قال رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال مساء الخميس إن زعماء الاتحاد الأوروبي وافقوا على ترشّح أوكرانيا ومولدوفا لعضوية الاتحاد الأوروبي، وهو ما اعتبره الرئيس الأوكراني "لحظة فريدة وتاريخية"، كما أكدت واشنطن إرسال مساعدات عسكرية جديدة إلى كييف.
وأضاف ميشال في تغريدة على تويتر "اتفاق. قرر المجلس الأوروبي للتو منح أوكرانيا ومولدوفا وضع مرشح للاتحاد الأوروبي. إنها لحظة تاريخية".
ورحّب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بما اعتبره "لحظة فريدة وتاريخية"، وكتب على تويتر "إنها لحظة فريدة وتاريخية في العلاقات بين أوكرانيا والاتحاد الأوروبي"، مؤكدا أن "مستقبل أوكرانيا هو في صلب الاتحاد الأوروبي".
ويعد منح صفة مرشح للعضوية، الخطوة الأولى على طريق الانضمام للتكتل، ويمنح هذا الترشيح الحق في الحصول على دعم مالي لإجراء إصلاحات اجتماعية وقانونية واقتصادية بهدف جعل الدولة التي تتطلع للعضوية أقرب لمعايير الاتحاد الأوروبي.
راجمات متطورة
وفي وقت مبكر من فجر الجمعة، أعلن المجلس الأوروبي أن المفوضية الأوروبية ستقترح منح أوكرانيا مساعدة مالية استثنائية جديدة تصل إلى 9 مليارات دولار هذا العام.
ومن ناحيته، قال منسق مجلس الأمن القومي الأميركي للاتصالات الاستراتيجية جون كيربي إن الولايات المتحدة خصصت مساعدة أمنية جديدة لأوكرانيا قدرها 450 مليون دولار، كجزء من التزامها بمساندة كييف في دفع العدوان الروسي غير المبرر والدفاع عن ديمقراطيتها، حسب تعبيره.
وأوضح كيربي أن هذه الدفعة تشمل أسلحة ومعدات، وأنها المرة الثالثة عشر التي يعلن فيها الرئيس جو بايدن تقديم مساعدات أمنية لأوكرانيا، ليصل بذلك المبلغ الإجمالي إلى ستة مليارات ومئة مليون دولار منذ 24 فبراير/شباط.
وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن "حزمة المساعدات الجديدة ترفع إجمالي دعمنا لأوكرانيا إلى أكثر من 6 مليارات دولار".
وأضاف بلينكن أن تدفق المساعدات الأميركية لأوكرانيا مستمر، وأن تحالف بلاده مع أكثر من 40 دولة يعزز قدرة أوكرانيا على الدفاع عن أراضيها.
وبدوره، أعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) تود براسيل أن المساعدات الأمنية الأميركية الجديدة تأتي تلبية لحاجات المعركة الحيوية التي تخوضها أوكرانيا، وتقدر بـ450 مليون دولار من مخزون البنتاغون.
وأوضح براسيل أن حزمة المساعدات تتضمن 4 راجمات صواريخ متوسطة المدى المعروفة باسم "هيمارس" (HIMARS)، و36 ألف قذيفة من عيار 105 مليمترات، و18 عربة لقطْر المدفعية من عيار 155 مليمترًا.
كما تشمل المساعدات 1200 قاذفة قنابل، وألفي سلاح رشاش، و18 زورقا للدوريات البحرية والنهرية، وقطع غيار.
صيف ساخن
وأكد وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف وصول راجمات الصواريخ الأميركية "هيمارس" إلى أوكرانيا، وهي منظومة تمتاز بدقتها العالية ويبلغ مدى إطلاقها 80 كيلومترا.
وكتب ريزنيكوف في تغريدة "وصلت هيمارس إلى أوكرانيا، شكرا لزميلي وصديقي لويد أوستن (وزير الدفاع الأميركي) على هذه الأدوات القوية"، مرفقا رسالته بصورة لمنظومة راجمات الصواريخ النقالة المنصوبة على مدرعات خفيفة.
وهدد الوزير بأن الصيف "سيكون ساخنا على المحتلين الروس. والأخير بالنسبة لبعضهم"، من دون أن يحدد عدد راجمات هيمارس التي سلّمها الأميركيون.
معارك محتدمة
ويأتي تسلّم كييف لراجمات الصواريخ الأميركية في وقت قالت فيه سلطات لوغانسك الانفصالية إن القوات الروسية سيطرت على طريق الإمداد الوحيد المتبقي للقوات الأوكرانية في مدينة ليسيتشانسك، في حين قال حاكم مقاطعة لوغانسك سيرغي غايداي إن طرق الإمداد نحو المدينة ما زالت سالكة.
وتعني سيطرة القوات الروسية على طريق الإمداد الوحيد المتبقي للقوات الأوكرانية في مدينة ليسيتشانسك قطع الإمدادات العسكرية عن نحو 7 آلاف من القوات الأوكرانية في المدينة المجاورة لمدينة سيفيرودونيتسك الإستراتيجية.
من جهتها، قالت الاستخبارات البريطانية إن من المحتمل جدا أن تكون القوات الروسية قد تقدمت لمسافة تزيد على 5 كيلومترات نحو المنافذ الجنوبية إلى إقليم دونباس في ليسيتشانسك منذ يوم الأحد الماضي.
وبينما أقرّت قيادة القوات الأوكرانية بتراجعها في عدد من المناطق، أعلنت أيضا تعرض مناطق في مقاطعة دنيبرو (وسط) لقصف صاروخي تسبّب في دمار وقطع للخدمات الرئيسة، كما قالت قيادة عمليات الجنوب الأوكرانية إن القوات الروسية تحاول صدّ هجوم أوكراني مضاد باتجاه منطقة خيرسون (جنوب).
وفي ميكولايف غير بعيد عن خيرسون، قالت وزارة الدفاع الروسية إنها دمرت بأسلحة عالية الدقة مستودعات أسلحة أوكرانية، وفي البحر الأسود قال الجيش الأوكراني إنه يواصل "تنفيذ عملية عسكرية متواصلة لهزيمة قوات العدو في جزيرة الأفعى".
تعثر المفاوضات
وفي ملف المفاوضات الأوكرانية الروسية، أفاد عضو في وفد التفاوض الأوكراني أن المفاوضات مع الجانب الروسي لا معنى لها مع استمرار القتال، وأن روسيا تراهن على انتصارات تكتيكية.
وأضاف أن المفاوضات مع روسيا متوقفة باستثناء محادثات بشأن الأسرى والممرات الإنسانية.
من جهته، قال الكرملين إن التسوية السياسية للأزمة الأوكرانية ممكنة فقط بعد قبول كييف جميع مطالب موسكو.