مصطفى الصواف
أرقام مخيفة تحدث عنها المركز الفلسطيني للإحصاء حول ارتفاع نسبة التدخين بين الجنسين فوق الـ 18 عاما بلغت ما نسبته 31% في فلسطين، وخاصة عندما تظهر الإحصائية أن نسبة التدخين في الضفة الغربية ارتفعت من 26% إلى ٤٠% في عام 2021، وفي قطاع غزة وإن كانت النسبة أقل حيث بلغت 17%بعد أن كانت 15% وهي أيضا نسبة رقمية عالية، وهذه تحتاج إلى وقفة متأنية من الجهات ذات الاختصاص والمسؤولية، وكذلك الجهات التي تعتني في شريحة الشباب.
الأخطر فيما اظهرته النتائج ارتفاع نسبة التدخين بين النساء.
قد يظن البعض أن التدخين دليل على التحضر والحرية خاصة بين النساء، وأن المستوى الاجتماعي للمدخنات بات عاليا وهذه اساليب خادعة ولا اساس لها من الصحة.
وأرى وهذا من وجهة نظري أن التدخين سواء كان السيجارة أو الشيشة هو نوع من الانحراف القيمي والسلوكي، وفيه إهدار للمال العام هذا إذا كانت الصحة لا تهتموا بها، أم من الناحية الشرعية فالدخان حرام باتفاق العلماء، فإذا كانت صحة الفرد غير معني بها فالمال مهم.
ويسأل البعض كيف، ويقولون الدخان فيه كيف، وفيه ما يخفف من المشاكل وعن النفس، وذلك غير حقيقي وغير صحيح، إنما هو مما بولينا فيه، وهو وهم يريد المدخن أن يبرر ما يقوم به، أما كيف الدخان حرام، فلنفرض أن ثمن علبة السجائر عشرون شيكلا ورأيت شخصا يشكل النار في العشرين شيكلا فأول ما يتبادر إليك من إحساس بأن ما يفعله فعلا محرما، فكيف من يستهلك في اليوم أكثر من علبة ثمنهما في بعض الأحيان يزيد عن أربعين شيكلا، هذا هو مفهوم الحرام الذي أقصده، وهو في الدين حرام.
المفروض الاهتمام وأول الاهتمام من ولي الأمر، فالأبناء أمنة ومسئولية والرسول صلى الله عليه وسلم يقول كلكم راعي وكلكم مسئول عن رعيته إلى أخر الحديث، وهناك أثر تحدث به عن عمر رضي الله عنه عندما جاء ولي أمر يشكوا ولده بأنه عاق بوالده، فجمع عمر الرجل وولده وعندما سأل عمر الولد لماذا تعق والدك، فرد الولد إن كنت عققته في واحدة فعقني في ثلاث، فقال عمر كيف؟ فرد الوالد أسماني جعران، والثانية لم يحسن أخيار أمي، والثالثة لم يحسن تربيتي.
التربية عنصر مهم وأساس، فأحسنوا تربية أبنائكم، وأحفظوهم من الانحراف، فالتدخين أول الطريق نحو الهاوية فاحزروه.