غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

القسام يعلن تدهور الحالة الصحية لأحد الجنود الأسرى لديه.. هل لهذا الإعلان ما بعده؟

الجنود الأسرى لدى القسام.jpg
شمس نيوز - محمد أبو شريعة

أعلنت كتائب الشهيد عز الدين القسام، مساء اليوم الاثنين، عن تدهور طرأ على صحة أحد أسرى جيش الاحتلال لدى المقاومة.

وقال المتحدث العسكري باسم القسام أبو عبيدة في تصريح مقتضب: "نعلن عن تدهورٍ طرأ على صحة أحد أسرى العدو لدى كتائب القسام، وسننشر خلال الساعاتِ القادمة بإذن الله ما يؤكد ذلك".

هذا الإعلان يرى فيه مراقبون أنه لا يستهدف أبرهام منغاستوم ولا هشام السيد، وإنما هو إعلان عن أحد الأسيرين اللذين تمكنت المقاومة الفلسطينية من أسرهما خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة عام 2014، بالإضافة إلى أنه رسالة من الكتائب لتحريك الملف، كما أنه يشكل انفجارًا خاصة إذا كان الحديث عن هدار جولدن أو شاؤول أرون.

الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف، يرى أن هذه التغريدة رسالة من الكتائب أن لديها ما يمكن أن يحرك ملف تبادل الأسرى مع العدو، بعد التبلد الذي أصاب قيادة الكيان في عدم تعاطيها مع ملف الأسرى ومحاولاتها تضليل الجمهور الصهيوني بأن هادار جولدن وشاؤول آرون جثث لدى القسام.

وقال الصواف: "أعتقد أن ما سيكشفه تقرير القسام أو سيتحدث به متعلق بالضابط الذي أسر في رفح جولدن أو الذي أسر شرق الشجاعية".

وأشار إلى أن الحديث سيؤكد كذب قادة الاحتلال على جمهورهم، وأن من كان يسميهم جثثا ها هو أحدهم وضعه بات متدهورا.

وأضاف الصواف "هذا يؤكد أن ما يتحدث عنه القسام بأن لديه جنديين حقيقة مؤكدة، وهو الجهة التي لديها المعلومات حول وضع الجنديين اللذين أسرا في عدوان 2014".

وبحسب اعتقاده فإن ما ستعلنه القسام يعطي مؤشرًا بأنها باتت أكثر نضجًا في التعامل مع صفقة جديدة من خلال استثمار وضع الجنديين.

ورجح الصواف أن تكون كتائب القسام قد رأت أن هذا الوقت الأنسب لإثارة هذا الموضع، والتي كانت تريد استثماره، وهو تقديم المعلومة مقابل ثمن.

وتابع "الحالة التي عليها الجندي الأسير، والوضع الداخلي للكيان، والصراع القائم على المستوى السياسي، قد يكون هو الأنسب الذي ترى القسام أنه بإمكانه الضغط على حكومة في نهايتها، أو قد يكون ورقة تقدم لمن سيأتي بعد حكومة بنيت، والتي سيشكل حراك الرأي العام الصهيوني ضغطًا كبيرًا على الحكومة القادمة وبقايا الحكومة القائمة.

من ناحيته لفت الكاتب والمحلل السياسي حسام الدجني إلى أن هذا التصريح يعد التصريح الأول من نوعه من ناحية الدقة والوضوح.

وأشار إلى أنه خلال الأعوام السبعة الماضية عملت كتائب القسام على التلميح بشأن الوضع الصحي للأسرى؛ من خلال لوحات جدارية، وأناشيد وكلمات تفيد أن بعض جنود الاحتلال لديها على قيد الحياة.

واعتقد الدجني أن الحديث يدور عن هادار جولدن أو شاؤول آرون، لا عن أبراهام منغستو أو هشام السيد، مشيرًا إلى أن ملف الجنديين الأولين هو ما سيفجر القنبلة في إنجاز صفقة تبادل للأسرى أكثر من إذا كان للجنديين الآخرين.

واستبعد أن تُحرك المقاومة، الرأي العام الإسرائيلي من أجل السيد أو منغستو؛ كونه أنهما لا يوجد اهتمام كبير بين الجمهور الإسرائيلي بهما، مستدركًا "لا أحد يستطيع أن ينفي أو يؤكد إذا ما كان أحدهما قد أصيب بوعكة صحية، ولكن القنبلة التي ستلقي بصداها على الجمهور الإسرائيلي هي حالة هدار أو شاؤول".

وعلل الدجني تحليله السابق أنه في حال كانت الحديث يدور عن جولدن أو آرون، فإنه ربما تكون بداية لصفقة، أو تكون مقصودة لتلبية مطالب الوسطاء بأن يتم معرفة الوضع الصحي لهؤلاء الجنود.

وقال: "لا أحد يستطيع أن يجزم إلا عندما يتابع التغريدة التالية لأبي عبيدة، والتي تنتظرها إسرائيل أكثر من غيرها".

وعن ارتدادات هذه التغريدة، ووقتها قال الدجني: "هذا الإعلان سيكون له ارتدادات سلبية على كل من نتنياهو وحكومته، وبينت وحكومته، على حد سواء".

وذكر أن هذا الارتداد يظهر مدى الفشل الأمني لنتنياهو وغانتس وكوخافي، الذين دفعوا أهالي الجنود لفتح عزاء لهم، وهو ما يشير إلى أنهم كذبوا على الجمهور الداخلي من أجل مصالح انتخابية وحزبية.

وأكمل "السخط سيطول لبيد وبينت، تحت بند أنهما لم يعملا ولم يحاربا في وقت قاربت فيه الأمور للإعلان عن صفقة تبادل، وتحدثا أن الجنود قتلى ولا يمكن المقايضة بهم".

وعن الارتداد على الشأن الفلسطيني الداخلي قال الدجني: "لا نريد رفع سقف الآمال للمواطنين وأهالي الأسرى، إلا بعد الإعلان الثاني للقسام، ولكن بكل تأكيد فإن انعكاسات هذا الإعلان سيرفع الروح المعنوية لشعبنا الفلسطيني".