غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

دعا لاستلهام تجربة سرايا القدس

القيادي شلَّح: المقاومة في الضفة المحتلة تتصاعد وأدخلت العدو في مأزق وجودي

القيادي في حركة الجهاد الإسلامي د. محمد شلح.jpg
شمس نيوز - غزة

قال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي الدكتور محمد عبد الله شلَّح "إنَّ المقاومة في فلسطين في تصاعدٍ ملحوظٍ؛ خاصة في الضفة الغربية وتحديدا في جنين، وهذا التطور يرجع الى ما بعد عملية انتزاع الحرية لمجموعة من الاسرى من سجن (جلبوع) ينتمون لسرايا القدس، واحدهم من كتائب شهداء الأقصى".

وأضاف الدكتور شلَّح في حوارٍ صحفي مع (وكالة مهر الإيرانية) أنَّ من أسباب تصاعد العمل العسكري في الضفة المحتلة اعلان الامين العام للجهاد الاسلامي زياد النخالة تشكيل كتيبة جنين التي تقوم بنقل تجربه غزه والمقاومة وقد نجحت في ذلك.

وأشار إلى انَّ المقاومة وتعاظمها ودخولها اربعه حروب شرسة مع العدو جعلته يدخل في مأزق كبير، ونفق مظلم يؤثر على وجوده، مستدركاً: "بالمناسبة هذا هو قدر الشعب الفلسطيني بدون المقاومة لن يكون هناك تحرير فلسطين".

وأشار إلى انَّ المقاومة أصبحت الخيار الاول للشعب الفلسطيني في مواجهه الاحتلال، ويمكن جداً المراهنة على قوه المقاومة في انتزاع الحقوق في ضوء الموازين الإقليمية والدولية الراهنة، ولكن هذا يلزم اجماع واضح من القوى الفلسطينية المؤثرة في الشارع الفلسطيني.

اليكم نص الحوار كاملاً:

** نبدأ من ملاحظة يتوقف عندها المراقب من خارج فلسطين وتتعلق بارتفاع وتيرة المقاومة بأشكالها المختلفة بما فيها المسلحة في الضفة الغربية في الاسابيع الاخيرة.. فما دلالات ذلك على صعيد قبضة السلطة من جهة والثقة بعملية السلام مع كيان الاحتلال؟

المقاومة في فلسطين في زيادة ملحوظة وخاصة في الضفة الغربية وتحديدا في جنين، وهذا التطور يرجع الى ما بعد عملية انتزاع الحرية لمجموعة من الاسرى من سجن جلبوع ينتمون لسرايا القدس، واحدهم من كتائب شهداء الاقصى، وقد تبع هذا الانتصار اعلان الامين العام للجهاد الاسلامي زياد النخالة تشكيل كتيبة جنين التي تقوم بنقل تجربه غزه والمقاومة وقد نجحت في ذلك.

ومن العوامل التي ساعدت على هذا الانجاز الكبير هو ثقه الناس في المقاومة، وعدم ثقتهم بعملية التسوية التي قادتها منظمه التحرير منذ العام 1994 بما يعرف اتفاقيه اوسلو وإن اشتداد المقاومة وتطورها يزيد من ضعف قبضه السلطة وفشل التنسيق الامني لان هذا الجيل الذي يقاوم اليوم هو الذي تربى في ظل هذا الفشل الذريع لما يسمى التسوية.

وبالتالي فإن ثقة الشباب الفلسطيني تزداد يوما بعد يوم بالمقاومة وهذا واضح من خلال اقبال الشباب على الالتحاق بأذرع المقاومة وخاصة سرايا القدس وتشكيل كتائب جنين ونابلس وطولكرم والخليل.

** ما دمنا نتحدث عن السلام وتراجع الثقة بأي تفاهمات مع الاحتلال... كيف ينظر الشارع الفلسطيني لزيارة الرئيس بايدن الى المنطقة والتي ستتضمن لقاءات مع القيادة الفلسطينية ؟ ما الذي يمكن ان يقدمه الرئيس الاميركي؟ وهل هناك احتمال لمبادرة لتحريك عملية السلام؟

ينظر الشارع الفلسطيني لزيارة الرئيس الامريكي بايدن للمنطقة بالريبة والشك، وانها ليست في صالح العرب ولا المسلمين، حيث انه في ظل التطورات العالمية الجديدة وخاصه بعد حرب روسيا واوكرانيا، هناك عمليه اصطفاف واضحة وتراجع نظرية القطب الواحد مما يدفع الرئيس الامريكي بهذه الزيارة لمنطقتنا، فهو يريد ان يشكل ناتو جديد تكون فيه الدول العربية حاضرة في المعركة القادمة ضد ايران.

اما في ما يخص القيادة الفلسطينية فالتعامل معها على قاعده العصا والجزرة فقط بمعنى انه بقدر ما يحافظ ابو مازن على التنسيق الامني بقدر ما يعطي فرصه للبقاء واطاله عمر السلطة التي هي في مصلحه العدو اكثر من ما في مصلحه الشعب الفلسطيني، يعني المزيد من الاملاءات مقابل بعض التسهيلات الاقتصادية والوعود الكاذبة.

** الاحتلال الذي تحول الى مجتمع يميني فاشي يرفض بالمطلق الحقوق الفلسطينية يعاني هو ايضا من حالة شلل وتفكك سياسي عميق... ما سبب ذلك؟ وهل هناك علاقة بين ازمة المجتمع الصهيوني وواقع القضية الفلسطينية؟

بالتأكيد هناك علاقة واضحة بين ازمه المجتمع الصهيوني وواقع القضية الفلسطينية، حيث ان الشعب الفلسطيني كلما توحد وتجمع على المقاومة فكلما ازدادت ازمه المجتمع الصهيوني، والعكس تماما.

فقد عاش الاحتلال أكثر من نصف قرن وهو في بحبوحة سياسيه ووفاق داخلي لان الشعب الفلسطيني كان حضوره ضعيفا في المقاومة، ومن بعد الانتفاضة الاولى والشعب الفلسطيني في تطور وازدهار للمقاومة والعد الصهيوني في تراجع مستمر.

ويبدو ذلك واضحا امام هذا الانقسام الكبير في المجتمع الصهيوني وخاصه الاحزاب السياسية التي باتت مفككه امام صمود المقاومة وتعاظمها ودخولها اربعه حروب شرسة مع العدو جعلته يدخل في مأزق كبير ونفق مظلم يؤثر على وجوده، وبالمناسبة هذا هو قدر الشعب الفلسطيني بدون المقاومة لن يكون هناك تحرير فلسطين.

** الى اي حد ترى ان المقاومة المسلحة عادت لتكون الخيار الاول لمواجهة الاحتلال وانجاز التحرير؟ وهل يمكن المراهنة على قوة المقاومة في انتزاع الحقوق في ضوء الموازين الاقليمية والدولية الراهنة

المقاومة بالفعل أصبحت الخيار الاول للشعب الفلسطيني في مواجهه الاحتلال، ويمكن جدا المراهنة على قوه المقاومة في انتزاع الحقوق في ضوء الموازين الإقليمية والدولية الراهنة، ولكن هذا يلزم اجماع واضح من القوى الفلسطينية المؤثرة في الشارع الفلسطيني وهي فتح وحماس والجهاد الاسلامي، حيث ان فتح مازالت تغرد على انغام عمليه التسوية وما يسمى اتفاقيه اوسلو مع وجود بعض العمليات الفردية هنا وهناك.

وحماس التي تعتبر هي القوة العسكرية الابرز وخاصه في غزه مازالت مكبله ببعض العلاقات مع مصر وتركيا وقطر كونها حاكمة غزه ما يكبح جماحها ويضطرها احيانا الى الاخذ بعين الاعتبار تلك العلاقات واستحقاقاتها مما يصنع فراغ بينها وبين الجهاد الاسلامي، مثلا التي تريد إبقاء جذوة المقاومة مشتعلة مع العدو على مدار الساعة على قاعدة المشاغل وخاصه في جنين وكتيبتها التي تتصدر المقاومة في الضفة.

بالإضافة الى ان الجهاد تنقل تجربه جنين الى طولكرم ونابلس والخليل، بمعنى ان هذه القوى الثلاثة حماس وفتح والجهاد لو سارت على نفس نهج سرايا القدس في الضفة وغزه حتما ستتغير المعادلة على الارض مع العدو الصهيوني وتكون لصالح المقاومة.

** اذا دخلنا في الحديث عن المقاومة وخصوصا حركة حماس الطرف الاقوى على الساحة... لفتنا في خطابها الاخير السعي لتمتين العلاقة مع قوى المقاومة في المنطقة وخصوصا في لبنان... فهل ترون ان مثل هذه الجبهة من قوى المقاومة في المنطقة يمكن ان تحدث تغيير في ميزان القوى لمصلحة الشعب الفلسطيني وحقوقه التاريخية؟

بالفعل حماس تسعى لتمتين علاقاتها مع قوى المقاومة في المنطقة وخاصه لبنان، بعد ان اكتشفت بما لا يدع مجالا للشك ان هذه القوى صادقه وجاده ومخلصه لقضيه الشعب الفلسطيني، بداية من ايران حتى لبنان وسوريا.

وهذا ادركته حماس عندما جربت هذه العلاقة وقارنتها بعلاقات سابقه مع دول عربيه وخليجيه تخلت عنها واصبحت اليوم في صف الاحتلال وضد الشعب الفلسطيني، ولذلك بات الرهان واضحا على هذه القوى في تعديل ميزان القوى لمصلحه الشعب الفلسطيني وحقوقه التاريخية واكبر دليل هو الدعم الكبير من هذه القوى للمقاومة في فلسطين وخاصه لحماس.

واستطاع محور المقاومة ان يجعل من المقاومة هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني بدلا من المنظمة التي اعترفت بالعدو، وتنازلت عن 78% من حقنا التاريخي في فلسطين وهذه المعادلة هي التي قلبت الموازين اليوم وجعلت الاعداء يحسبون للمقاومة الف حساب.

** ماذا ترون في ما تردد عن نية حماس اعادة وصل ما انقطع مع سوريا وترميم العلاقة بين الطرفين؟ ما ضرورات ذلك؟ وكيف ستتعامل القوى الاقليمية القريبة من حماس مع هذه الخطوة؟

بالفعل حماس تنوي إعادة العلاقة مع سوريا، وهذا في مصلحه حماس بالدرجة الاولى ومصلحه محور المقاومة، وحماس أدركت خطأها في موقفها السابق أيام العدوان على سوريا لان المؤامرة على سوريا كانت تستهدف القضية الفلسطينية بالدرجة الاولى.

لذلك فان ما يحدث من نية للتقارب هو مدخل ايجابي وهو بفعل جهود الجمهورية الإسلامية في ايران والإخوة في حزب الله وهذا التقارب قد يؤثر سلبا على علاقه حماس ببعض القوى الإقليمية، لكن يجب على حماس هذه المرة ان تحسم امرها ولا تفرط في محور المقاومة اطلاقا، لأنه بات واضحا للجميع ان الطريق لفلسطين والقدس عبر محور المقاومة اقرب بكثير من طريق الاخرين الذي يأخذنا الى تكريس الاحتلال والاعتراف به والتعايش معه.

** يبدو ان المقاومة الاسلامية طرحت ورقة التفاوض بشأن الاسرى بقوة... هل هي خطوة تكتيكية ام جدية برأيكم؟ ولماذا لا تبدو حكومة الكيان متحمسة للفكرة؟

المقاومة الإسلامية طرحت ورقه التفاوض بشأن الاسرى بقوه وهي جادة في ذلك وليس تكتيكاً، لان ذلك يأتي في سياق تراكم قوه المقاومة وقدرتها على انتزاع مطالبها من العدو الصهيوني بقوه، وهذا له تأثير سلبي على جبهه العدو و تأثير ايجابي على جبهه المقاومة، حيث يزيد من ثقة الجمهور الفلسطيني بالمقاومة واحتضانها ما دامت تحقق انجازات.

وهذا ما يدفع العدو لإطالة امد التفاوض بشان الاسرى لان العدو يدرك ان تنازله لشروط المقاومة يعني هزيمة له مما دفعهم لاتخاذ قرار بالكنيست بمنع تبادل الاسرى بجنود مختطفين وفقط اعتماد التبادل مقابل تسهيلات اقتصاديه فقط، وهذا ما ترفضه المقاومة.

وفي الواقع ان العدو لا يبدو متحمسا لإجراء هذا التبادل لان الحكومة التي ستقوم بذلك ستخسر من رصيدها لأنها تعتبر خضعت للمقاومة، ولكن في نهاية المطاف يرضخ العدو لشروط المقاومة ان شاء الله.