غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

وجه رسالة للأنظمة العربية: كفّوا شرَّكم عنَّا

د. الهندي: الشعب الفلسطيني حسم خياره بالمقاومة والكيان غير قادر على تحقيق أي نصر

الدكتور محمد الهندي.jpg
شمس نيوز - غزة

أكد رئيس الدائرة السياسية لحركة الجهاد الإسلامي الدكتور محمد الهندي، أنَّ الصراع مع العدو الإسرائيلي مفتوح، مشدداً على أنَّ الشعب الفلسطيني حَسَمَ خياره بالمقاومة سبيلاً لتحرير البلاد والعباد من دنس الإسرائيليين.

وأوضح د. الهندي، في تصريح لبرنامج "هنا فلسطين" عبر قناة الأقصى الفضائية، أنَّ معركة (سيف القدس) أعطت دلالات وإشارات مهمة على طريق التحرير؛ منها أنَّ الشعب الفلسطيني موحد خلف المقاومة، وأنَّ الساحات الفلسطينية مترابطة، وتقود المعركة بشكلٍ موحدٍ ضد العدو الإسرائيلي.

وأشار في تصريحات تابعتها "شمس نيوز" إلى أنَّ المقاومة الفلسطينية يقع على عاتقها أمر واحد، يتمثل في الحفاظ على جذوة المقاومة مشتعلة، ومتقدة، وصولاً لنهضة الأمة العربية والإسلامية؛ حتى تزيل هذه المستوطنة المسماة (إسرائيل).

روح جديدة

وعن مسيرة الأعلام الإسرائيلية، قال د. الهندي: "لدينا روح جديدة تواجه الكيان، وهي الروح الوثابة للشعب الفلسطيني، في هذه المسيرة الكل شارك في التصدي للإسرائيليين"، مستشهداً بالمسنة الفلسطينية التي طردت الجنود الإسرائيليين بعكازها، ورفع (طائرات الدرون) للعلم الفلسطيني فوق رؤوس الإسرائيليين.

وأضاف: "العدو انكشف خلال المسيرة؛ هو كان يصور للعالم أنَّ المسيرة داخل حدود دولتهم المزعومة، وإذا به يستنفر جيشه الهش لتأمين مسيرة الأعلام".

وتابع: "صحيح أن العدو حاول استغلال الوضع في القدس للمنافسة الداخلية في محاولة لاستقطاب اليمين، ولكن الصورة الأكثر وضوحاً في المشهد تمثلت في أنَّ الشعب الفلسطيني كله كان يقف خلف المقاومة، وأنَّ العدو مرتبك، وهو ما يعكسه استنفار كل أركان جيشها لتسيير مسيرة الأعلام".

وبشأن التهديدات الإسرائيلية المحدقة بالأقصى، قال: "العدو يحاول أن يسابق الزمن من أجل التقسيم الزماني والمكاني في الأقصى، ويحاول استغلال ضعف أنظمة التطبيع، وحالة الإسناد الدولي لتمرير مخططه، غير أنَّ عدونا غفل عن أمرٍ مهمٍ، وهو صمود شعبنا في القدس".

وأشار إلى أنَّ العدو الإسرائيلي توهم للحظة أنه يمكنه استغلال الانهيار بالمنطقة؛ من أجل السيطرة على المسجد الأقصى، مستدركاً: "هذا لن يحصل بوجود شعب حر وأبي".

وبيَّنَ أنَّ العدو الإسرائيلي كان يحسب لغزة ألف حساب، ولتهديدات المقاومة، لدى تسييره مسيرته، قائلاً: "هذا يؤكد أنَّ سلاح المقاومة في غزة، هو سلاح الشعب الفلسطيني في كل مكان".

أنظمة هشة

وعن الحالة العربية المتصدعة واتفاقات التطبيع، قال: "الأنظمة العربية تطبع وتقيم علاقات سرية منذ أمدٍ بعيدٍ مع الكيان، وما جرى من حفلات تطبيعية لم يكن سوى إشهار لما كان يجري سراً".

وقال: "لم نعول بأي يوم من الأيام على هذه الأنظمة الهشة، العدو يحاول استغلال هذه الأحداث وما يجري في المنطقة؛ لتقسيم المسجد الأقصى زمانياً ومكانياً؛ لكن ذلك لا يمكن ان يحصل طالماً أن شعبنا صامد فوق أرضه".

وذكر أنَّ النظام العربي كان يتعرض لهزائم فظيعة على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي، عندما كانت تقوده الأنظمة العربية المنعزلة عن شعبها، مستدركاً: "في الـ67 حقق العدو انتصاره، ولكن عندما دخلت الشعوب للمقاومة من خلال حركات المقاومة التي تعبر عنها، أصبحت إسرائيل لا تستطيع تحقيق أي انتصار كما حصل في لبنان وفلسطين".

وأشار إلى أنَّ "الكيان الإسرائيلي" هش، ولا يستطيع مواجهة المقاومة، مستدركاً: "بعد السنوات الطويلة على النكسة في العام 67 أصبح لدينا مقاومة تعبر تعبيرًا حقيقيًا عن إرادة الشعوب العربية".

وأضاف: "بعض الأبواق الإعلامية للمطبعين صدعتنا في قولها أنها قدمت للفلسطينيين، وشاركت في حروب لأجل فلسطين، وتلقي اللوم في كل مرةٍ على شعبنا، غير أنَّه في حقيقة الأمر لم تكن تلك الحروب من أجل فلسطين، ربما الحرب الوحيدة التي كانت من أجل فلسطين هي حرب عام 48، ولذلك نحن هنا نقول: إن الحروب كلها كان لها مبررات أخرى غير القضية الفلسطينية".

ودعا الأنظمة العربية أن يكفوا شرهم عن القضية الفلسطينية، وأن يراجعوا تحالفهم مع العدو الذي يريد أن يسلم المسجد الأقصى للعصابات المارقة.

وأشار إلى أنّ الصراع مع العدو الإسرائيلي ليس صراعاً عربيًا صهيونياً فحسب؛ بل صراعاً إسلامياً عربياً؛ قائلاً: "هذا صراع بين الحضارة الإسلامية، والغرب الصليبي، والمشروع الصهيوني مخلب الغرب؛ لمنع تقدم وتطور الإسلام في المنطقة".

أوسلو الكارثة

وفي نقد مواقف السلطة والمنظمة، قال: "مشكلتنا تتمثل في اتفاق أوسلو الكارثي، الذي كان يعطي غطاءً للاستيطان، وسرقة القدس، وأراضي الضفة المحتلة".

وأضاف: "نحن نريد السياق الذي يقطع مع العدو ويرد عدوانه، ويخلصنا من تلك المستوطنة(..) السلطة للأسف لا تدرك حجم الأذى الذي تسببت فيه من وراء اتفاق أوسلو".

واستنكر في نهاية كلمته، التناقضات في موقف قيادة السلطة، قائلاً:" هي تعطي تصريحات متناقضة، تدين الاعتداءات على الأقصى، وتناشد للعودة إلى المسار السياسي الذي وصل لطريق لا نهاية له".

وفي ذكرى رحيل الدكتور رمضان عبد الله شلح الأمين العام السابق لحركة الجهاد الإسلامي ذكر د. الهندي "أن الرجل كان عالماً بالدين، وفهم الصراع مع العدو، وأهداف هذا الصراع".
وقال: "الراحل الدكتور رمضان شلح فهم أن الصراع في فلسطين هو صراع مع الغرب الصليبي، ويجب مواجهته بالمقاومة التي لا بديل عنها".
وبشأن الانتخابات الداخلية لحركة الجهاد الإسلامي قال د. الهندي: "هذه هي الصورة التي ترسمها فصائل المقاومة أمام العالم، بأنها تؤمن بتعدد الرؤى داخل التنظيم الواحد، ومع الفصائل".