تواصل أسعار السيارات المستخدمة في قطاع غزة الارتفاع، لتصل الزيادة في بعضها إلى الضعف وربما زادت عن الضِعف، الأمر الذي دفع المواطنين للشكوى من هذا الارتفاع، والتذمر منه لما له من انعكاسات سلبية عليهم.
المواطنون الغاضبون عبروا عن استيائهم من هذا الارتفاع عبر حملة الكترونية واسعة حملت عنوان #خليها_تصدي في رسالة للتجار، ولمن أراد بيع سيارته بأسعار مرتفعة أنها لن تجد لها مشتريًا في الأسواق.
هذه الحملة لاقت إقبالًا كبيرًا كما أنها انعكست على أصحاب معارض السيارات، وفق ما يشير المواطن محمد السيد، الذي قال: إنه "في أحد الشوارع التي بها مجموعة من معارض السيارات وجد ولأول مرة تكدسًا كبيرًا فيها، وبعضها يبات خارج المخازن لعدم وجود مكان لها".
أما المواطن رمضان حنون فيرى أن من يشتري بهذه الأسعار الجنونية فاقد للعقل، قائلًا: "التجار نفسهم ما بيقنوا السيارات التي يبيعونها للناس.
وتسائل حنون: "كيف سعر السيارة الجولف بـ15 ألف دولار، والفيرنا بـ12 ألف، والباندا بـ15 ألف، والسوبارو حديث موديل 89 بـ6000؟"
وأجاب على نفسه قائلًا "أنا عن نفسي بدي أظل أحلم ولا أشتري، أقولك أنا معي شيكل في جيبتي خليني أحلم أحسن".
المواطن هو السبب
أما تاجر السيارات عبد أبو سفيان، لفت إلى أنه يعمل في هذا المجال منذ 3 أعوام، مبدًيا خوفه من هذه الأسعار الجنونية.
وقال أبو سفيان: "قبل كورونا الزبون صار أشطر من التاجر، كان زمان الزبون بلف على كذا تاجر عشان يبيع سيارته، وكانت الأسعار طبيعية، الآن التجار بوقفوا الزبون في الشارع وبيحكولو للبيع والتجار بياخدو السيارة وببيعو السيارة على بعض وبزيد حقها فوق الـ2000$ من تاجر لتاجر".
وأضاف "أنا بشتري وببيع، ومش مقتنع، ومش مصدق كيف سيارة حقها الطبيعي 9000$ بتوصل 13_14$، والزبون بشتري، والتاجر بشتري".
وأوضح أبو سفيان أنه مجبر على السير حسب السوق، مضيفًا "التجار والزبائن كذبوا الكذبة، واقتنعوا فيها، وأنا واحد من التجار عندي بدل السيارة 4، ونفسي السوق يرجع لطبيعته، وإذا فيها خسارة حاليا يرجع السوق والله بعوض زي ما في مربح في مخسر بس نشتغل طبيعي".
وذكر أن الوسيط كل همه أخد رزقته دون أي علاقة في الزبون أو التاجر.
العرض والطلب لهما علاقة
من ناحيته، أرجع رئيس جمعية مستوردي المركبات في قطاع غزة إسماعيل النخالة ارتفاع أسعار السيارات إلى الارتفاع العالمي؛ بسبب جائحة كورونا منذ بدايتها.
وقال النخالة لـ"شمس نيوز": "هذا الارتفاع انعكس على السوق المحلي، وأصبح هناك فروق كبيرة بين أسعار السيارات المستوردة، وبالتالي السوق المحلي –المستخدم- لحق بأسعار السيارات الحديثة".
وأشار إلى أن هذا الأمر متعلق بالتاجر والمواطن، مضيفًا "عند محاولة شراء سيارة من مواطن يطلب فيها سعر غالي (..) الموضوع لا علاقة له بالتاجر أنه يريد الربح من وراء السيارات المستخدمة والقديمة، هذا الحديث غير صحيح".
وبحسب النخالة فإن مواقع التواصل الاجتماعي جعلت العالم كله قريب من بعض، ويعلم أخبار بعض، مبينًا أن الارتفاع بالأسعار مش لعبة تجار، وإنما هي نتيجة الارتفاع العالمي لسوق السيارات، ما أدى لارتفاع السوق المحلي.
وأرجع هذا الارتفاع إلى جانب جائحة كورونا هي قلة المعروض عالميًا، وكثرة المطلوب في الأسواق.
وعن السيارات الحديثة فقال النخالة إنها تأتي من الخارج كما هي في قطاع غزة، مضيفًا "هذه السيارات جاءت إلى القطاع مرتفعة من بلادها بـ10 آلاف و15 ألف دولار".
