في صفوف الراشدين، يُعرّف النوم الصحّي بأنّه الرقود الليلي لستّ ساعات إلى عشر منها، متواصلة وعميقة وكافية لاستيقاظ الناس في اليوم التالي، مُفعمين بالطاقة.. في حين تركّز الإرشادات الصحّية على ضرورة النوم الكافي والعميق في كلّ ليلة، وتعظّم أمر "النوم الخفيف" المسؤول عن توليد مشكلات صحّية بالجملة، يقلّ الحديث، بالمقابل، عن النوم الطويل أو المفرط، الحالة التي نسلّط الضوء عليها، في معلومات مستمدّة من الاختصاصي في الطبّ العام الدكتور بلال كرامي.
يشير الدكتور كرامي إلى أن النوم المفرط لساعات متواصلة تتجاوز العشر، أو النوم خلال الليل والنهار لساعات يزيد مجموعها على العشر دليل غير صحّي يؤشّر إلى الأمراض الآتية:
- كسل الغدة الدرقية وعجزها عن إفراز الهرمونات الكافية.
- مشكلات القلب، ولا سيّما الضعف في عضلة القلب.
- السكّري، سواء تعلّق الأمر بهبوط معدّلاته أو بارتفاعها، ما يشعر المريض بالتعب والنعاس الذي يقوده إلى السرير منهك القوى، وصولاً إلى الغيبوبة!
- انقطاع النفس الانسدادي النومي الذي يواجهه السمينون بخاصّة، والمشكلات التنفسيّة الأخرى كاللحميّة والانسداد الرئوي المزمن أو ضخامة الزلعوم... تعيق الحالات المذكورة المصابين عن النوم الطبيعي، لأن هؤلاء لا يحصلون على الكمّ الكافي من الأُكسجين أثناء الرقود، فيستيقظون ناعسين! في هذا الإطار، يدعو الطبيب كرامي الأشخاص الذين يعانون من مشكلات رئويّة، وينامون طويلاً، إلى فحص معدّل ثاني أُكسيد الكربون في الدم، وفحص تخطيط النفس أثناء النوم لحسن تشخيص الحالة. حتّى لو كانت نسبة الأُكسيجين في الدم طبيعيّة، فإن ارتفاع معدّل ثاني أُكسيد الكربون في الدم، بصورة تدريجيّة، يجعل النعاس يغالب المصابين، ما يفسّر النوم لساعات طويلة، وصولاً إلى ما يشبه الغيبوبة، إلى حدّ يصعب إيقاظهم!
- نقص صوديوم الدم يقود أيضاً إلى الخمول، فالنوم المفرط. مع تمكّن المشكلة من المصاب، يعرف الأخير الغيبوبة. من أسباب الحالة، تعاطي الأدوية التي تدرّ البول.
- فقر الدم الحادّ يتعب الجسم، الذي يستسلم للنوم طويلاً.
- العدوى في صفوف المسنّين (65 عاماً فما فوق)، كالإصابة بالتهاب البول أو بالالتهاب الرئوي، قد تتمظهر في النوم المفرط، ما يحتّم مراجعة الطبيب عند ملاحظة مرافقي كبار السنّ للحالة بصورة مستجدّة.
الكآبة مسؤولة
أضف إلى ذلك، يُغلّف النوم الطويل حالة الكآبة حسب الطبيب، فالمصابون بالاضطراب المزاجي المذكور يعانون من القلق والأرق الذي يسرق النوم من عيونهم، أو هم على النقيض بذلك ينامون طويلاً نتيجة فقدان الاهتمام بأمور الحياة أو بأي نشاطات كانت تهمّهم من قبل. أضف إلى ذلك، يسلّط الطبيب الضوء على الأرق، في صفوف معظم الشاكين من المشكلات النفسيّة، الحالة التي يتبعها النوم خلال النهار، ما يجعل ساعات النوم تزيد عن العشر.
من جهة ثانية، يحمّل الطبيب بعض الأدوية مسؤولية فرط النوم، كمضادات الكآبة والهلوسة والعقاقير المعالجة للأمراض العصبية أو تلك التي تصرف للمساعدة في النوم.
نمط الحياة
هناك عادات سيّئة تؤثر سلباً في نمط النوم، كالإفراط في تناول الكافيين والتدخين والسمنة الزائدة وتناول وجبات دهنيّة قبيل النوم وخربطة مواعيد اليوم، كالاستيقاظ خلال الليل والرقود في الصباح ما يقود إلى مجموع ساعات مبالغ به من النوم...
إلى ذلك، ينبّه الطبيب من الاستلقاء طوال الوقت، سواء أثناء مشاهدة التلفاز أو أداء معظم النشاطات في السرير، عوضاً عن الخروج وممارسة الرياضة في الهواء الطلق، ما يفقد الجسم حيويته ويخمل المرء ويبث فيه الشعور بالنعاس المتواصل. لذا، يدعو قرّاء «سيدتي» إلى الحفاظ على روتين النوم أي الخلود إلى الفراش في وقت مبكر، وفي الموعد عينه في كلّ ليلة، وكذا الاستيقاظ. بذا، يضبط المرء ساعته البيولوجية.
علاج دوائي
عن علاج النوم المفرط، هناك أدوية توصف حسب المسبّب الطبّي، أمّا في مجال الأمراض التنفّسية، فقد تتطلّب حالات معيّنة الحصول على الأُكسجين أثناء النوم للهناء به، أو النوم بالاستعانة بجهاز يسمّى (CPAP)، والأخير شكل من أجهزة التنفس يُبقي مجرى الهواء مفتوحاً من دون عائق.
من جهة ثانية، هناك أدوية تنظّم حالة الرقود.