غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

أمجد... كف عن هذه المزحة يا أمي

الشهيد أمجد أبو عليا
بقلم/ ظريفة حسن

إلى أين أنت ذاهب؟ عد باكرًا أريد أن أفاتحك بموضوع هو منية لي منذ فترة طويلة، أريد أن أستبق الزمن لأراها، ما شاء الله طولك وبنيتك لا توحي سوى باكتمال رجولتك شابًا وسيمًا، أعيد عليك الطلب أن تعود باكرًا لأنني أيضًا أشتاق إليك، لا تخجل أعطني قبلة فأنا لا زلت أمك و أنت لا تزال طفلي الوحيد المدلل، انطلق أيها البطل يا من كلفني الأمر بك أن يشق جسدي وتشق روحي عليك.

هذه آخر ما تمتمت به نفسي قبل أن يكذبوا عليّ كذبتهم السخيفة ويخبرونني بأنك قد قتلت وأنت نائم، لماذا فعلت بي كل هذه المسرحية؟ كم استغرقت للتدرب عليها أنت ومن كانوا حولك؟ والدك يشهد لك أنك بارع في التمثيل فقد كنت تمازحه أحيانًا لترى مدى قربك لقلوبنا ومدى غلاتك، أعلم أن هذه أيضًا مزحة ولكنها يا بني ثقيلة على قلبي حتى أنك اتفقت مع المساجد على أن يتواطؤوا معك في مزحتك الثقيلة هذه، قم وانزع هذا الهراء الأبيض الذي تلبسه إنني أوصيتك أن تأتي باكرًا لأحادثك بشأن بدلة بيضاء ليست لك بل لفتاة تليق بك ولألبسك بدلة عريس جميلة مهندمة ناعمة، هيا قم فلنذهب إلى البيت، أهانت عليك دموعي ودموع والدك يا أمي، هيا كفى لقد رأيت غلاتك في قلبينا فلماذا لا زلت في هذه المسرحية يا حبيبي يا أمي؟ هم حاولوا أن يجعلوني أصدق ما أراه فقد كشفوا عن خاصرتك وأروني مكانًا قد سكبوا عليه الكاتشب الذي كنت تحبه على الشاورما التي كنت تحبها وأصنعها لك بيداي، قالوا لي إنها الرصاصة التي فعلت بك ذلك، اعذرني لا استطيع قول ما قالوه لي، حتى النسوة تجمعن في بيتي تركن بيوتهن وجئن لتطبيق خطتك المجنونة يا لجنونك يا بني، أعلم أنك عندما أعانقك قبل الصلاة ستشفق علي وعلى والدك وترفع يديك وتعانقني وتقول لي سامحيني يا أماه على مزحتي الثقيلة وأنني بتّ ليلة خارج البيت وأنت أوصيتني أن آتيك باكرًا ولا أنام في حضن أحد غيرك، ثم إنك ستسأل عن والدك فأقول لك: "إنه لم يستطع كبح بركان دموعه عن الرجال فاختبأ بين ملابسك يشمها ويبكي هيا اذهب إليه وأخبره بمزحتك اللعينة ولا تعيدها".......... يارب أتمنى أن يعود لأمجد وينتهي هذا الهراء، يا رب أخبره أنني قد سامحته ولن ألومه، فليرجع لي سالمًا غانمًا معافى .,,,,,, ويا رب إن كان ذلك هو الواقع لا أدري حينها ماذا سأدعو وماذا سأطلب ...... لا أدري شيئًا سوى أنني أريد أمجد، أريد الشاب في الشارع الطفل المدلل في أحضاني، أريده يا الله ولا أريد سواه.

"جميع المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي "شمس نيوز".