غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

جولة بن سلمان الإقليمية.. التمهيد لزيارة بايدن والرغبة بتملك استثمارات المنطقة

بن سلمان
شمس نيوز - محمد ابو شريعة

يواصل ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، جولته الإقليمية في المنطقة، إذ زار القاهرة والتقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والأردن والتقى العاهل الأردني، على أن ينهي جولته في زيارة لتركيا.

وراى سياسيون في أحاديث منفصلة لـ "شمس نيوز" أن هذه الجولة تحمل العديد من الرسائل، منها ما هو بالشأن الداخلي، ومنها عن الوضع الإقليمي بالإضافة إلى البحث عن أجندات لزيارة بايدن المرتقبة للمنطقة.

الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل، لفت إلى أن هذه الجولة متعلقة بجدول الأعمال المرتقب لزيارة بايدن إلى المنطقة، والتي تأتي بعد فتور بالعلاقات الأمريكية السعودية.

وقال عوكل لـ"شمس نيوز": "بايدن سيلتقي ابن سلمان فقط في القمة المقرر عقدها بجدة، لتظهر من خلالها صورة أن هناك تحسناً بالعلاقة بين الرجلين".

وذكر أن السعودية تحاول القيام بدور قيادي للدول العربية، من خلال التعقيدات الكثيرة أمام القمة المقبلة، خصوصًا أن عنوانها الرئيسي هو حماية أمن "إسرائيل"، وتعزيز دورها في المنطقة، وكأنه لا يرى في العرب سوى دور المستفيد التابع الذي يخدم الإسرائيليين فقط.

وأضاف: "ابن سلمان يحاول الحصول على توافقات تضمن مصلحة ومكانة الدول وهيبتها، وألا تذهب وكأنها مستلبة الإرادة يفعل بها الراعي الأمريكي ما يشاء".

هذا الحديث أكمله المحلل السياسي عرفات أبو زايد، مبينًا أن هذه الجولة لها علاقة بالتحالفات العسكرية التي يسعى لتشكيلها بايدن في المنطقة، والتي تهدف لحماية "إسرائيل" ومواجهة إيران.

وقال أبو زايد في حديث مع "شمس نيوز": "هذا الإعلان وجدناه في البيان الختامي لاجتماع ابن سلمان مع ملك الأردن، اللذين أكدا رفضهما لحصول إيران على أسلحة نووية، أو تصنيع قنابل منها، وإن امتلكت برنامجًا نوويًا، يبقى برنامجًا سلميًا".

ويرى أبو زايد أن تشكيل هذا الحلف صعب، مبينًا أن تلك الزيارة لن تخرج عن كونها بروتوكولية لا أكثر.

وأرجع بروتوكولية الزيارة إلى ما يجري في روسيا وأوكرانيا، وما نتج عنه من غلاء الأسعار خاصة المحروقات في أمريكا، وإيجاد حل لهذا الغلاء.

واستبعد أن تخرج الزيارة المرتقبة لبايدن أو جولة ابن سلمان بقرار لاستخدام القوة الخشنة، أو الوصول لتحالف رسمي لمواجهة إيران، موضحًا أن أمريكا لديها أولويات أخرى في هذه المرحلة، وأنها تحاول إيجاد حل لهذا الملف قدر الإمكان بالجانب الدبلوماسي، والسياسي ضمن اتفاق 5+1.

وبشأن مخرجات الاجتماعين في مصر والأردن، فإن المحللين يريان أن تلك المخرجات لن تأتي بجديد للقضية الفلسطينية؛ كون التطبيع وإن لم تصل له السعودية بعد إلا أنه كان بمباركة منها لترامب في آخر عام لحكمه.

المحلل أبو زايد، لفت إلى أن صفقة القرن التي عقدها ترامب، كانت بمباركة من الدول الخليجية وعلى رأسها السعودية، مشيرًا إلى أنها لم ترفض الصفقة، بل انسلخت عن المبادرة التي قدمتها في بيروت عام 2002، والتي تتحدث عن حدود الـ67، والقدس، وهو ما غيبته صفقة القرن.

وقال: "الجانب المهم في مسألة التطبيع أن إسرائيل لم يكن لها أن تمارس كل البلطجة في فلسطين وتجاه القدس، وتنفيذ الاعدامات بدم بارد في الضفة، والقصف المستمر سواء في سوريا أو غزة، إلا من خلال جولات التطبيع، والجولات التي تمارسها مع الدول المطبعة بشكل علني، أو مع السعودية وغيرها بشكل سري".

وأوضح أن تلك الزيارات العلنية والسرية تعطي "إسرائيل" قوة لممارسة البلطجة في فلسطين وسوريا.

أما المحلل عوكل فذكر أن كل من مصر والأردن، موقعتان لاتفاقية "سلام "مع "إسرائيل"، وبالتالي من الطبيعي ألا يتطرق البيان لهذا الموضوع.

وبحسب اعتقاده، فإنه من الجيد أن تُذكر القضية الفلسطينية من الطرفين؛ لأنها عنوان مهم مطلوب من الجميع، متابعًا "هذا جزء من الموقف العربي الذي لا يريد الذهاب للعلاقة مع إسرائيل إلى الحدود التي ذهبت لها دول التطبيع".

ويرى على عكس أبو زايد أن السعودية ليست كالإمارات أو المغرب أو البحرين، معتقدًا أنها عندما يُطرح الموضوع الفلسطيني يكون هناك شكل من الغطاء القومي ضد "إسرائيل" وأمريكا، ورسالة لهم أن هناك قضية لا بد من أن توضع على الطاولة، خصوصًا أن السعودية هي من قدمت "مبادرة السلام العربية" في بيروت.

وبشأن الموضوع العربي، وما خرج به من نتائج تبدو بظاهرها أنها ستذهب للضغط على لبنان تحت دواعي ألا يكون منطلقاً لأي "أعمال إرهابية" أو معبراً لتهريب المخدرات، وتجاهل ما يجري في سوريا من قصف مستمر من قبل "إسرائيل"، لفت أبو زايد إلى أن البيانات في العادة تكون متفقة مع الموقف من أي قضية.

وقال: "بالشأن السوري على سبيل المثال فإن موقف السعودية من سوريا معاد، والضربات التي يمارسها الاحتلال ضد سوريا في كثير من الأحيان كنا نجد تحليلات إسرائيلية تثني على الموقف السعودي، المشيد بالضربات".

وبيَّن أبو زايد أن العديد من التسريبات الإعلامية لدى المحللين الإسرائيليين والإعلام العبري كانت تشير إلى أن القصف على سوريا في كثير من الأوقات كان يأتي في إطار التنسيق المشترك بين "إسرائيل" وبعض الدول العربية دون أن يتم ذكر هذه الدول.

ولفت إلى أن ما يجري من عمليات تطبيعية أو زيارات سرية متبادلة بين "إسرائيل" وعدد من الدول توحي إلى من يتم التنسيق معه لضرب سوريا.

وعن إذا ما كانت الزيارة تهدف إلى تثبيت أركان حكم ابن سلمان في السعودية فإن المحللين لم يتفقا بهذا الشأن.

فالمحلل طلال عوكل يرى أن الجولة ليس لها علاقة بشأن تولي ابن سلمان رئاسة العرش في السعودية، مرجعًا ذلك إلى أن الملك سلمان دوره واهتماماته ضعيفة انطلاقًا من السن والصحة، والدور المنوط الآن هو لابنه محمد.

وأضح أن ذلك يؤكد أن الجولة لا تحمل سعي من ابن سلمان ليكون هو الملك؛ كون الواقع السعودي يوحي لذلك، وهو ليس بحاجة لاعتراف من أحد.

الأمر الذي خالفه أبو زايد، الذي يرى أن أهم ما في هذه الجولة هو تثبيت ابن سلمان لأركان حكمه ونظامه على اعتبار أنه ولي العهد، الذي يمارس دور الملك.

ولفت إلى أن ابن سلمان هو قائد المملكة على المستوى الداخلي والخارجي، متابعًا "هذه الجولة واستقبال بايدن فيهما رسائل للشأن الداخلي السعودي، سواء خصوم ابن سلمان أو الموالين له؛ لتكريس وجهه كملك للسعودية وليس فقط كولي للعهد".