غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

معهد عبري: حسين الشيخ بدأ يملأ مكان عباس تدريجًا

عباس والشيخ
شمس نيوز -رام الله

سلّط تقرير لـِ”مركز القدس للشؤون العامة“، وهو معهد أبحاث إسرائيلي متخصص في الدبلوماسية العامة والسياسة الخارجية، الضوء على أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ، قائلاً إنّه بدا يملأ مكان رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (87 عاماً).

وبحسب التقرير الذي كتبه الصحفي الاسرائيلي يوني بن مناحيم فإنّ حسين الشيخ، المقرب من عباس والمرشح الرئيسي لخلافته حتى إجراء الانتخابات في المناطق، يتولى مهام عباس تدريجياً.

وقال المركز إنّه مع احتدام معركة الخلافة على رئاسة السلطة الفلسطينية، ينشر كبار مسؤولي حركة فتح أنباء كاذبة عن وفاة عباس.

ويعتقد مسؤول كبير في فتح أنه عند وفاة عباس، سيحل محله مؤقتا الرئيس السابق للمجلس الوطني الفلسطيني، روحي فتوح، حتى إجراء الانتخابات الرئاسية في المناطق.

ويراقب مسؤولون إسرائيليون وأمريكيون شؤون رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بقلق.

وأفاد مسؤولون كبار في فتح أن شيئًا ما يحدث لعباس، حيث أبطأ من نشاطه وقلص اجتماعاته. ولم يشارك إلا في الاجتماعات المهمة.

وفي يوم السبت 11 يونيو 2022، استضاف عباس وفدًا أمريكيًا برئاسة باربرا ليف، مساعدة وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الأدنى، الذي جاء لوضع الأساس لزيارة محتملة للرئيس بايدن إلى المنطقة.

وهدد عباس خلال اللقاء بتعليق العلاقات والتنسيق الأمني ​​مع إسرائيل مرة أخرى.

بالإضافة إلى ذلك، طالب الإدارة الأمريكية بإعادة فتح القنصلية في القدس ومكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن وشطب منظمة التحرير الفلسطينية من قائمة المنظمات الإرهابية.

وفي الأسبوع الماضي، التقى الشيخ، الذي خلف الراحل صائب عريقات في منصب أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، مع القناصل الأجانب والمبعوث الأمريكي هادي عمرو. حيث ناقش معهم مطالب السلطة الفلسطينية للإدارة الأمريكية.

وبعد اجتماع عباس في 11 حزيران / يونيو مع الوفد الأمريكي برئاسة باربرا ليف. أجرى حسين الشيخ مناقشة مفصلة مع المجموعة.

التسريبات

ولم يكن تسريب قناة بي بي سي العربية عن نقل عباس على عجل إلى المستشفى. ونقل بعض صلاحياته إلى حسين الشيخ مصادفة.

ويقول مسؤولون كبار في فتح إن هذه الأخبار الكاذبة كانت تهدف إلى تقويض العلاقات الوثيقة بين عباس وحليفه الموثوق به حسين الشيخ.

ونفت السلطة الفلسطينية التقرير بشدة، واضطرت قناة البي بي سي إلى حذفه من موقعها على الإنترنت.

وحسين الشيخ من جهته منذ أن فوضه عباس قبل أسبوعين بتولي منصب الأمين العام للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، كان يعمل بنشاط على عدة جبهات لتعزيز مكانته كخليفة محتمل لعباس.

ويفعل الشيخ كل ما في وسعه للبقاء المرشح الأوفر حظاً لخلافة عباس كرئيس للسلطة الفلسطينية ورئيس فتح.

ويقول مسؤولون كبار في فتح إنه هو الذي أرجأ المؤتمر الثامن لحركة فتح إلى موعد غير معروف. سعيا لمنع انتخاب كبار مسؤولي فتح في مناصب رئيسية تمكنهم من تحديه في معركة الخلافة.

وأفادت صحيفة “الأخبار” اللبنانية ، في 6 حزيران / يونيو 2022، أن الخلافات الحادة بين كبار أعضاء اللجنة المركزية لحركة فتح بدأت تهدد مستقبل الحركة. ويعارض معظم كبار مسؤولي فتح “الشيخ” كزعيم لهم في المستقبل.

وعبرت شخصيات بارزة أخرى في فتح عن استيائها من تعامل عباس مع شؤون الحركة وأداء حكومة رئيس الوزراء محمد اشتية.

وهناك غضب شديد من تعيين عباس لحسين الشيخ أمينًا عامًا للجنة التنفيذية دون إجراء انتخابات داخلية كما تتطلب اللوائح الداخلية لمنظمة التحرير الفلسطينية.

ويقول مسؤولون كبار في فتح إن هذا يضر بشعبية الحركة. ويحدث هزيمتها في الانتخابات الداخلية للعديد من مؤسسات الضفة الغربية، وأبرزها مجلس طلاب جامعة بير زيت.

وتضررت سمعة حسين الشيخ في الشارع الفلسطيني بشدة في السنوات الأخيرة من خلال تقارير على وسائل التواصل الاجتماعي الفلسطينية ووسائل الإعلام الإسرائيلية تتهمه بالفساد والتحرش الجنسي.بحسب تقرير المركز

اشتداد معركة الخلافة

ويتنافس كبار مسؤولي فتح على خلافة عباس. ومن أبرز هؤلاء نائب رئيس حركة فتح محمود العالول، وهو جزء من الجيل التأسيسي للتنظيم.

ومن بين المرشحين أيضا جبريل الرجوب. كلا الرجلين يرغبان في رؤية انعقاد سريع لمؤتمر فتح الثامن، والذي يعتقدان أنه سيزيد من تمكينهما في معركة الخلافة.

لكن في ضوء هذه الصراعات على السلطة ، أقنع حسين الشيخ عباس بتأجيل المؤتمر إلى موعد لاحق غير محدد.

ويعمل حسين الشيخ منذ شهور على تحسين علاقاته مع القادة المصريين والأردنيين وكسب دعمهم في معركة الخلافة.

ويوصف حسين الشيخ بأنه سياسي محنك للغاية، ومعروف لدى الكثيرين باسم “ثعلب فتح”.

والتقى حسين الشيخ مؤخرا بمسؤولين مصريين وأردنيين ورافق زيارة عباس لمصر والأردن.

وتقول مصادر مقربة من “الشيخ” إنه قبل تعيينه في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، تشاور عباس مع الرئيس المصري السيسي والعاهل الأردني الملك عبد الله حول إمكانية استبدال “الشيخ” بالدكتور صائب عريقات. هذا الأخير ، الذي توفي بسبب مضاعفات COVID-19، كان الأمين العام للجنة التنفيذية ورئيس فريق التفاوض مع إسرائيل.

وعندما لم يعبر الزعيمان العربيان عن معارضتهما. بدأ عباس بنقل بعض صلاحيات عريقات إلى حسين الشيخ.

المنافس الآخر لحسين الشيخ على قيادة فتح هو مروان البرغوثي، الذي يقضي خمسة أحكام بالسجن مدى الحياة في السجون الإسرائيلية.

ويعتبر البرغوثي نفسه الخليفة الطبيعي لعباس، وفي استطلاعات الرأي العام الفلسطيني، يتقدم في المقدمة كرئيس مقبل للسلطة الفلسطينية.

وتزعم مصادر فتح أن "إسرائيل" وعدت حسين الشيخ أنه بعد وفاة عباس لن يطلق سراح البرغوثي من السجن. مما يمهد الطريق أمام “الشيخ” للسيطرة على فتح.

وتخشى المؤسسة الأمنية الإسرائيلية من أن البرغوثي الذي كان قائدا للانتفاضة الثانية، سيعيد إشعال الكفاح المسلح ضد إسرائيل.

حسين الشيخ ، على أي حال ، يواجه تحديًا كبيرًا ويسابق الزمن لتعزيز مكانته قبل أن يترك عباس المسرح السياسي.

“الشيخ” يحصل على مساعدة من حليفه السياسي اللواء ماجد فرج، الذي يقود محاولة للإطاحة برئيس الوزراء محمد اشتية وبالتالي تعزيز نفوذ حسين الشيخ.كما زعم “بن مناحيم”

وبصفته رئيس الشؤون المدنية، يتولى حسين الشيخ مسؤولية عائدات الضرائب التي تحولها إسرائيل إلى السلطة الفلسطينية كل شهر، وتصاريح الدخول إلى إسرائيل، وشهادات كبار الشخصيات لكبار مسؤولي السلطة الفلسطينية – مما يمنحه قوة كبيرة داخل منظمة التحرير الفلسطينية و السلطة الفلسطينية وسبل شراء الولاء السياسي.

لكن “الشيخ” لا يحظى بتأييد كبير في حركة فتح المنقسمة. حالما يغادر عباس الساحة السياسية، سيواجه آل الشيخ مشكلة خطيرة لأن رئيس السلطة هو مصدر سلطته.

وفي غزة، ينظر إلى “الشيخ” على أنه مسؤول عن العقوبات على القطاع. وكل الفصائل تعارض أن يكون خليفة عباس كرئيس للسلطة الفلسطينية.