غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

بالصور "رهان شراب".. تقاتل الوقت لتنقذ أسرتها بدُمى العيد

ريهان شراب
شمس نيوز - مطر الزق

تتوسط الشابة رهان شراب غرفتها الخاصة؛ لتجلس على طاولة مليئة بأدواتٍ تساعدها في صناعة أعمال يدوية مبدعة، على يمينها تتجمع خيطان ملونة، وأكواب مصنوعة من الورق، وشافٌ من القهوة مزركش باسمها، وعلى يسارها أعمالٌ إبداعية مميزة تتناسب مع موسم عيد الأضحى المبارك، حيث دمى من الخراف متعددة الأحجام، إضافة إلى صورة للكعبة.

الشابة رهان شراب (28 عامًا) متزوجة ولديها (بنت وولد)، تُجاهد نفسها ليل نهار منذ ثمانية أعوام؛ لتنقذ أسرتها من الفقر، وتصنع لنفسها اسمًا لامعًا، باستخدام الإبرة والخيط، بدأت مشوارها عندما نشرت على حسابها في منصة فيسبوك صورة صنعتها لدمية الخروف، حينها حصلت على دعم واسع من أهلها ومتابعيها الذين سألوها عن سعر تلك الدمية.

تلقت رهان دفعة قوية بعد إشادة متابعيها بدمية الخروف، وبدأت تفكر جديًا خارج الصندوق؛ لتطوير ذاتها، ومساعدة زوجها في تلبية متطلبات البيت، في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تعيشها أسرتها، حال المئات من الأسر المتعففة بقطاع غزة.

وجدت "رهان" نفسها تدخل في صناعة الأعمال اليدوية تدريجيًا، فمن صناعة الخراف إلى صناعة فوانيس العيد، وإتقان توزيعات الأفراح، وغيرها من المناسبات الجميلة؛ فرهان تحاول قدر المستطاع أن تواكب التطور، وأن تلاحق رغبات الصبايا، والأطفال الذين باتوا يتابعونها بشغف وترقب لكل أعمالها الجديدة.

تزامنًا مع اقتراب موعد عيد الأضحى 2022، جهزت رهان نفسها جيدًا، وحددت أعمالها اليدوية التي يرغب الناس بشرائها خلال هذا الموسم، ودونت كل ما يلزمها من مواد خام لصناعة دمى الخروف، والمزرعة، وصور الكعبة المشرفة.

لكن رهان اصطدمت أثناء البحث عن المواد الخام في الأسواق بارتفاع الأسعار؛ ما شكل لها تحديًا كبيرًا، ليدور في ذهنها سؤالٌ مهمٌ، هل سيشتري الناس أعمالها اليدوية في ظل ارتفاع الأسعار؟ وكيف ستقنع الزبائن بارتفاع تكلفة الدمى في هذا الموسم؟، وأمام هذه المعيقات لم تتوقف رغبة رهان في ممارسة أعمالها الإبداعية مطلقًا.

فقد واجهت رهان ارتفاع الأسعار بالمضي قدمًا بأعمالها اليدوية قائلة لمراسل "شمس نيوز": "حاولت جاهدة البحث عن طرق وأساليب جديدة تقلل من أسعار مزرعة الخراف هذا الموسم، باستخدام الفوم الأخضر بدلًا من العشب الصناعي، إضافة إلى إعادة تدوير عيدان الأسكيمو والأوراق الكرتونية".

تستغرق "رهان" وقتًا كبيرًا في صناعة مزرعة الخراف، والتي تتكون من خراف مصنوعة من الصوف، وورق الكرتون، وكاسات عبارة عن أعلاف، وفوم أخضر، وأيضًا عيدان الأسكيمو، عدا عن استخدام السيلكون والذي يوضع بشكل دقيق ومتقن للحفاظ على شكل وصورة المزرعة، لافتة إلى أن سعر المزرعة لا يتجاوز الـ 25 شيكل، أما الخراف الكبيرة يصل سعرها إلى 35 شيكل والصغيرة 10 شيكل.

وتتعرض رهان خلال مواسم الأعياد إلى ضغط كبير؛ بسبب إقبال الزبائن على شراء ما تصنعه من دمى الخراف، والمزرعة، إضافة إلى صورة الكعبة، وتضيف لمراسلنا: "خلال المواسم يزد الطلب على الأعمال اليدوية التي أصنعها، خاصة أن الدمى رخيصة الثمن، وليست مستوردة من الخارج؛ ما يُسبب لي ضيق في الوقت".

وتضطر رهان شراب في مثل هذه المناسبات لضغط الوقت، حيث تسهر ليلًا؛ لتُنهي أعمالها اليدوية بشكل أسرع؛ إذ أن بعض أشكال الخراف تحتاج إلى 3 أيام كونها دقيقة جدًا، مبينة أنها تستعين في أوقات الذروة بصديقاتها؛ لمساعدتها وإنتاج الأعمال اليدوية بأسرع وقت.

ووجهت رهان رسالة عبر وكالة "شمس نيوز" إلى النساء والفتيات اللاتي يمتلكن الموهبة والهواية، قائلة: "يجب على جميع النساء، والفتيات، مساعدة الأهل، والأسرة في ظل الاقتصادية الصعبة، من خلال تنمية الموهبة إتقانها؛ لتكون لها مصدر رزق"، مبينة أنها بدأت بأعمال صغيرة جدًا وتطورت إلى أن أصبحت مشروع ملفت للانتباه، وسأسعى لحقق طموحي بتطوير المشروع؛ ليصبح أكبر من ذلك.

بعدسة المصور: محمد العمور 

ريهان شراب.jpg


ريهان شراب 8.jpg


ريهان شراب 7.jpg


ريهان شراب 6.jpg


ريهان شراب 5.jpg


ريهان شراب 4.jpg


ريهان شراب 2.jpg


ريهان شراب 1.jpg