إنهم الشهداء، فوارس فلسطين، يولدون في أجمل الأزمنة والأمكنة، يعطرون البلاد بدمائهم الطاهرة، ويسيرون في صفوف الجهاد، قافلة من العاشقين لا تنتهي، ويرتقون شهداء على طريق القدس.
ميلاد فارس: كانت قرية صيـدا بمحافظة طولكرم على موعد مع فارسها زاهر أشقر في 13 فبراير 1977م، لعائلة مؤمنة بدينها ووطنها، ترتيبه الثاني فيها. وأكمل دراسته في مدارس القرية وأنهى المرحلة الثانوية فيها، والتحق بجهاز البحرية الفلسطينية، ثم استقال ليعمـل مع والده في الحدادة.
في صفوف الجهاد: انضـم شـهيدنا زاهـر إلى حركة الجهاد الإسلامي إبان اندلاع انتفاضة الأقصى وأخـذ يشارك في فعاليات الانتفاضـة والمسيرات وجنائز الشهداء. ثم انضم إلى سرايا القدس الجناح العسكري للحركة بعد استشهاد القائـد أسـعد دقـة ، وشارك مع إخوانه الشهداء أنـور عبـد الغنـي وأحمـد عـجـاج ولؤي السعدي في العديد من العمليات والاشتباكات، وتعرف على الشهيد القائد إياد صوالحة وتعلـم منـه الكثير في الإعداد والتخطيط، إلى أن أصبـح مـن أكـثر المطلوبين الذين يشكلون هاجسًا قويا للعدو الصهيوني.
في 12 مارس 2003م داهمت قـوات الاحتلال المدعمة بالطائرات والدبابات قرية صيدا، فقامت مجموعـة مـن مجاهـدي السرايـا بالتصدي للقوات ليقوم شـهيدنا زاهـر بقتل ضابطين صهيونيين وإصـابة آخـر. وفي هذه المعركة استشهد المجاهـد رامـي الأشـقر وتمكنـت قـوات الاحتلال مـن اعتقال الأسير القائـد أحمـد فني، واستمرت الحملة على القرية ثلاثة أيام بلياليهـا بحثاً عن المطارديـن وعلى رأسهم شهيدنا زاهـر الأشقر، وقامـت بهـدم منـزله انتقامـا منه ومـن ذويـه.
لم تكـن هـذه هـي المـرة الوحيدة التي حاولـت فيهـا قوات الاحتلال اعتقالـه أو اغتياله ففي 17 نوفمبر 2002م، تسللت القوات الصهيونية الخاصة إلى قرية صيـدا وقامت بمحاصرة أحـد البيـوت في محاولة منها لاعتقال الشهيد زاهـر وإخوانه المجاهدين، ولكـن بفضـل اللـه تمكـن المجاهـدون مـن الانسحاب بسلام، واستشهد في العملية الشهيد المجاهـد محمـد عبـد الغنـي.
شهيداً على طريق القدس: في 29 يوليو 2004م وبعـد منتصف الليـل، حاصرت قوات الاحتلال أحد المنازل حيث تواجد الشهيد زاهر وإخوانه، وقام شهيدنا بالتغطية عليهم وإطلاق رصاصه تجاه القوات الصهاينة التي لم تنل منه إلا بعد قصف المنزل وإصابته بجروح واغتياله بدم بارد.