لا زالت السلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس تبني آمالا عريضة على لقاء يجمعها برئيس الحكومة الصهيونية يائير لابيد بعد ان تسلم منصب رئاسة الحكومة الإسرائيلية حيث تنتظر قيادة السلطة الفلسطينية هذا اللقاء على أحر من الجمر، إلا أن لابيد بدا غير متعجل للقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس واكتفى لابيد بالاتصال هاتفيا بالرئيس عباس للتهنئة بعيد الأضحى المبارك، وذلك عشية زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى المنطقة, وذكرت صحيفة يسرائيل هيوم العبرية أن لابيد الذي عولت عليه السلطة كثيراً في تحريك المسيرة السلمية بدا متردداً حتى في لقاء صوري مع الرئيس الفلسطيني خشية أن تؤثر هكذا صورة على فرصه بتولي منصب رئاسة الحكومة بعد الانتخابات القادمة, وقالت السلطة الفلسطينية لصحيفة «جيروزاليم بوست» العبرية، إنها تريد أن يلتقي رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد برئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في أقرب وقت ممكن.
وقال المسؤول في وزارة الخارجية الفلسطينية أحمد الديك إن القيادة الفلسطينية ستقدم خمسة مطالب إلى الرئيس الأمريكي جو بايدن خلال زيارته المرتقبة للمنطقة. وأعرب الديك عن أمله في أن تقبل إدارة بايدن جميع المطالب الفلسطينية، ودعا لابيد إلى الاجتماع على الفور مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس لإحياء مفاوضات السلام الإسرائيلية الفلسطينية المتوقفة, والمطالب التي حددتها السلطة كالتالي:
1- إعادة «الأفق السياسي» بين إسرائيل والفلسطينيين.
2- إعادة فتح القنصلية الأمريكية في القدس.
3- شطب منظمة التحرير الفلسطينية من قائمة الإرهاب وإعادة فتح البعثة الدبلوماسية للمنظمة في واشنطن
4- ممارسة الضغط الأمريكي على الحكومة الإسرائيلية لوقف «التصعيد» ضد الفلسطينيين.
5- إعادة المساعدات المالية الأمريكية للسلطة الفلسطينية.
وتأمل السلطة بأن تساعد الإدارة الأمريكية في خلق مناخ مناسب لإحياء عملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية. وقال الديك «ما زلنا نؤمن بالحلول السياسية للصراع»، واضاف «سنحكم على يائير لابيد من خلال أفعاله وليس من خلال أقواله، نحن نبحث عن شريك سلام إسرائيلي حقيقي حتى نجلس معه على طاولة المفاوضات. مؤكدا «أن يد الرئيس عباس ممدودة دائما للسلام، ورفض بينيت هذه اليد الممدودة، لكننا نأمل أن يصافح لابيد الرئيس عباس، نريده أن يلتقي بالرئيس عباس في أقرب وقت ممكن». وختم الديك حديث قائلا، «إننا نشهد تخريبًا منهجيًا لمعسكر السلام في فلسطين، لقد تم تقويض هذا المعسكر بسبب الإجراءات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين، لهذا السبب من الملح والمهم أن يجتمع لابيد مع الرئيس عباس «, فهل يمكن لهذه اللغة «الخانعة» ان تقنع «إسرائيل» بالعودة للمفاوضات، وهل يمكن لبايدن ان يفرض على «إسرائيل» القبول بشروط السلطة؟!.
السلطة الفلسطينية تأمل ان يستقبل الرئيس الأميركي جو بايدن الجمعة رئيس السلطة محمود عباس، وقالت مصادر دبلوماسية مطلعة إن القيادة الفلسطينية لا تعوّل على أي إنجاز سياسي من زيارة بايدن، بل إن اليومين الماضيين شهدا توتراً بين الفريقين، الفلسطيني والأميركي، فيما يتعلق بإصدار بيان مشترك فلسطيني أميركي حول الزيارة. وبحسب المصادر، فقد طلب الفريق الأميركي من الفلسطينيين الموافقة على بيان مشترك يطلب من الرئيس محمود عباس إعطاء موافقته ومباركة علنية حول أن «التطبيع الإسرائيلي العربي من شأنه أن يساهم في حل القضية الفلسطينية وتسهيل البدء بمفاوضات مباشرة بين الفلسطينيين والإٍسرائيليين».
وحسب المصادر «رفض رئيس السلطة أبو مازن الموافقة على إصدار البيان بهذا الشكل». وأفادت المصادر الفلسطينية بأن زيارة بايدن لبيت لحم تُعتبر زيارة بروتوكولية، فهو لا يستطيع زيارة «دولة» الاحتلال من دون المرور بالأراضي الفلسطينية، ولقاء عباس بروتوكولي شكلي لا يحمل أي مضمون سياسي، ولا سيما أن الزيارة تحمل طابعاً دينياً، إذ سيزور الرئيس الأميركي مدينة بيت لحم وكنيسة المهد، لما تحمله المدينة من معانٍ دينية للمسيحيين، ولن يزور رام الله حيث مقر الرئاسة الفلسطينية, وهذا معناه ان الرئيس الأمريكي ملتزم بتعليمات «إسرائيل» باستمرار الضغط على السلطة الفلسطينية للقبول بحلول «إسرائيل» الإنسانية للمشكلة الاقتصادية والمعيشية والازمة المالية التي تعاني منها السلطة, وهذا على حساب الحقوق الفلسطينية بما فيها تلك الحقوق التي اقرتها ما تسمى بالشرعية الدولية, فإسرائيل ليس لديها ما تقدمه للسلطة اكثر مما قدمته, وقد أوصلت قناعتها هذه الى الإدارة الامريكية التي لا يمكن ان تضغط على "إسرائيل" للعودة للمفاوضات وفق القرارات الدولية التي تخص القضية الفلسطينية, وستقتصر عطاءات الرئيس الأميركي على بعض المساعدات المالية لمستشفيات القدس، وستُحوَّل هذه المساعدات مباشرة إلى المستشفيات، لا من طريق السلطة وموازنتها، بسبب التزام بايدن بقوانين الكونغرس الأميركي التي تحظر إعطاء أي مساعدات مالية مباشرة للسلطة، بذريعة أنها تدعم «الإرهاب»، في إشارة إلى رواتب عائلات الأسرى والشهداء لكن السلطة على استعداد دائم لضبط الأجواء في سبيل تهيئتها للقاء عباس ببايدن, فمجرد اللقاء يعني إضفاء شرعية رسمية عربية ودولية على محمود عباس.