كسرت صواريخ عسقلان فرحة قادة الاحتلال الإسرائيلي بنتائج زيارة رئيس الولايات المتحدة الأمريكية جو بايدن للمنطقة، إذ حملت الصواريخ رسائل عدة أبرزها أن المقاومة والشعب الفلسطيني وحدهما يُحددان مصير المنطقة.
وغادر الرئيس الأمريكي الأراضي الفلسطينية المحتلة يوم أمس الجمعة، بعد تعهده لقادة الاحتلال بتوفير الأمن والأمان والحماية لهم؛ إلا أن مستوطنات غلاف غزة استفاقت على صفارات الإنذار وسقوط الصواريخ.
مراقبان أكدا لـ"شمس نيوز" أن قصف عسقلان بالصواريخ جاء في وقت حساس جدًا بعد 24 ساعة فقط لمغادرة بايدن، فيما تحمل نيرانها رسائل مهمة لقادة الاحتلال الإسرائيلي، إذ أن الكاتب في الشأن السياسي والعسكري أحمد عبد الرحمن يرى، أن قصف عسقلان الليلة الماضية استثنائي من حيث التوقيت والمضمون.
وقال لـ"شمس نيوز": "إن قصف عسقلان جاء بعد زيارة بايدن لفلسطين المحتلة وتوقيعه ما يسمى "إعلان القدس" الذي تعهد بموجبه بشراكة استراتيجية مع "إسرائيل" وهي موجودة بالفعل منذ نشأة هذه الدولة المارقة".
ومن حيث المضمون يعتقد الكاتب عبد الرحمن أن القصف يحمل رسالتين، الأولى تقول لمحور الشر الأمريكي إن من يحدد طبيعة الصراع هي المقاومة والشعب الذي يقف في ظهرها، وأن لا توقيع اتفاقيات ولا عقد مؤتمرات يمكن أن يجعل هذا الكيان المجرم كيانا مقبولا في المنطقة".
أما الرسالة الثانية- وفقًا للكاتب عبد الرحمن- فهي موجهة إلى رئيس وزراء الاحتلال المؤقت يائير لبيد، وتذكّره بمصير أسلافه الذين كانوا يهددون ويتوعّدون بتدمير البيوت وقتل الأبرياء، وسقطوا واحدا تلو الآخر".
وفيما يتعلق بتأثير الصواريخ وما يُسمى بـ "التسهيلات" لعمال غزة قال: "إن صواريخ عسقلان أرادت أن تقول أيضا إن تصاريح العمل لغزة وبعض التسهيلات الأخرى لمحاولة تحييدها عن خارطة الصراع لن تجدي نفعا، وإن غزة ستبقى لاعبا أساسيا ومؤثرا في كل الإقليم، وبيدها أوراق قوة تجعلها قادرة على فعل الكثير".
وفي السياق يرى الكاتب السياسي إياد القرا أن المنطقة "الحدودية" بين قطاع غزة والأراضي المحتلة تشهد حالة من السخونة بين فترة وأخرى، قائلًا: "بغض النظر عن الجهة التي أطلقت الصواريخ، فإنها توجه رسائل مهمة للاحتلال الإسرائيلي عقب زيارة بايدن".
وأضاف القرا في تصريح لـ "شمس نيوز" بقوله: "إن صواريخ عسقلان هي رسالة إلى الدعم الأمريكي للاحتلال في اتجاه التطبيع والحماية؛ لتؤكد له أن كل ذلك لا يفيد الاحتلال بشيء في ظل تهميش الحقوق الفلسطينية.
وأوضح أن الصواريخ جاءت تقول للكيان الصهيوني إن المقاومة تراقب عدم الالتزام بالتفاهمات والتعهدات؛ لذلك على الاحتلال أن يلتقط هذه الرسالة وينفذها بشكل عاجل.
وفيما يتعلق بمستوى التصعيد الإسرائيلي على إطلاق الصواريخ قال القرا: "إن الاحتلال الإسرائيلي لا يستطيع أن يُخل بمعادلة التصعيد الموجودة؛ لأنه لا يرغب بتصعيد أكبر؛ خشية من ردة فعل المقاومة.