إنهم الشهداء، فوارس فلسطين، يولدون في أجمل الأزمنة والأمكنة، يعطرون البلاد بدمائهم الطاهرة، ويسيرون في صفوف الجهاد، قافلة من العاشقين لا تنتهي، ويرتقون شهداء على طريق القدس.
ميلاد فارس: كانت الحرية الشرقية بمدينة جنين على موعد مع فارسها طارق جمعة أبو غالي في 26 مارس 1983م، لعائلة مؤمنة بدينها ووطنها، مكونة من الوالدين وثمانية أبناء، وتلقى تعليمه الابتدائي والاعدادي والثانوي في مدارس مدينة جنين.
في صفوف الجهاد: نشط فارسنا المقدام إبان انتفاضة الأقصى عام 2000م، حيث شارك في المواجهات ضد قوات الاحتلال.
التحق بصفوف حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، متسلحاً بالإيمان والوعي والثورة، ثم انضم إلى سرايا القدس، وتدرج في مراتبها حتى أصبح أحد قادتها في شمال الضفة المحتلة.
اعتقلته قوات الاحتلال لعدة سنوات، بتهمة الانتماء لحركة الجهاد الإسلامي والمشاركة في عدة عمليات للمقاومة.
شارك في العديد من عمليات إطلاق النار التي استهدفت الحواجز والمواقع الصهيونية المقامة على أرضنا المحتلة.
أشرف على عملية الشهيد المجاهد محمد ذياب الذي نفذ عملية استشهادية في 12-7-2007م، عبر هجوم بالسلاح على حاجز عناب العسكري شرق طولكرم.
شارك إلى جانب الشهداء القادة وليد العبيدي وخالد الرايق في التخطيط للعديد من العمليات الاستشهادية، وكان مرافقاً للشهيد الرايق في إحدى المهام الاستشهادية، حيث استشهد المجاهد "أحمد الخطيب" أثناء أحد مسؤولي أمن إحدى المدارس الدينية اليهودية في القدس.
كان على علاقة صداقة بالشهيد القائد محمود نزال أحد قادة سرايا القدس في بلدة قباطيا، والذي اغتيل بتاريخ 9-7-2007م، وكان الشهيد طارق برفقته وعدد من القادة الذين تمكنوا من النجاة.
تعرض للمطاردة والملاحقة لمدة ثلاث سنوات، ونجا من خمس محاولات اغتيال استهدفته في جنين وطولكرم، وكان اَخرها قبل استشهاده بأسبوع، حين تمكن من تفجير عبوة ناسفة كبيرة في اَليات الاحتلال، التي توغلت وحاصرت المكان الذي تواجد فيه داخل مخيم جنين.
شهيداً على طريق القدس: بعد سنوات من المطاردة ومحاولات الاغتيال الفاشلة، حاصرت قوة صهيونية خاصة منطقة المخفية في محافظة نابلس المحتلة، الشهيدين طارق أبو غالي ورفيق دربه الشهيد إياد خنفر، حيث قامت باغتيالهما في 24 يونيو 2008م، بعد مسيرة حافلة بالجهاد والتضحية.
وزفت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، في بيان صدر عنها، إلى الأمتين العربية والإسلامية شهيدها القائد "طارق جمعة أبو غالي" (23 عاماً) قائد سرايا القدس في جنين وأحد أبرز قادتها في شمال الضفة، والشهيد الطالب الجامعي "إياد عدنان خنفر" (24عاماً). واللذين ارتقيا إلى العلا شهيدين بعد أن حاصرتهما قوة صهيونية خاصة أثناء تواجدهما في أحد المنازل في منطقة المخفية بنابلس.