شمس نيوز /عبدالله مغاري
أي نوع من أنواع الأمن والاستقرار, ذلك الذي يمكن أن ينعم به سكان قرى وبلدات فلسطينية, أصبح فيها التعرض لشتى أنواع الاعتداءات بشكل يومي, أمرا لا مفر منه على يد أناس كانت ولا زالت صفات الحقد والغدر والإجرام أبرز صفاتهم .
لم يكتف المستوطنون بما سلبوه من الأراضي الفلسطينية, فما زالت مخططات التوسع الاستيطاني وتهجير السكان الفلسطينيين قيد التنفيذ, فالأعمال الاستفزازية ,وقطع الطرقات ,وحرق الأشجار, والاعتداء بالضرب, وتخريب الممتلكات, أبرز الإجراءات الممنهجة التي يتبعها المستوطنون تحت ما يسمي بسياسة "تدفيع الثمن".
تلك السياسة التي يحاول المستوطنون من خلالها تهجير السكان, والضغط على الحكومة الإسرائيلية لعدم تقديم أي تنازلات للجانب الفلسطيني بخصوص بناء المستوطنات, مع غياب الردع الإسرائيلي لاعتداءات المستوطنين، وكل هذا يندرج تحت سياسة وضعتها دولة الاحتلال لتهجير أصحاب الأرض للمرة الثانية.
إرهاب حقيقي:
المواطن "محمد عادي " الذي يسكن بلدة بيت أمر الواقعة شمال الخليل , أكد أن سكان البلدة يتعرضون وبشكل مستمر لاعتداءات همجية من قبل المستوطنين وقوات الاحتلال الإسرائيلي التي تقتحم القرية من وقت لآخر , مشيرا إلى أن البلدة باتت على وشك أن تصبح منطقة عسكرية مغلقة.
وقال "عادي" في حديثه لمراسل "شمس نيوز": نتعرض بشكل يومي للاعتداءات الإسرائيلية, خلال تنقلنا من وإلى البلدة, وبجانب المعاناة على الحواجز التي يضعها الجيش نتعرض لاعتداءات المستوطنين".
وأشار "عادي" إلى أن المستوطنين الذين يسكنون مستوطنتي "كرمي تسور" و "بيت عين " يقومون بجولات استفزازية من وقت لآخر، بجانب اعتدائهم على المزارعين ومحاولاتهم سرقة بعض الممتلكات وتخريب أخرى.
أما الطالب الجامعي "محمد سراحنة" فعبر عن حالة الخوف التي يعيشها طلاب وطالبات جامعته جراء الممارسات الهمجية, التي يقوم بها المستوطنون على الطرقات العامة, ليقول لمراسل "شمس نيوز": المستوطنون يتعرضون للطلاب خلال توجههم للجامعات، ويرتكبون كثيرا من الممارسات التي تؤدي إلى إعاقة حركة المواطن الفلسطيني والطالب الجامعي".
ويضيف: في كثير من الأوقات تؤدي اعتداءات المستوطنين لتأخيرنا عن الدوام, وفي الغالب تندلع اشتباكات بالحجارة وتتدخل القوات الصهيونية وتبدأ بإطلاق الغاز والرصاص".
الجيش شريك لهم:
المواطن "إسماعيل الحشاش" الذي يسكن قرية بيت وزن غرب نابلس, يوضح أن جيش الاحتلال الإسرائيلي شريك ومؤيد للمستوطنين في اعتداءاتهم على سكان القرى والبلدات الفلسطينية, من خلال حمايتهم وتأمين الطرق لهم للقيام بأعمال العربدة والتخريب.
وقال "الحشاش" لـ"شمش نيوز": بجانب ما يقوم به الجيش الإسرائيلي من سيطرة على الأراضي الفلسطينية ومنحها للمستوطنين, يقوم أيضا بحماية المستوطنين, كما يقوم المستوطنون بإغلاق الطرق وإعاقة حركة المواطنين أمام مرأى ومسمع جيش لاحتلال".
ويتابع بالقول: حتى عندما تحدث مناوشات بين المستوطنين والشبان يقوم الجيش بالاعتداء على الفلسطينيين ويعتقلهم ويسمح للمستوطنين بضربهم والإساءة لهم".
شعور بعدم الأمان:
في ذات السياق، أكد أستاذ الإعلام في كلية فلسطين التقنية بسام حداد، أن قوات من الجيش الإسرائيلي ترافق المستوطنين الذين يقومون بالتعرض لطلاب الكلية, مشيرا إلى أن تلك الممارسات أوجدت شعورا بعدم الأمان لكل رواد وزوار الكلية.
وأوضح "حداد "في حديثه لـ"شمس نيوز أن وقوع الكلية على شارع رئيسي يربط بين بيت لحم والخليل وقربها من مخيم العروب جعل طلابها يتعرضون لخطر المستوطنين بشكل يومي وتحت حماية الجيش الذي يتواجد في مواقع عسكرية قريبة من الكلية.
مقاومة شعبية:
الناشط الشبابي "علي البلاصي " يؤكد على أن كافة الاعتداءات التي يقوم بها المستوطنون يتم التصدي لها من قبل الشبان وأهالي القرى والبلدات الفلسطينية, مشيرا إلى أن العديد من الحملات والمبادرات الشعبية تم إطلاقها لمواجهة خطر المستوطنين .
وقال "البلاصي" لـ"شمس نيوز" :كافة الاعتداءات الإسرائيلية سواء من الجيش أو من المستوطنين يتم مواجهتها من قبل الأهالي وغالبا ما يتدخل الجيش وتتحول إلى مواجهات واعتقالات جماعية".
ويضيف: في كثير من الأوقات يقوم الشبان بإطلاق حملات ومبادرات لمواجهة خطر الاستيطان والمستوطنين، وخرجنا في مسيرات لمواجهة الجدار والاعتداءات".
ونوه "البلاصي" إلى ضرورة إيجاد سياسة واضحة واتباع أساليب مدروسة لمواجهة خطر الاستيطان والمستوطنين لافتا إلى ضرورة إشراك كافة المستويات الشعبية والرسمية في وضع خطة دفاع واحدة لمواجهة المستوطنين.
وكانت سجلت مراكز ومؤسسات حقوقية 790 اعتداء من قبل المستوطنون على الفلسطينيين وممتلكاتهم خلال عام 2014بجانب اقتلاع وحرق وتدمير وتجريف10.596 شجرة ,ومصادرة7,263 دونما يملكها الفلسطينيون لصالح توسيع المستوطنات والبؤر الاستيطانية والمشروع التوسعي الإسرائيلي بشكل عام.