أعلن رئيس الأركان الإسرائيلي أفيف كوخافي أن "تل أبيب" تضع خططا عسكرية لهجوم يستهدف ما تصفه بـ"التهديد النووي الإيراني"، وذلك في أعقاب تصريحات لمسؤول إيراني أكد فيها أن بلاده لديها القدرات الفنية لصناعة قنبلة نووية، وأنها أجرت مناورات لضرب العمق الإسرائيلي.
وقال كوخافي في كلمة ألقاها الأحد في مراسم تغيير قائد قيادة الجبهة الداخلية بالجيش إن إعداد خيار عسكري ضد البرنامج النووي الإيراني واجب أخلاقي وأمر مهم للأمن القومي، وفق تعبيره.
وأضاف أن "التحرك عسكريا ضد المشروع النووي الإيراني في صلب استعداداتنا ويشمل خططا عملية متنوعة".
كما صرح رئيس الأركان الإسرائيلي بأن "إعداد الجبهة الداخلية للحرب يعتبر مهمة يجب تسريعها في السنوات المقبلة، خاصة أننا نحتاج للعمل ضد التهديد النووي الإيراني، يواصل جيش الدفاع الإسرائيلي الاستعداد للهجوم على إيران بشكل مكثف ويجب عليه الاستعداد لكل تطور وكل سيناريو".
وفي السياق، قال الجيش الإسرائيلي إن قائد القيادة الأميركية الوسطى الجنرال مايكل كوريلا بحث مع رئيس هيئة الأركان الإسرائيلي أفيف كوخافي خلال زيارة قام بها لـ"إسرائيل" أمس ما سماها قضايا عملياتية لمواجهة التهديدات الأمنية في منطقة الشرق الأوسط والخليج.
وذكر بيان للجيش الإسرائيلي أن الجنرال كوريلا زار عددا من القواعد العسكرية الجوية والدفاعية الإسرائيلية واستمع إلى كبار الضباط في الجيش الإسرائيلي والقيادة المركزية والهيئات المشتركة الأميركية حول الأنشطة الدفاعية والجوية الإسرائيلية المتعددة، بالإضافة إلى سبل تعزيز الخطط والقدرات المشتركة.
وأشار البيان إلى أن كوريلا التقى أيضا بوزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس وناقشا قضايا أمنية في المنطقة.
وتأتي زيارة قائد القيادة الأميركية الوسطى إلى "إسرائيل" بعد يوم واحد من ختام زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى منطقة الشرق الأوسط، والتي كان قد استهلها بـ"إسرائيل".
القنبلة النووية
في الجانب الآخر، كشف رئيس المجلس الإستراتيجي للسياسات الخارجية في إيران كمال خرازي للجزيرة أن بلاده باتت على وشك أن تكون دولة نووية بالمعنى الحقيقي.
وقال خرازي إن إيران لديها القدرات الفنية لصناعة قنبلة نووية، لكنه أكد أنه لا قرار في بلاده بتصنيع القنبلة رغم وجود القدرات الفنية اللازمة لذلك.
وأضاف أن إيران أجرت مناورات موسعة بهدف ضرب العمق الإسرائيلي في حال تم استهداف منشآتها الحساسة.
وقال خرازي إن "إسرائيل" في مرحلة ضعف، وإن دعم الرئيس الأميركي جو بايدن لها لن يعيدها للصدارة، مضيفا أن استهداف أمن إيران انطلاقا من دول الجوار سيقابل برد على هذه الدول ورد مباشر على "إسرائيل"، وفق تعبيره.
وبشأن المفاوضات مع الولايات المتحدة حول البرنامج النووي، اعتبر أن من الصعب إجراء حوار مباشر مع واشنطن في ظل جدار سميك من عدم الثقة.
كما قال إن غياب ضمانات أميركية بشأن الاتفاق النووي يعرقل ويفخخ أي اتفاق قد يتم التوصل إليه.
وتعليقا على تصريحات خرازي، قال الممثل الروسي الدائم لدى المنظمات الدولية في فيينا ميخائيل أوليانوف إن التصريح الإيراني حول قدرة طهران على تصنيع القنبلة النووية لا يعني أنها تنوي القيام بذلك.
واعتبر الوضع الراهن للبرنامج النووي الإيراني نتيجة لسياسة الضغوط القصوى التي تنتهجها الولايات المتحدة مع إيران منذ فترة الرئيس السابق دونالد ترامب إلى غاية الآن.
الحوار الإقليمي
وفي موضوع آخر، أوضح رئيس المجلس الإستراتيجي للسياسات الخارجية في إيران كمال خرازي أن بلاده تدعم بالكامل فكرة إنشاء مجمع حوار إقليمي يضم دولا كإيران والسعودية وتركيا ومصر وقطر ودولا أخرى، لحل الخلافات السياسية والأمنية.
وأكد خرازي في معرض تعليقه على نتائج قمة جدة أن طهران رحبت بمقترحات قدمتها قطر بشأن الحوار الإقليمي.
ورحّب المسؤول الإيراني بتصريحات السعودية عن مد يد الصداقة لإيران، وقال إن طهران مستعدة للحوار وإعادة العلاقات مع الرياض إلى طبيعتها، مشيرا إلى أن إيران والسعودية دولتان إقليميتان مهمتان، وأن حل الخلافات بينهما سيؤدي لتحول إقليمي.
وكان قادة دول مجلس التعاون الخليجي والولايات المتحدة دعوا -في ختام قمة جدة للأمن والتنمية التي عقدت بحضور الرئيس الأميركي جو بايدن- إيرانَ إلى التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية لإبقاء المنطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل.
وقال رئيس حكومة تصريف الأعمال الإسرائيلية يائير لبيد إنه أوضح للرئيس بايدن وفريقه أن" إسرائيل" تعارض الاتفاق النووي مع إيران.
وأضاف لبيد -في مستهل جلسة لحكومته- أنه أبلغ الرئيس الأميركي أيضا أن إسرائيل تحتفظ لنفسها بالحق الكامل في حرية العمل بمواجهة المشروع النووي الإيراني.