غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

تسليم المقذوف الذي قتل أبو عاقلة.. تودد لبايدن ولابيد

شيرين.jpg
شمس نيوز - محمد أبو شريعة

على حين غرة، وبشكل مفاجئ قررت السلطة الموافقة على السماح للجانب الأميركي بإجراء أعمال الخبرة الفنية على المقذوف الذي قتلت به الصحفية شيرين أبو عاقلة.

وبحسب ما أفاد النائب العام المستشار أكرم الخطيب، فقد تم تسليمه للجانب الأمريكي من أجل القيام بذلك، من قبل خبراء من أميركا حضروا لهذه الغاية.

هذا الإعلان رأى فيه الإعلام العبري، أنه محاولة من السلطة للتقرب من رئيس حكومة تسيير الأعمال لدى الاحتلال يائير لبيد، من أجل تقديم شيء يتم إنجازه في الوضع السياسي القائم، سيما وأنه جاء بعد يوم واحد من تعيينه كرئيس للوزراء.

ووفق ما يرى مراقبون، فإن هذا هو عبارة عن "بادرة حسن نية"، من السلطة، بعد إدانة إسرائيل في كل دول العالم، وعجزها عن تجريم الفلسطينيين، والادعاء أن الرصاصة التي قتلت شيرين أبو عاقلة هي فلسطينية، مرجحين بأن يكون هذا الأمر هو لإزاحة هذه الإدانة عن "إسرائيل".

المختص بالشأن الإسرائيلي جهاد ملكة لفت إلى أن تسليم الرصاصة التي قتلت شيرين أبو عاقلة لأمريكا دفن رسمي لقضية شيرين، وبراءة مسبقة لحكومة الاحتلال من جريمتها، وتحويلها إلى خطأ غير مقصود.

وقال ملكة لـ"شمس نيوز": "كل ما سيتبع هذا التسليم مجرد كلام، كما أنه إعلان صريح بإسقاط حق الذهاب إلى المحكمة الجنائية الدولية؛ لانتفاء السبب الذي دفع السلطة الفلسطينية للتهديد بالذهاب إليها بعد الجريمة العلنية".

وأوضح أن القضية أخطر من شيرين، مرجحًا أن يكون الهدف من وراء هذا التسليم صفقة على كل قضية الجنائية الدولية التي أشار لها الرئيس محمود عباس في كلمته قبل أيام.

وأضاف ملكة "إن تسليم الرصاصة القاتلة إلى الجانب الأمريكي هو خطأ كبير، سواء بقصد أو بغير قصد".

وبحسب اعتقاده فهناك ضغوط كبيرة مارستها "إسرائيل" وأمريكا على السلطة، مستدركًا "هذا لا يعفيها من مسؤولياتها، وكان يجب على السلطة أن تسلمها فقط للجنة تحقيق دولية مكونة من الأمم المتحدة والرباعية الدولية، وغير ذلك مجرد صفقات مشبوهة".

وذكر ملكة أن أمريكا شكلت لجنة تحقيق في قضية مقتل راشيل كوري، التي دهستها "إسرائيل" بجرافة أمام كاميرات العالم، إلا أنها لم تفعل شيئًا حتى يومنا هذا".

حيث انتهى ملكة أكمل الكاتب والمحلل السياسي قسام الزعانين أن الأمريكيين لم يكونوا وسطاء نزهاء في الجرائم الإسرائيلية بحق الفلسطينيين.

وقال الزعانين لـ"شمس نيوز": "منذ بداية الانتفاضة قتل الاحتلال الناشطة السياسية والحقوقية راشيل كوري، في منطقة رفح، وهي أمريكية صرفة، والإدارة الأمريكية قالت إنها ستحقق بهذا الأمر، ولكن دون نتائج، مع العلم أن القتل في ذلك الوقت كان بالصوت بالصورة، أوضح من مقتل الصحفية شيرين أبو عاقلة".

ولفت إلى أن الإدارة الأمريكية شريكة في كل جرائم إسرائيل، ولا يمكن أن تكون حكمًا نزيهًا بأي قضية تتعلق بالمسألة الإسرائيلية على الإطلاق، مضيفًا "لن يشجب الأمريكي أي عمل إجرامي إسرائيلي، أو إدانته، حتى في موضوع الاستيطان المتفق عليه في الاتفاقات الدولية والأمم المتحدة الأمريكان لا يستطيعون إيقافه".

وأكمل "نعتقد أن أمريكا لا يمكن أن تكون وسيطًا ولا قاضيًا عن الفلسطينيين، ولا عن أي جريمة ترتكبها إسرائيل؛ لأن الهدف الأمريكي والإسرائيلي مخطط مشترك، تغذيه أمريكا بالدعم المادي، والمالي، والعسكري، وإسرائيل تغذيه بالقتل والتدمير في المنطقة".

وأشار إلى أن مسألة شيرين أبو عاقلة ليست المسألة الأولى التي ترتكب فيها "إسرائيل" المجازر، بل ارتكبت المئات من المجازر، منها على سبيل المثال 2008-2009، 2012، 2014، 2021.

عودة لأمريكا

في السياق أشار الزعانين أن هذا القرار يأتي من قبل السلطة لمحاولة استعادة العلاقة مع أمريكا،لا سيما بعد القطيعة التي بدأت منذ قرار إدارة ترامب نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، والتهرب من الاستحقاق التي تتمسك به السلطة وهو إقامة دولة على حدود ال١٩٦٧.

وقال: "السلطة تعتقد أن إدارة بايدن ستحقق لها ما تريد، وتعمل على فتح القنصلية الأمريكية في القدس؛ لذلك تستجدي هذا الافتتاح، وتحاول إرضاء الإدارة الأمريكية وعودة للعلاقات بينهما".

وبحسب الزعانين، فإن السلطة بدأت تشعر بحالة من القلق الوجودي، منها المرض المتكرر لرئيس السلطة، والبحث عن بدائل له، بالإضافة لأكثر من حالة اضطراب داخل الضفة الغربية من خلال الاعتقالات المستمرة، والتنكيل، والحبس بسجن أريحا "المسلخ لتعذيب المناضلين الفلسطينيين"، ومقتل الناشط السياسي نزار بنات، وأن هذه الأمور أضعفت السلطة شعبيًا، وجماهيريًا، وجعلتها تعيش بأزمة كبيرة دفعتها للبحث عن مخرج منها.

كما رجح بأن يكون الأمر مرتبطًا بحزمة التسهيلات الاقتصادية التي مررها الاتحاد الأوروبي للسلطة وعودة الأموال، وهو ما دفع السلطة لإعطاء الرصاصة للجانب الأمريكي.

صفقة مع حكومة لبيد

وعن الحديث أن هذا القرار جاء كمحاولة من السلطة لاستقطاب رئيس حكومة الاحتلال الجديد يائير لبيد، فأوضح الزعانين أن هذا الأمر صعب للغاية، والسلطة واهمة إذا كانت تسير بهذا الاتجاه.

وقال: "لبيد كما بينت، هم لا يبحثون عن إرضاء السلطة الفلسطينية في شيء، هي بالنسبة لهم ممثل تأخذ المال مقابل التنسيق الأمني، ومنع أي عمل عسكري في الضفة الغربية، والسيطرة على المناطق التي تسيطر عليها شكليًا، من خلال إدارة هذه المناطق محليًا".