غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

من أين تأتي الصفعة لإسرائيل؟!

خالد صادق.jfif
قلم/ خالد صادق

الشارع الفلسطيني يغلي ويقف على بركان من الغضب، فما حدث في القدس، وما يحدث في الضفة من تنظيم مسيرات اعلام في الخليل وغيرها، وما نشهده من هجمات لقطعان المستوطنين الصهاينة على الفلسطينيين وتكسير محلاتهم التجارية وسياراتهم، والاعتداء على بيوت الفلسطينيين، يزيد من الغليان، ويؤسس لانتفاضة عارمة في وجه الاحتلال، فهناك اقتحامات من الجيش النازي الصهيوني للمدن الفلسطينية، حيث تم اقتحام مدينة جنين وسط مواجهات واشتباكات مع مقاومين فلسطينيين. فقد اجتاحت قوات الاحتلال حي الجابريات بمدينة جنين، وقامت بإطلاق النار تجاه الشبان الذين تصدوا لقوات الاحتلال. واشتبك المقاومون الفلسطينيون مع قوات الاحتلال في الحي، وفي وقت سابق استهدف مقاومون حاجز الجلمة شمال جنين بعبوة متفجرة محلية الصنع. وخلال الـ 24 ساعة الماضية، نفذ مقاومون من كتيبتي جنين ونابلس التابعتين لسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين 12 عملية إطلاق نار, استهدفت مواقع عسكرية, وحواجز ومركبات وحافلات إسرائيلية في مختلف مناطق الضفة, وتقديرات الاحتلال الصهيوني تشير الى زيادة في العمليات الفدائية, ونشاط اكبر للمقاومين للرد على انتهاكات الاحتلال وقطعان مستوطنيه الصهاينة في القدس, ويبدو ان عودة حكومة الاحتلال الصهيوني لاستئناف مناورات ما تسمى «بعربات النار» لمدة أسبوع, تأتي في اطار الاستعداد لمواجهة عسكرية قادمة من الجبهة الجنوبية «قطاع غزة» او من الجبهة الشمالية, «لبنان وحزب الله», «فإسرائيل» تدرك اكثر من غيرها ان المقاومة لن تصمت على ما حدث ويحدث في القدس وان الرد قادم.

حالة الرعب التي تعيشها «إسرائيل» امتدت الى الخارج حيث أعلنت ما تسمى بالهيئة العامة للبث الإسرائيلي إن «الحكومة قررت رفع حالة التأهب في ممثلياتها حول العالم بعد مقتل ضابط إيراني في طهران فربما تأتي الصفعة من حيث لا تدري, كما ان تحول الموقف الروسي من «إسرائيل» يزيد من قلقها, حيث عززت من قواتها في جبهة الجولان, ويبدو ان نفتالي بينت لن يستطيع الترويج لما أسماه «انتصاره» في القدس على الفلسطينيين وانفاذ مسيرة الاعلام, حيث رأي محللون صهاينة أن الأحداث في القدس المحتلة، لم تثبت وجود سيادة إسرائيلية عليها، باستثناء استعراض قوة الاحتلال الأمنية, إلى جانب المظاهر العنصرية للمشاركين في «مسيرة الأعلام» الاستفزازية، وأن تقديرات جيش الاحتلال ما زالت تشير إلى أن المقاومة في قطاع غزة ليست معنية بالتصعيد، حاليا, وقد انتقد عاموس هرئيل المحلل العسكري في صحيفة هآرتس سلوك المستوطنين خلال المسيرة وقال «حدثت ووُثقت أحداث بشعة كثيرة» خلال اعتداءات المشاركين في المسيرة على مقدسيين، «وجرى التوضيح من خلالها أن الرؤية العنصرية لمئير كهانا بات يؤيدها كثيرون في الجيل الحالي. ودل الاحترام الكبير الذي استقبل من خلال كبير الكهانيين، عضو الكنيست إيتمار بن غفير، على خطورة الوضع», وهو بذلك يشير الى ان «إسرائيل» ماضية نحو العنصرية والتطرف بأشكاله البشعة، والتي ستهتز من خلالها صورة «إسرائيل» امام العالم، تلك الصورة التي كشفت عنها جريمة استهداف الزميلة الصحفية شيرين أبو عاقلة، واكتملت البشاعة بشكل أكبر خلال «مسيرة الاعلام» حيث تم الاعتداء على الإعلاميين بشكل ممنهج كي تكتمل صورة الردع.

امام بشاعة ما يحدث في القدس, وامام همجية قطعان المستوطنين الذين هتفوا خلال المسيرة بالموت للعرب, وقالوا ان العربي الجيد هو العربي الميت, وامام الانتهاكات التي تعرض ويتعرض لها كل لحظة المسجد الأقصى المبارك, واستمرار مسلسل القتل واراقة الدماء, وقبل ان يتم تطهير الأقصى من اقدام الصهاينة «النجسة» التي داسته, قامت دولة الإمارات العربية المتحدة بتوقيع اتفاقية شراكة اقتصادية شاملة مع «إسرائيل» بهدف توطيد العلاقات التجارية والاستثمارية وصولاً إلى 10 مليارات دولار سنوياً في غضون الأعوام الخمسة المقبلة, ووقعت اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بين الإمارات و»إسرائيل», بعد ان صمت الامارات اذانها تماما عن هتافات المستوطنين بالموت للعرب, واحتفلت البحرين وقبلها الامارات مع الإسرائيليين بما يسمى بذكرى الاستقلال والذي يمثل «النكبة للفلسطينيين», كما كشفت وسائل إعلام عبرية، أنّ «مسؤولاً إسرائيلياً كبيراً زار السعودية والتقى مسؤولاً سعودياً كبيراً هناك».

وأوضحت «القناة الـ 12» العبرية أنّ «هدف الزيارة هو تنسيق التعاون الأمني بين «إسرائيل» والسعودية، بالإضافة إلى مواضيع أُخرى»، لافتةً إلى أنّ «العلاقات بين الطرفين حارة وودية». وقال المعلق العسكري في «القناة الـ 12»، نير دفوري: «نحن في عملية حرارة في العلاقات مرتبطة بزيارة الرئيس الأميركي جو بايدن للمنطقة بعد عدة أسابيع». وذكرت وسائل إعلام عبرية أنّ «عشرات رجال الأعمال سافروا إلى السعودية في الأشهر الأخيرة بجوازات إسرائيلية، لتنفيذ صفقات في مجالي الزراعة والسايبر», فالقدس باتت معزولة عربيا ورسميا، لكنها لا زالت تعيش في وجدان المسلمين كقضية مركزية.

"جميع المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي "شمس نيوز".