إنهم الشهداء، فوارس فلسطين، يولدون في أجمل الأزمنة والأمكنة، يعطرون البلاد بروحهم وريحانهم، ويسيرون في صفوف الجهاد، قافلة من العاشقين لا تنتهي، ويرتقون شهداء على طريق القدس.
الفارس عبد القادر قاسم دراغمة
ميلاد فارس: كانت منطقة الأغوار بمحافظة طوباس على موعد مع فارسها عبد القادر قاسم دراغمة في عام 1969م، لعائلة مؤمنة بدينها ووطنها قدمت الشهداء والمجاهدين والأسرى، فقد لحق بالشهيد عبد القادر شقيقيه القائدين أيمن ومعمر. وتلقى فارسنا تعليمه في مدارس بلدته، ثم اتجه للعمل وتحسين أحوال أسرته الاقتصادية ومساعدة والده الطاعن في السن والمرض.
انتمى لحركة الجهاد الإسلامي إبان انتفاضة الحجارة عام 1987م، وكان يشارك في المواجهات التي كانت تدور بين الشبان وجنود الاحتلال.
شهيداً على طريق القدس: في يوم الجمعة 8 تموز 1988، وبعد انتهاء الصلاة، اقتحم الاحتلال محيط مسجد الشهداء، ودارت موجهات مع جنود الاحتلال، وأصيب فيها صديقه نهاد أبو هلال بالرصاص، فأسرع إليه لإسعاف، وحمله مسافة قصيرة على ظهره، قبل أن يطلق عليه جنود الاحتلال رصاص (دمدم) أيضًا، فأصيب إصابة قاتلة في منطقة الحوض، فأصيب بنزيف داخلي، وتهتكاً في منطقة الحوض، ليسرعوا بعدها في البحث عن سيارة لنقله إلى مستشفيات نابلس، غير أن روحه صعدت إلى السماء شهيداً.
الفارس معمر قاسم دراغمة
ميلاد فارس: كانت منطقة الأغوار بمحافظة طوباس على موعد مع فارسها معمر قاسم دراغمة في 1 ديسمبر 1973م، لعائلة مؤمنة بدينها ووطنها قدمت الشهداء والتضحيات، فقد سبقه شقيقيه عبد القادر وأيمن. ودرس المرحلة الابتدائية، وترك الدراسة في سن مبكرة لمساعدة العائلة والعمل في الزراعة.
تزوج شهيدنا معمر من فتاة صابرة محتسبة ورزقه الله أربعة أبناء أكبرهم عبد القادر وياسمين وليث ولؤي الذي توفاه الله قبل أن يتجاوز السنوات الست.
في صفوف الجهاد: كان من نشطاء انتفاضة الحجارة عام 1987م حيث تعرض للاعتقال من قبل قوات الاحتلال عدة مرات، ومع بداية انتفاضة الأقصى عام 2000م، انضم لصفوف سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي وشارك في العديد من العمليات العسكرية، كما خاض العديد من الاشتباكات ضد العدو الصهيوني حتى أصبح من أبرز المطلوبين.
أصيب في يده أثناء التصدي لإحدى الاجتياحات لمدينة طوباس في عام 2002م، بعد أن قام بتفجير إحدى السيارات التابعة للجيش الصهيوني. ويُسجل له المسؤولية المباشرة عن تفجير عدة سيارات عسكرية صهيونية في مدينة طوباس، كما شارك أيضًا في صد العديد من التوغلات الصهيونية منها التوغلات التي استهدفت مدينة جنين. وشنت قوات الاحتلال حملة مسعورة ضد عائلته من الدهم والتفتيش والاعتقال للتهديد بالتصفية ولكن فارسنا رفض الخضوع لتهديدات الاحتلال.
شهيداً على طريق القدس: صباح 8 يوليو 2002م، وبعد أربعة أشهر على استشهاد شقيقه القائد المجاهد أيمن دراغمة، خرج شهيدنا القائد معمر دراغمة مع مجموعة من المجاهدين في ساعات الليل لتنفيذ مهمة عسكرية، وبينما هم في بلدة اليامون قضاء جنين، اعترضتهم قوات صهيونية خاصة وأطلقت نيران أسلحتها على السيارة التي يستقلونها، فردوا بإطلاق النار واستمر الاشتباك لأكثر من أربعين دقيقة، وأدى إلى استشهاد الشهيد معمر.
ليلتحق شهيداً في قافلة المجد والخلود، إلى جانب شقيقيه أيمن وعبد القادر، ويجسده بدمه الطريق إلى القدس.