غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

الكتيبة تتحول إلى كتائب

كتيبة جنين.jpg
بقلم/ خالد صادق

لطالما تحدثت فصائل المقاومة الفلسطينية عن أهمية تحرك الضفة الغربية لمواجهة سياسة الاحتلال الصهيوني واطماعه العدوانية في الضفة وفي فلسطين, حيث التوسع والبناء الاستيطاني, ومصادرة الأراضي, والسطوة على المقدسات الإسلامية (الحرم الابراهيمي الشريف -وقبر يوسف عليه السلام- ومسجد بلال "قبة راحيل"), الضفة التي تطلق عليها "إسرائيل" اسم " يهودا والسامرة" وتتعامل معها على انها جزء مما يسمى "بدولة إسرائيل" فتتخذ قرار بإخلاء الخان الأحمر, والاغوار الشمالية, وتفريغهما من السكان الفلسطينيين, ثم تقسم المناطق في الضفة الى كانتونات منعزلة ومنفصلة عن بعضها البعض, وتقيم نحو 650 حاجزا عسكريا في الضفة المحتلة,  وتتعامل مع السلطة على انها مجرد "إدارة مدنية" او بلدية لتسيير أحوال الناس, وليس لها أي سلطة حقيقية على الأرض, وبما ان الضفة ساحة احتكاك مباشر بين الفلسطينيين وجنود الاحتلال وقطعان مستوطنية, كان لزامات على الفصائل الفلسطينية ان تتحرك لتفعيل المقاومة في الضفة, من خلال حالة التثوير والتحريض ضد الاحتلال الصهيوني وتسليح الضفة, ولم تخف الفصائل الفلسطينية نواياها, وتحركت في تحدي كبير للاحتلال لكي تدعم أهلنا في الضفة بكل اشكال الدعم, ووجهت خطابها المباشر لأهلنا في الضفة للدفاع عن انفسهم وارضهم ومسجدهم الأقصى, والدفاع عن الحرم الابراهيمي والمقدسات الإسلامية والمسيحية, فكانت العمليات البطولية في النقب والخضيرة وبني براك وديزنغوف قلب الكيان الصهيوني وعملية العاد البطولية, وشكلت جنين بكتيبتها المباركة البداية الحقيقية للاشتباك مع الاحتلال, وحققت إنجازات كثيرة بفعل أدائها النضالي الكبير.

كتيبة جنين التابعة لسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي مثلت حالة فريدة لشعبنا في الضفة المحتلة, وأثبتت على قدرة المقاومة الفلسطينية في مشاغلة الاحتلال ووقف اطماعه العدوانية والتصدي له, رغم الانتشار الصهيوني المكثف في الضفة والتنسيق الأمني مع السلطة الفلسطينية, فباتت جنين محرمة على جنود الاحتلال الصهيوني, وان تجرؤا ودخلوها فسيخرجون وهم يحملون جثامين قتلاهم, هذه الحالة امتدت الى نابلس وطولكرم وستظهر الى النور في مدن أخرى بالضفة المحتلة, بالأمس فقط ظهر مقاتلو من "كتيبة نابلس" التابعة لسرايا القدس, خلال تشييع جثمان الشهيد غيث رفيق يامين (16 عاما) في نابلس بالضفة المحتلة. وهذا الظهور الأول لمقالتي الكتيبة والتي أعلن عن انطلاقها، مساء الثلاثاء، بتنفيذ مجاهديها لكمين محكم ضد قوات الاحتلال التي اقتحمت المدينة لتأمين اقتحام المستوطنين لقبر يوسف شرق نابلس بالضفة المحتلة. وقالت الكتيبة في بيان صحفي لها: " تعلن سرايا القدس- كتيبة نابلس عن انطلاقتها المباركة بعمل جهادي مبارك وأكدت سرايا القدس - كتيبة نابلس، أن تصون دماء الشهداء الأبطال، وأن تستمر على درب الجهاد والمقاومة، قائلة: "إن سرايانا المظفرة ستبقى تقف لهذا الاحتلال بالمرصاد ", وحركة الإسلامي تؤمن بقدرة المقاومة على تحقيق انتصار على العدو الصهيوني فالأمين لعام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، القائد زياد النخالة، قال ان معركة "سيف القدس" أكّدت إمكانية تحقيق الانتصار على العدو، والمقاومة يجب أن تحافظ دائماً على حالة الاشتباك, وشدد على أن العرب والمسلمون، شعوباً وأفراداً، مطالَبون بدعم المقاومة, والفصائل على دور في اشعال المواجهة.

يجب ان ندرك اننا نخوض مع الاحتلال سياسة عض الأصابع وفرص التصعيد العسكري تكبر وتتزايد يوما بعد يوم, ونحن في هذه المرحلة النضالية الجديدة التي أسست لها ملحمة سيف القدس البطولية مطالبون بالصبر والتحمل لأجل الاستكمال إنجازات ملحمة سيف القدس, وإدخال الاحتلال الصهيوني في دوامة الصراع الداخلي بينه وبين الإسرائيليين والمعارضة, فهذا سيضعف من جبهته الداخلية, وسيؤدي الى المزيد من التشرذم, وفي ظل المشهد السياسي الإسرائيلي الراهن، وما يحمله من فرص تطور تصب في دعم الخطاب اليميني بشكل مباشر وغير مباشر، والسياسات الناتجة عن تلك الأوضاع. يقول خبراء ومراقبون انه ورغم ما يعرف عن رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، زعيم حزب يمينا (يمين)، من دعم للاستيطان، وتأكيده على استمرار وتعزيز الاستيطان  منذ توليه السلطة في يونيو الماضي، فإن وصف الحكومة القائمة بأنها حكومة ضعيفة وهشة بحكم تشكيلها، واستهدافها المستمر من قبل المعارضة بخطاب الضعف, وفقد القدرة على حماية الأمن الإسرائيلي، يساهم في وضع سياسات الاستيطان في ساحة المزايدة السياسية بين حكومة بينيت والمعارضة, وخاصة حزب الليكود ورئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو, وهذا معناه ان حكومة بينت قد تتخذ خطوة استباقية للبحث عن انجاز يحسب لها ويقوي فرصها في الانتخابات القادمة, من خلا تصعيد عسكري مع غزة, والمغامرة بعملية جديدة غير محددة الأهداف, انما حكومة بينت تسعى لاستخدام صورة القتل والتدمير والخراب لاسترداد ماء وجهها امام الإسرائيليين وخاصة "اليمين" تماما كما سوقت لصورة قتل الزميلة الصحفية شيرين أبو عاقلة.

"جميع المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي "شمس نيوز".