أظهرت نتائج الثانوية العامة، لهذا العام نجاحًا باهرًا لعدد من أبناء وذوي الأسرى والشهداء، فلم يمنعهم غياب الآباء والأحبة عن الإصرار على مواصلة الطريق والحصول على أعلى المراتب.
الطالبة هنية أحمد الندر، واحدة من هؤلاء الطلبة الذين كان النجاح حليفهم بالثانوية العامة، لهذا العام.
الندر التي لم يمض سوى عام على استشهاد والدها خلال معركة "سيف القدس" حصلت في الثانوية العامة على معدل 89.3%؛ لتؤكد أنه رغم الغصة بابتعاد الوالد، إلا أنها أصرت على مواجهة كل الظروف التي مرت بها بعد استشهاد والدها.
وقالت لـ"شمس نيوز": "كنت آمل أن يكون والدي معي ليشاركني فرحة النجاح هذا العام كما هو الحال في الأعوام السابقة"، مستدركة "بكل تأكيد هو الآن فرحان بهذا المعدل، أشعر به يهنئني وأشعر بفرحه بنجاحي".
وأضافت "الحمد لله أنني حصلت على معدل عالٍ؛ لأدرس التخصص الذي أريده وهو التمريض".
وفي القدس المحتلة، كان الطالب أسامة شقيرات نجل الأسير أمين أحمد شقيرات، يستمد قوته وعزيمته من عزيمة والده المحكوم بمؤبدين وثلاث سنوات في سجن ريمون، ويحصل على معدل 86.3%.
15 عامًا مضت على اعتقال والده، إلا أنه لم يغب عن مشهده الدراسي، فكان السند له في كل المراحل الدراسية من خلال رسائله ومكالماته التي كان بها النصائح والإرشادات، كما يقول أسامة لـ"شمس نيوز".
وأضاف: "أعوام الدراسة مضت جميعها بشكل صعب، لابتعاد والدي، ولكن مساندته لي بالإضافة إلى دور أعمامي وأمي في دعمي وإسنادي لأكمل الدراسية، كل هذه كانت محفزات لهذا النجاح".
الطالب عطية أبو شريعة، نجل الشهيد عمر عطية أبو شريعة، هو الآخر كان له اسم في سجل الناجحين والمتفوقين في الثانوية العامة.
أبو شريعة تمكن من الحصول على 86.3% في الثانوية العامة، قال إنه بهذا النجاح أراد إيصال رسالة تحدٍ للاحتلال أن اغتيال والدي لن يثنيني عن مواصلة دربي في التعليم، والحصول على مرتبات عليا.
وأضاف لـ"شمس نيوز": "والدي كان يدعم ويشجع الحصول على العلم، وطلب العلم، وبكل تأكيد أنا أكملت هذا الطريق، وحصلت على هذا المعدل، الذي كنت آمل أن أحصل على أعلى منه؛ لأقتدي بوالدي، وأحقق حلمه بأن يكون المجتمع متعلما".
وأشار أبو شريعة إلى أن العلم هو المفتاح الحقيقي لتسجيل أي انتصار، وهو السلاح الأول لرفعة وتطور المجتمعات.
أما الطالبة تالا صلاح، من جنين، والتي خرجت كما العنقاء من رحم المعاناة؛ لتحصد معدل 92.7% ، رغم الألم الذي عاشته خلال فترة الاختبارات، باستشهاد شقيقها يوسف، واعتقال شقيقها أسامة.
وقالت لـ"شمس نيوز": "كلي فخر أني حصلت على هذا المعدل، كنت أدرس رغم الظروف التي مررنا بها، واستشهاد أخي يوسف، وما مرّ بعدها من ظروف غير متوقعة وخارجة عن السيطرة".