قرابة ثلاثة عشر عامًا وبرنامج "بانوراما القدس" الذي يبث على أثير إذاعة القدس، يعمل على إنهاء قضايا المواطنين، سواء كانت مع الجهات الحكومية، أو المؤسسات، أو البلديات، أو القطاع الخاص.

وعلى الموازاة يفسح البرنامج المجال أمام الحالات الإنسانية الطارئة، والتي تكون بحاجة إلى تقديم مساعدات عاجلة، رغم أن الإذاعة تخصص برنامجًا خاصًا بهذه الحالات، إلا أن البانورما تبقى وجهة المواطنين الأولى.

في حلقة "بانوراما القدس" التي عرضت صباح يوم الاثنين، 16/5/2022، شهدت مداخلتين لحالات بحاجة طارئة لحل مشكلتهما، الحالة الأولى للمواطن علاء أبو سندس من الخليل توفي والده قبل نحو أسبوعين، ليتمسك المواطن بوصية الوالد بضرورة سد دين لأحد العمال من قطاع غزة، والذي عمل معه في الأراضي المحتلة قبيل بدء انتفاضة الأقصى، قبل أن يطرده الاحتلال دون أن يكمل للعامل أجره.

أما الحالة الثانية والتي كان لها رواج كبير بين متابعي ومستمعي البرنامج هي للمواطن نهاد جربوع من مدينة رفح جنوب قطاع غزة، الذي روى وضعه الصحي والوضع الصحي لزوجته، مبينًا أنه من الأشخاص ذوي الإعاقة الحركية، وزوجته تعرضت لبتر في قدميها؛ نتيجة ما قال إنه خطأ طبي؛ لتصبح العائلة محمولة على الكراسي المتحركة.

ووفق ما قاله جربوع، فإن زوجته بحاجة لعملية جراحية في الأيدي؛ خوفًا من انتقال المرض لهما، وبترهما، موضحًا أن تلك العملية تجرى في أحد المشافي الخاصة، وبحاجة لنحو 5000 شيكل، قررت المشفى إعفاءه من نصف تلك التكاليف لتصبح العملية بـ2500 شيكلًا.

يضيف "بعد أن قررت المشفى إعفائي من النصف، بدأت بجمع المساعدات إلى حين أكملت نحو 1300شيكلًا كتكلفة للعملية فقط دون باقي الاحتياجات"، مناشدًا أهل الخير والناس بأن يعملوا على مساعدته لإكمال العملية لزوجته، ومتابعة الأمر بعد ذلك.

وقبل انتهاء المواطن جربوع من إكمال مناشدته، وإذ بمداخلة إلى قسم الكنترول في الإذاعة من أحد المواطنين وأهل الخير ليعلن -دون الكشف عن هويته- أنه سيتكفل بتكاليف تلك العملية بالكامل.

ولم يكتف الأمر عند ذلك، وفق ما روى مقدم البرنامج الزميل محمد قنيطة، بل إن العشرات من المواطنين الذين أرادوا المشاركة في مساعدة هذه العائلة، وتقديم يد العون لها من خلال تقديم ما يريدون تقديمه إلى الإذاعة، أو من خلال طلب رقم العائلة لزيارتها وتوفير ما يمكن توفيره.

هذه الروح يرى فيها قنيطة خلال حديثه لمراسل "شمس نيوز"، أنها تعكس مدى حالة الألفة لدى الأهالي والمواطنين الذين يسعون إلى تقديم الخير ويد العون للفئات المعوزة والمحتاجة.

وقال: "آمل بأن تكون هذه الروح متوفرة لدى جميع المقتدرين؛ كون هذه الأعمال الخيرة هي التي تنمي الرزق، وتعلي وترفع أصحابها كما ورد في القرآن الكريم وفي السنة النبوية".

وعند سؤاله عن الشعور الذي يشعره خلال إنهائه لقضايا المواطنين في مختلف المشاكل التي تواجههم، سواء مع الجهات الحكومية أو غيرها قال: "أشعر بالسعادة؛ لأن الله جعلنا سببًا لكي نوصل الأصوات والمناشدات لأصحابها، ونكون سببًا في إنهاء مختلف القضايا".

وعبَّر قنيطة عن سعادته بثقة واهتمام المواطنين ببرنامجه، وعمل المسؤولين والجهات التي يطرق البرنامج بابها للاستجابة لنداءات البانوراما، والعمل على إنهاء قضايا المواطنين بقدر المستطاع.

الجدير ذكره أن برنامج "بانوراما القدس"، يأتي عبر أثير إذاعة القدس يوميًا عند الساعة العاشرة صباحًا، وعمل البرنامج منذ أولى حلقاته مع الزميل محمد قنيطة عام 2009 على إنهاء المئات من القضايا والمشاكل العالقة سواء بين المواطنين والجهات الرسمية بمختلف مسمياتها، أو بين المواطنين والمواطنين