سادت حالة من التذمر في صفوف المواطنين والراغبين في أداء مناسك الحج نهاية الشهر الجاري، سيما بعد الإعلان عن تكاليف الحج لهذا الموسم، والتي سجّلت رقما قياسيًّا غير مسبوق.

وأعلنت وزارة الأوقاف الفلسطينية في غزة تفاصيل تسعيرة الحج لهذا العام 2022/ 1443 لسكان قطاع غزة، مشيرة إلى أنها بلغت 3470 دينارًا أردنيًا.

الارتفاع الكبير الذي شهده موسم الحج لهذا العام، حمل فرقًا كبيرًا بنحو 1035 دينارًا عن العام الماضي، الذي كانت تكلفة الحج فيه قرابة (2435 دينارا أردنيا).

وبعيدًا عن الأسباب التي سردتها الوزارة واللجنة إلا أن المواطنين الحالمين بأداء فريضة الحج، طالبوها بالتخفيض، وعدم تحميل هذه الأعباء على كاهلهم.

إقرأ أيضا

طالع آخر مستجدات ملف "لم الشمل"

المواطن إبراهيم أبو أحمد عبر عن صدمته من هذا المبلغ؛ كونه سيتجه لأداء فريضة الحج هذا العام برفقة زوجته، قائلًا: "بالكاد استطعنا أن نجمع ثمن أداء مناسك الحج أنا وزوجتي هذا العام، بعد انتظار أكثر من 3 سنوات بعد إجراء القرعة الأخيرة، والوصول لهذا المبلغ بالنسبة للوضع الاقتصادي في غزة فهو صعب جدًا، والتكلفة الإجمالية عالية جدا".

ورجَّح أبو أحمد لمراسل "شمس نيوز"، أنه ربما لن يستطيع إكمال المبلغ المطلوب لأداء هذه الفريضة هذا العام في ظل الارتفاع الكبير بالأسعار؛ كونها ستكلفه نحو 7000 دينار هو وزوجته، أو سيضطر لأدائها وحده دون زوجته.

حال أبو أحمد لا يختلف كثيرًا عن المواطن محمود صابر الذي أكد أنه تفاجأ من المبلغ الذي وصلت له، مضيفًا "كنت أتوقع زيادة أسعار الحج لهذا العام، ولكن ليس بهذا القدر الذي فاق الـ1000 دينار".

وطالب صابر بضرورة العمل على تقليل هذه الأسعار؛ لتكون قريبة من الأسعار في الضفة الغربية المحتلة؛ كون الخدمات تقدم نفسها لجميع الحجاج الفلسطينيين، وجميعهم يتبعون لإشراف ذات الوزارة.

وقال: "في هذه التكلفة يمكن دفع مهر عروس، وفي بعض الأحيان تقديم تكاليف الزواج بالإضافة إلى المهر".

من ناحيته أكد خالد صلاح، أن هذه التسعيرة طائلة للغاية، لاسيما في ظل الأزمات المتتالية التي يعيشها أهالي قطاع غزة، وما وصل له الوضع الاقتصادي في القطاع من انتكاسات جراء الحصار وتوقف معظم نواحي الحياة؛ نتيجة جائحة كورونا، وما وصلت له أسعار المواد الأساسية؛ جرّاء الغلاء العالمي بسبب الأزمة الروسية الأوكرانية.

ورجح صلاح ألا يستطيع توفير التكملة المطلوبة في وقتها المحدد، وبالتالي حرمانه من أداء هذه الفريضة.

أسباب ارتفاع التسعيرة

الجدير ذكره أن لجنة الحج بوزارة الأوقاف والشئون الدينية أوضحت تفاصيل تسعيرة الحج، مبينة أن سعر السكن في مكة المكرمة 698 دينار، والسكن في المدينة المنورة 193 دينار.

كما أشارت إلى أن أجور النقل الجوي (تذكرة الطيران) ذهابًا وإيابًا 590 دينار، أما أجور النقل البري من معبر رفح إلى مطار القاهرة ذهابًا وإياباً 380 دينار.

وقالت اللجنة: "أجور النقل الداخلي في السعودية ومعالجة الردين 370 دينار، وأجور النقل من محافظات القطاع إلى معبر رفح شاملة شيك المعبر 20 دينار"

ولفتت إلى أنَّ أجور الخدمات السعودية (خدمات المشاعر، طوافة، زمامة، أدلاء، وكلاء، كدانة، تأمين، تأشيرة، طوارئ) 1028 دينار، بالإضافة إلى أتعاب وخدمات شركات الحج بتكلفة 80 دينار

ووفق اللجنة فإن أتعاب وخدمات وزارة الأوقاف تبلغ 80 دينار، فيما يبلغ ثمن ملابس إحرام 6 دينار، ومصاريف التفييز 10 دينار، بالإضافة إلى خدمات طوارئ البالغة 15 دينار.