتصادي، وأهم محاصيلهم الحبوب البعلية والثمار من الأشجار المروية.

في 1944/1945، كان ما مجموعه (953) دونماً مخصصاً للحمضيات والموز، و(5895) دونماً للحبوب، و(35) دونماً مروياً أو مستخدماً للبساتين.

وكان في جوار القرية خرب عدة، فضلاً عن الضريح الروماني الذي حول إلى مسجد، فعلى بعد نحو كيلومتر في اتجاه الشمال الشرقي، كانت خربة زخرين، وهي موقع روماني- بيزنطي كان آهلاً أيام المماليك والعثمانيين، ولم تزل التنقيبات جارية هناك منذ سنة 1982.

تهجير القرية

قامت المنظمات الصهيونية المسلحة بهدم القرية عام 1948 وتشريد أهلها البالغ عددهم (1346) نسمة معظمهم من عائلة الرمحي التي تقسم إلى فروع. وأقام الصهاينة على أراضيها مستعمرة (مازور) عام 1949، وفي نفس العام أيضاً أنُشأت على أراضيها مستعمرة "نحاليم".

وبلغ مجموع اللاجئين من هذه القرية في عام 1998 حوالي (8263) نسمة.

واحتُلت قرية المزيرعة في إطار عملية "داني"، فيما يقول الكاتب المصري محمد عبد المنعم إنها احتلت في سياق العملية، يوم 12 تموز/يوليو 1948؛ إذ شنت العصابات الصهيونية هجوماً على الرملة من محاور ثلاثة.

والوحدة التي احتلت القرية، بحسب هذه الرواية، هي تلك التي هاجمت الرملة من الشمال مكتسحة المزيرعة وقرية قولة المجاورة، قبل أن تبلغ غايتها.

القرية اليوم

أُسست مستعمرة "نحاليم"، في سنة 1949، في القسم الشمالي الغربي من أراضي القرية، وأُنشئت مستعمرة "مازور"، في سنة 1949، في الجانب الغربي من أراضي القرية.

غُرست الأشجار الحرجية في معظم أنحاء الموقع، وحُولت منازل القرية إلى أنقاض، ما فيما بقي بعضا منها وتشاهد المصاطب الحجرية وآجام الصبار في الموقع.

وفي مواجهة الدعاية الإسرائيلية الخبيثة القائمة على الكذب والتدليس ولتشكيل الوعي تجاه الهوية الفلسطينية أطلق طلبة جامعيون في قطاع غزة حملة "#مسمهاش_هيك" لمحاربة التسميات الإسرائيلية للقرى والبلدات العربية المحتلة والمهجر سكانها والتي باتت تؤتي أكلها، وتحقق انجازات مهمة محلياً، وعربياً، ودولياً.